الأحرف، التعبير، الطبيعة، اللقاء بالذات والتقاطع مع الحياة اليومية، مواضيع تناثرت بشكل متناغم ومتنوع في لوحات معرض الفنان "عمر ابراهيم" الذي يقام حاليا في صالة "ألفا" للفنون التشكيلية، ويستمر لفترة غير محددة بهدف إطلاع أكبر عدد ممكن من الزوار، وخلق حالة من التواصل والحوار معهم.
eSuweda التقى الفنان "ابراهيم" في 2/2/2010، في معرضه، وحدثنا بقوله: «هذا المعرض هو معرضي الفردي الأول بعد عدة معارض جماعية، ويأتي بعد تجربة استمرت لمدة ثماني سنوات من عام 2002 ولغاية هذا التاريخ عبر حركة عمل مستمرة، وكان الهدف من إطالة الفترة في العمل هو الوصول إلى الشيء الذي يمثلني فنياً، ويقدم خصوصيتي، وقد ضم المعرض خمساً وسبعين عملاً، منها 35 لوحة فنية و22 عملاً نحتي، الأعمال الفنية تنوعت بين تجارب متعددة، ولم يظهر فيها انتماء واضح لمدرسة فنية معينة، بل كان هناك استعانة بالعديد من المدارس، وذلك لكي أصل إلى صياغة شخصية تشبهني كفنان، أما فيما يخص التقنية المستخدمة في اللوحات فتعددت بين الإكليريك والزيتي والمائي والغرافيك بالإضافة إلى تقنية الكولاج التي شاركت اللوحات المائية عبر المزج بينهما، كما أن هناك استخدام للخط العربي بطريقة مكملة للبناء التشكيلي للوحة، ومواضيع اللوحات مستمدة من موجودات الواقع ومواضيعها إنسانية، وليس هناك اعتماد على عنصر واحد بالعمل، حيث ترافقت مع تعدد العناصر والتقنيات، ومعظم الأعمال على الأغلب تقدم نصا بصريا قبل النص الأدبي، ففي لوحات الإكليريك نرى الظل والنور والإنارة الخاصة باللون، وفي لوحات المائي التي دخلت معها تقنية الغرافيك والكولاج نرى التركيز على طرح عدة مواضيع في لوحة واحدة، كرسم يجسد امرأة ويجسد معها المشاكل الداخلية التي حاولت إخراجها إلى السطح، أما اللوحات الزيتية فكانت معظمها من الأعمال التجريدية والتجريدية التعبيرية، أما فيما يتعلق بالأعمال النحتية فقد تنوعت ما بين النحت المعدني بشكل رئيسي وهو عبارة عن قطع من الخردة التي يمكن أن تكون موجودة بشكل عشوائي عند الحداد أو في أي مكان، حيث قمت بجمعهاوتلصيقها لتشكل منحوتة، والنحت بالخشب عن طرق أدوات عادية وهي السكين والأزميل والمطرقة، وكان هناك تجارب من مادة البوليستر والحجر البازلتي، والطابع المميز لهذه الأعمال هو دخول اللون إلى المنحوتة، وذلك محاولة مني لإضفاء حركة جديدة على العمل، وبالتالي التوصل إلى عمل فني يحمل ثقافة بصرية معينة، ومقولتي في هذا المعرض هي على شقين مقولة فكرية وهي تتناول الحدث أو القصة بشكل يحاول تخليدها، والمقولة الحدسية هي فتح مجال لطرق رؤية جديدة لعناصر الواقع من خلال عنصرين هما الحركة والإيقاع في العمل».
المعرض جميل وغني، وقد ميزه وجود لوحات كتابية فنية، وهذا ما يدل على الخيال الخلاق، وقد أثار إعجابي المنحوتات المعدنية التي قدمت شيئاً جديداً، وهذا ما أظهر انعكاس رؤية الفنان في التعامل مع كل ما هو موجود في البيئة
الفنان "منير العيد" أحد زوار المعرض قال: «المعرض احتوى على تجارب متعددة إن كان على مستوى اللوحات الزيتية أو الأعمال النحتية، حيث تميزت هذه التجارب بالبحث والإيجاز، وهذا مايدل على موهبة كبيرة وراء هذه الأعمال المميزة، والتي تناغمت بين الأبيض والأسود والملون والمجسم، وقد تركت أثراً جميلاً وأحساساً رائعاً، وخاصة الأعمال التصويرية التي أحتوت على تكوينات قوية وجذابة».
الآنسة "أماني الخطيب" مهتمة بالفن وزائرة قالت: «المعرض جميل وغني، وقد ميزه وجود لوحات كتابية فنية، وهذا ما يدل على الخيال الخلاق، وقد أثار إعجابي المنحوتات المعدنية التي قدمت شيئاً جديداً، وهذا ما أظهر انعكاس رؤية الفنان في التعامل مع كل ما هو موجود في البيئة».
الآنسة "سوزان ثابت" زائرة قالت: «أكثر ما يلفت الانتباه في المعرض هو العناصر الجديدة التي طرحت في الأعمال النحيتة وخاصة المعدن، وأنا أعتبر أن المعرض بحاجة إلى أكثر من مشاهدة لقراءة الأفكار الكثيرة التي طرحها الفنان عبر مزجه لعدة مواضيع في لوحة واحدة».
يذكر أن الفنان "ابراهيم" خريج كلية الفنون الجميلة قسم النحت من جامعة "دمشق" عام 2002، وشارك في العديد من المعارض الجماعية منها ما هو داخل القطر، ومنها ما هو دولي كمشاركته في معارض في اليابان والولايات المتحدة الإميركية.