الأعمال اليدوية والفنية.. اللوحات الزيتية والمائية بالإضافة إلى الأشغال التزيينية والأعمال المشغولة من توالف البيئية هو أهم ما ضمه المعرض الذي يقيمه أطفال معهد الصم والبكم في صالة مديرية الثقافة "بالسويداء" والذي يستمر لمدة خمسة عشر يوما من تاريخ افتتاحه.
eSuweda حضر افتتاح المعرض في 11/5/2011، والتقى الطالب المشارك "سامح الشحف" الذي تحدث عن مشاركته بالقول:
أنا في الصف السادس، وقد شاركت بسبع أعمال يدوية استخدمت فيها التوالف البيئية من قشور اللوز وبعض البذور، وكنت سعيدة جداً لأن أعمالي اليوم بالمعرض، لأنني أحب الرسم وأحب أن أكون فنانة في المستقبل
«أنا في الصف التاسع وقد قدمت ثلاث لوحات في المعرض رسمت بالألوان الزيتية، وهي مأخوذة من الطبيعية، وهي تصور مشهداً لنهر جميل محاط بالأشجار والأزهار الملونة والأعشاب في فصل الربيع، وأنا أشعر بالسعادة لمشاركتي بهذا المعرض، وحضور أهلي وزملائي ليروا لوحاتي وهي تشارك الكثير من اللوحات بحضورها في هذا المكان الجميل».
بدورها الآنسة "ردينة المصري" المشرفة عن المعرض تحدثت بالقول:
«هذا هو المعرض الثاني لطلاب معهد الصم والبكم في هذا العام، وهو نتاج عمل فصل دراسي كامل، قام فيه الأطفال بالعمل والتعب حتى يتم انتقاء الأعمال الأفضل من بين ما رسموا وعملوا لتشارك في هذا المعرض، وقد ضم المعرض اليوم 200 عمل فني تنوع بين لوحات زيتية ومائية ورسم على الكرتون وأعمال يدوية استخدم فيها الصوف والحرق على الخشب والضغط على النحاس، كما أن هناك أعمال استخدم فيها الأطفال توالف البيئة من قشور الجوز واللوز والبزر، وتم استخدام بعض البذور أيضا كالعدس والحمص والذرة، وظهر أيضاً استخدام الأوراق الملونة، وكل ذلك قدمه 20 طالبا وطالبة من طلاب المعهد تراوحت أعمارهم بين 5 سنوات و20 سنة، وأفضل ما قدمته الأعمال أنها أظهرت نظرة الأطفال المعاقين نحو الأشياء عبر ما صمتت عنه حواسهم، كما أنها عكست نظرتهم للطبيعة والأشياء المحيطة بهم كما في أعمال "أسامة الطويل، مريانا عمار، ويعرب عامر، سناء بريك، سامح الشحف"».
أما عن تقنيات العمل الفني في اللوحات وكيفية استخدام الأطفال للألوان فيتحدث الفنان "ربيع بلان" رئيس قسم المعارض في مديرية الثقافة بالقول: «البناء الفني للأعمال جاء مميزا من حيث رسم الأشكال وطريقة التعبير عن الموضوع، ولوحظ في أغلب الأعمال الاقتراب من رسم الشكل الحقيقي كما لوحظ براعة في استخدام الألوان الزيتية والمائية والمواد المختلفة من أشغال وملصقات، وأجمل ما عكسته الأعمال هو قدرة الأطفال رغم إعاقتهم على أن يبرهنوا على أن شعورهم نحو الأشياء لا يقل عن شعور أقرانهم من الأصحاء».
وعن دور الرسم في تنمية عقل ومواهب الطفل المعاق يتحدث الأستاذ "غسان قنديل" المختص في تعليم التربية الفنية للأطفال المعاقين بالقول:
«إن التجارب أثبتت وبشكل صحي مدى أهمية التربية الفنية في علاج الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك لأن رسومات الأطفال هي اللغة التعبيرية التي تستطيع أن تجعل المبهم الذي لا يجيدون التعبير عنه مرئياً، كما أنها تظهر المشاعر المعلقة والمرتبطة بتطور الطفل عقلياً وجسدياً ونفسياً نحو الأفضل، لذلك لا يوجد أفضل من الفن وسيلة تخلق لدى الطفل بشكل عام والطفل المعاق بشكل خاص عوامل إيجابية تساهم في ارتقائه فكرياً لأنها توظف العمليات العقلية من الملاحظة والانتباه والإدراك، وبالتالي تساهم في تنمية الحواس والشعور بالثقة وتحقيق الذات، فالرسم يلعب الدور الأهم في إبراز الأشياء المضيئة في الأعماق، ولهذا يتحدث الطفل عن نفسه بصورة موضوعية يكتسب فيها تدريجيا السيطرة على انفعالاته الحركية، وهذا ما يساهم في الضبط التدريجي للتفريغ الحركي الذي هو المكان الأول لتنظيم السلوك».
الطفلة "رغد بريك" إحدى المشاركات قالت:
«أنا في الصف السادس، وقد شاركت بسبع أعمال يدوية استخدمت فيها التوالف البيئية من قشور اللوز وبعض البذور، وكنت سعيدة جداً لأن أعمالي اليوم بالمعرض، لأنني أحب الرسم وأحب أن أكون فنانة في المستقبل».
يذكر أن المعرض كان بحضور السيد "علم الدين أبو عاصي" عضو المكتب التنفيذي المختص والسيدة "بشرى جربوع" مديرة الشؤون الاجتماعية، وأن معهد الصم والبكم في "السويداء" قد تأسس عام 2005، ويضم حالياً 48 طالبا وطالبة من ذوي الاحتياجات الخاصة يتدرجون من المرحلة التحضيرية حتى نهاية المرحلة الثانوية.