احتضنت صالة المركز الثقافي العربي "بالسويداء" أعمال الفنان "عادل أبو الفضل" الذي أراد أن يكون هذا المعرض وفي هذه الفترة فسحة المتعب لرؤية الجمال، للخروج من مناخات الضيق والحزن ولنتمكن من رؤية سورية من جديد، التي كانت محور الأعمال التي جاءت تحت عنوان "من أجل سورية – تحية للسيد الرئيس بشار الأسد".
فالفنان "عادل أبو الفضل" الذي قدم مجموعة كبيرة من أعماله المعبرة من خلال هذا المعرض، أراد التعبير عن حالة ذاتية لكنها تعمم على شريحة كبيرة من المجتمع، فسورية مصدر الجمال وموطنه وريشة الفنان وجدت فيها الحقول الخصيبة، وهي اليوم بحاجة لأن نرسمها كوطن كان دائماً يشبه الأم، فهل لأحد القدرة على اقتناص جمال الأم من عيون الأبناء.
كل إنسان يجب أن يعمل بمجاله، ويقدم للبلد أجمل ما لديه خاصة في هذا الوقت، وعنوان المعرض جميل ويعبر عن رؤية للواقع عبر عنه الفنان "عادل" بأعمال ارتفع فيها مستوى الجمالية والتعابير الرمزية التي تخلق مسارات غنية للناظر، وأظهرت الأعمال تأثره بفنانين عالميين مثل "فاتح المدرس" و"مودلياني" و"سيزان" مثلا، وموضوع المعرض شعرته متميزا في هذه الفترة ليكون لدينا مساحة للجمال وقدرة على العودة لحالة جميلة التصقت ببلدنا وكانت على الدوام ميزة له، ولذا فأنا من مشجعي سيطرة الجمال وفتح مساحات تشدنا لعالم فيه الكثير من التفاؤل والمحبة والثقة بمستقبل جميل
موقع eSuweda تابع افتتاح المعرض في الثاني من الشهر الحالي وحاور الزوار والمهتمين وكانت لنا مجموعة من الأسئلة توجهنا بها إليهم، وإليكم بعض الأفكار التي تناولت الفن كمشروع حضاري يحمل هم الوطن ولكل فنان طريقته في التعبير عنه حسب ما أوضح لنا الفنان "جمال العباس" الذي زار المعرض حيث قال:
«يعبر الفنان بطرقه الخاصة عن حالة فكرية نفسية، ويعلن رأيه بما يقدمه من أعمال متنوعة، وما يميز أعمال "عادل أبو الفضل" أنه يستخدم الخط في عملية التشكل الشكلي بالرسم، لكي يبوح هذا الخط بالذي ينوي أن يقدمه في عمله التصويري، فالخط عنده أساسي لرسم ملامح البنية العامة للوحة، هذا الخط الذي يبدأ برقة ونعومة ثم يتحول عند استحضار العناصر البشرية إلى كتل ومساحات عريضة غنية أيضاً بتدرجاتها، تندمج مع المساحات اللونية الأخرى التي يميل فيها الفنان بشكل عام إلى الدسامة اللونية وأحيانا أخرى الشح اللوني، بتقنية يستخدمها في أكثر أعماله وهي التوشيحات البيضاء والتوشيحات اللونية العامة، على محيط يميل إلى الألوان الرمادية من الألوان التي يستخدمها في لوحته، فالعمل بشكل عام فيه ميل شديد لتوظيف العلاقات الإنسانية بين الناس، خاصة أنه يميل أكثر لاستخدام الوجه النسائي لكي يمرر استمرارية الحياة بشكل عام، وهي فكرة نحتاج لتجسيدها لنبقي على جمال الحياة ورونقها الذي نتمسك به في هذه المرحلة وكل مرحلة».
وعن رؤيته لما تتعرض له سورية خلال هذه المرحلة تحدث الفنان "عادل أبو الفضل" وسأل كيف لنا أن نستسلم لجماعة مجرمة تريد اختطاف الوطن؟ وقال: «للفنان قضية ودور ولكل إنسان موقعه الذي يتمكن من خلاله أن يقدم رسالة يحملها صدق مشاعره، وفكرة إقامة هذا المعرض قصدتها بهذه الفترة لأننا بأمسّ الحاجة لنرى الجمال ولنقف مع أنفسنا ونجيب عن أسئلة تعذبنا ودورنا في الإجابة عنها في هذا الوقت، فليس الموضوع فقط أن مجموعة من المجرمين يحاولون النيل من وطن وهذا مستحيل، بل هي الحاجة لنعيد صياغة أولوياتنا كفنانين لنعمل بعقلية كل من موقعه، وما نستطيع أن نقدمه لهذا الوطن ولقائد الوطن، ولندع اللون والخطوط تحمل رسائلنا، ولاشك أن من يبحث عن الجمال ويعايش الأمل سيقرأ ويفهم هذه الرسالة التي وددت توجيهها في هذه المرحلة الهامة التي تحتاج سورية فيها كل الأبناء البررة.
ومن خلال المعرض حاولت العمل على محور يبحث ما بين الإنسان والأرض وعلاقة الإنسان مع الإنسان ويرى المتابع أن معظم أعمالي تحمل رائحة المرأة، لأنها بشكلها المباشر قيمة جمالية تشبهها بالأرض وهي الأم والزوجة والحبيبة وهي قبل كل شيء الوطن، ذلك الحضن الدافئ، الذي يسكننا ونسكنه لنرسم من تفاعلات هذه العلاقة صورة الحياة التي تختلط مع أمانينا».
أما الفنان "أيمن فضة رضوان" فقد أظهر إعجابه بالمبادرة وقال:
«كل إنسان يجب أن يعمل بمجاله، ويقدم للبلد أجمل ما لديه خاصة في هذا الوقت، وعنوان المعرض جميل ويعبر عن رؤية للواقع عبر عنه الفنان "عادل" بأعمال ارتفع فيها مستوى الجمالية والتعابير الرمزية التي تخلق مسارات غنية للناظر، وأظهرت الأعمال تأثره بفنانين عالميين مثل "فاتح المدرس" و"مودلياني" و"سيزان" مثلا، وموضوع المعرض شعرته متميزا في هذه الفترة ليكون لدينا مساحة للجمال وقدرة على العودة لحالة جميلة التصقت ببلدنا وكانت على الدوام ميزة له، ولذا فأنا من مشجعي سيطرة الجمال وفتح مساحات تشدنا لعالم فيه الكثير من التفاؤل والمحبة والثقة بمستقبل جميل».
الجدير بالذكر أن الفنان "عادل أبو الفضل" خريج كلية الفنون الجميلة عام 1981 نال العديد من الجوائز وله عدة أعمال مقتناة في دول عربية وأجنية، وقد تضمن المعرض 41 عملاً استخدم فيها خامات متنوعة مثل الألوان الزيتية والمائية والأتربة والباستيل الحواري والزيتي وقلم الرصاص.