الحارات الدمشقية القديمة بعتاقتها وجمالها... الإنسان عندما يغدو تعبيراً عن مفهوم المكان الذي ينتمي إليه... واللوحة الفنية حين تصبح تجسيداً للحنين، هو أبرز ما ظهر في معرض الفنان "عمرو فهد" الذي يقام حالياً في صالة "ألفا" للفنون التشكيلية ويستمر لمدة خمسة عشر يوماً.
عن هذا المعرض تحدث الفنان والزائر "طارق عبود" لموقع eSuweda في 9/3/2010، بالقول:
المعرض قدم وجبة جمالية بامتياز، واللوحات فيه مرسومة بإحساس عال، وبطريقة تعبر عن جمال مدينة "دمشق" القديمة، وأغلب اللوحات تقرب المبصر من أشكال تخص تراثه وتاريخه العربي، وهذا ما يدخل الزائر في عالم من الجمالية الخاصة التي تمثل تناغم الإنسان مع تراثه وحضارته
«المعرض هو حالة تقديم لمشاهد حية من طبيعة "دمشق" القديمة، رسمها الفنان عبر إيحاء إنساني وتأملي، وخاصة عبر استخدام الجسد كتعبير عن الانتماء، كما في جسد المرأة التي أخذت شكل البوابة، وكأنه يقول إن "دمشق" أنثى جميلة تفتح أبوابها لمن يحبها فقط، كما أن أغلب اللوحات عكست ثقافة المكان بتراثه وأشخاصه في لوحات ظهر فيها عنف السكين التي تعبر عن حالة داخلية مشحونة بعمق الحب للموضوع المرسوم، كما أن الفنان كان موفقاً في استخدام الرمز بشكل يتماهى مع الخلفية، وذلك عبر اعتماد مركزية اللون ما جذب عين المشاهد وخاصة مع استخدام العتمة والنور من خلال اللونين الأبيض والأسود».
بدوره الفنان "فهد" تحدثت عن المعرض بالقول:
«هذا هو معرضي الفردي الأول، وجاء بعد معرض جماعي أقمته في مدينة "دمشق"، بكلية الفنون الجميلة، وهو نتاج عمل سنتين متتاليين واحتوى المعرض على 14 لوحة فنية منها 8 أعمال منفذة بألوان الأكليريك ومشغولة على القماش و6 أعمال احتوت على الكولاش، والقاسم المشترك بين الأعمال هو الحنين إلى مدينة "دمشق" القديمة، التي يشعر من يدخلها أنه انتقل إلى عصر وتاريخ غير هذا العصر والتاريخ، وقد حاولت تجسيد ذلك عبر رسم مقاطع من مباني المدينة الأثرية وكذلك معابدها وكنائسها ومساجدها، وكان ذلك عبر التجريد وإسقاط ثقافة المكان على الأشخاص الذين ينتمون إليه، حيث حرصت على ظهور أشكال إنسانية ضمن هذه المدينة التي لا يشعر من يدخلها بأي فصل بين شكل هذه المدينة وشكل أهلها، واللوحات كلها كانت تحت اسم عام دون تخصيص فشملت بوابات "دمشق" السبعة والقناطر والمعابد والمساجد، وكان هدفي هو إظهار هذا النسيج الجميل الذي يلاحظه كل من زار هذه الأماكن، واعتمدت في ذلك على اللونين الأسود والأبيض كخلفية قوية مع استخدام بقية الألوان لتكون مكملا للموضوع المرسوم، وذلك عبر أداة واحدة هي سكين الرسم، وذلك بهدف الوصول إلى سماكات اللون والتجهيزات المختلفة والمزج بين الألوان بطريقة صدفوية».
الفنان "ربيع بلان" تحدث عن أهم ما قدمه المعرض بالقول:
«أهم ما قدمه المعرض هو ذلك الإحساس المتميز بالجمال، حيث إن الفنان استطاع أن يجعل الأعمال تعبر بشكل التجريدي عن حالة من الدمج بين الإنسان والمكان الذي ينتمي إليه، وهذا يدل على تفوق في الإحساس الإنساني، كما أن اللوحات أظهرت طريقة خاصة بالعمل الفني كان أساسها الاختيار والاعتماد على جمالية المكان المراد عرضه عبر اللوحة، والشيء المهم في مجمل الأعمال هو إعطاء اللوحة تكوينات تعبر عن النفس البشرية وتجعل الموضوع ذا طابع تراثي وحضاري وإنساني بامتياز، والمعرض بشكل عام يعكس حالة وجدانية جعلت اللوحة تخرج من إطارها الضيق لتدخل عالم الجمال والانتماء».
السيدة "ديما عبيد" زائرة ومهتمة بالفن قالت: «المعرض قدم وجبة جمالية بامتياز، واللوحات فيه مرسومة بإحساس عال، وبطريقة تعبر عن جمال مدينة "دمشق" القديمة، وأغلب اللوحات تقرب المبصر من أشكال تخص تراثه وتاريخه العربي، وهذا ما يدخل الزائر في عالم من الجمالية الخاصة التي تمثل تناغم الإنسان مع تراثه وحضارته».
يذكر أن الفنان "فهد"، فنان سوري من مواليد دولة الإمارات العربية المتحدة عام 1982، وخريج كلية الفنون الجميلة بدمشق قسم النحت عام 2007، وهو متزوج ولديه طفلة اسمها "ألما".