«الثقافة العربية حافلة بألوانها المتعددة كاللغة والفن والأدب، والموسيقا، والسياسة والتاريخ والعلوم المختلفة، واللوحة الفنية تستمد عناصرها من الثقافة، إلا أن اللوحة لغة عالمية يستطيع قراءتها أي إنسان في العالم دون استخدام أي قاموس أو معجم، ولكن ثمة رأي مختلف يقول إن اللوحة الفنية لا يقرؤها إلا قلة من النخبة، وإنها لا تعني الجميع... ولا يفهمها الجميع.
ولكني أرجو أن يكون هناك ثقافة بصرية تعنى بتذوق الجمال يجب أن تعمم كما القراءة والكتابة، وهذا يتطلب الكثير من الإمكانات والبرامج، وهذا بدوره سيعكس تأثيراً في موضوع بيع اللوحة الفنية وتسويقها وإدراج أهميتها في حياة المجتمع والفرد، ومن أهم المواضيع التي صاغت تكوين اللوحة لدي "ألوان دمشق" في قالب من الفسيفساء المعاصر الحديث الذي يبتعد عن التقليد والتكلف والمحاكاة، ثم "المرأة" في أكثر من سياق تعبيري يتراوح في كينونتها بين ما هو سلبي وما هو حميد ومستحب في حضورها الحضاري الصاخب».
"للطبيعة" تأثير بالغ في احتلال مساحات مهمة في المواضيع لأنها أمنا الكبرى، وهناك مواضيع أخرى تبحث في إشكالية اللعب والمحاكاة للعلاقات اللونية فيميل الموضوع إلى الابتعاد كلياً عن ملامسة تفاصيل الحياة الواقعية، ثم يستنبط إيقاعاً جديداً متناغماً في تلك العلاقات اللونية لعلها تترك انطباعات مختلفة في كيفية إدراكنا للأشياء الجميلة أحياناً، والقبيحة أحياناً أخرى، فإذا كانت أنفسنا تواقة إلى استشفاف الجمال ومفرداته تصل إلى مبتغاها من اللذة والابتهاج في حالة تأمل اللوحة
ويتابع الفنان "نضال خويص" حديثه لموقع eSuweda: «"للطبيعة" تأثير بالغ في احتلال مساحات مهمة في المواضيع لأنها أمنا الكبرى، وهناك مواضيع أخرى تبحث في إشكالية اللعب والمحاكاة للعلاقات اللونية فيميل الموضوع إلى الابتعاد كلياً عن ملامسة تفاصيل الحياة الواقعية، ثم يستنبط إيقاعاً جديداً متناغماً في تلك العلاقات اللونية لعلها تترك انطباعات مختلفة في كيفية إدراكنا للأشياء الجميلة أحياناً، والقبيحة أحياناً أخرى، فإذا كانت أنفسنا تواقة إلى استشفاف الجمال ومفرداته تصل إلى مبتغاها من اللذة والابتهاج في حالة تأمل اللوحة».
أما عن التجربة الفنية فيقول: «كانت تجربة غنية في محتواها وقد تلمست فيها العلاقات الجمالية القابعة في خطوط قلم الرصاص والفحم من خلال إنجاز أعمال فنية كثيرة أهمها "البورتريه"، وثمة أعمال أخرى لقنيات الحبر المختلفة، وأهم الأعمال التي تم إنجازها من حيث الأهمية الفنية والتقنية هي اللوحات التي أنجزت بالألوان الزيتية.
وقد كانت تجربة طويلة وشاقة لأنها كانت ترمي إلى بعدين، الأول مادي تقني يبحث في مواد التصوير المختلفة والتي من شأنها تركيب بنية اللوحة من حيث التشكيل الفني والجمالي والكيميائي، من هذه المواد المساحيق والأتربة والبودرات والتراكيب الصناعية للألوان الزيتية ومختلف الزيوت والأصماغ ومن ثم الأقمشة والأوراق الملونة المختلفة وبعض المواد والخامات الطبيعية والصناعية وكيفية تسخير هذه الأشياء المادية في اللوحة الفنية على سبيل الترصيع والتطعيم و"الكولاج" والتركيب الهيكلي للوحة المؤلفة أحياناً من مكونات مختلفة كالخشب والحديد والقماش والنفايات والألوان في آن واحد.
الثاني جمالي إبداعي وهو المعادلة الأصعب، لأن في هذا كانت التجربة تتوغل في عوالم غامضة وساحرة بآن واحد، تبدأ بإنشاء أبعاد فلسفية للتشكيل مثل التكوين والتلوين واشتقاقاته وجماليات مفرداته المتجانسة والمنسجمة مرة والمتضادة المتنافرة مرة أخرى... والخطوط والرموز التي ستشارك تلك المفردات، ثم تكون الذروة في الانفعالات النفسية الغامضة التي ينشأ عنها موضوع اللوحة وتعبيرها الفني الذي ينحدر أحياناً من أصول ودوافع إما واقعية ترتبط بالواقع المحيط والبيئة بكل مقوماتها، أو حسية عاطفية تنزع إلى البحث عما وراء الطبيعة من هواجس وأفكار روحية وطاقات غامضة انطلاقاً من تجارب في التصوف والتأمل ثم العودة إلى ترجمتها انفعالات حركية عملية حيث تولد اللوحة، ويراها المتذوقون بشكلها المادي المسطح البسيط ليطلقوا عليها الأسماء والنعوت والأحكام».