شاهدت آلة الأورغ مصادفة، وابتاع لها والدها آلة صغيرة بعد اصرار شديد على التعلم، لتبدأ مع تلك الآلة رحلة التميز والنجاح.
"عبير محسن" عازفة متميزة من محافظة "السويداء" التقاها موقع eSuweda وسجل معها الحوار التالي:
"عبير" من الطلاب المميزين جداً، عرفتها في عام 2006م بعد انضمامها إلى فرقة "السويداء" للغناء الجماعي وكانت من المميزين واللافتين للانتباه بطاقتها ونشاطها وحبها لتعلم كل جديد، وهي مثال للشباب الطموح والخلاق في بلدنا، بقيت في الفرقة عامين وكنت أتمنى أن تستمر لوقت أطول ولكن ظروف دراستها في الجامعة حالت دون ذلك، مازلت إلى اليوم أذكر نشاطها على الرغم من عدم تواصلنا منذ ذلك الوقت، فقد أحرزت العديد من المراتب المتقدمة على مستوى القطر أثناء مشاركة الفرقة بالمهرجانات والأنشطة الفنية، إضافة إلى امتلاكها إحساساً فنياً جميلاً ومقدرة وكفاءة عاليتين
** بدأت رحلتي مع الموسيقا بعمر سبع سنوات، عندما رافقت شقيقي إلى مدرسة الأنشطة حيث كان يتعلم العزف على آلة الكمان، إلا أني أعجبت كثيراً بشكل آلة الأورغ وقررت تعلم العزف عليها، بدأت العزف على أورغ صغير باشراف مدرسة الموسيقا حتى الصف الرابع، وفي ذلك العام طلبت من والدي تأمين آلة أورغ بمقاس كبير لأتمكن من التدرب بشكل أفضل، وذلك لأنه تم ترشيحي للتقدم لمسابقات الرواد على مستوى القطر.
تقدمت في الصف الرابع وحصلت على المركز الأول على مستوى المحافظة ولكن في المسابقة التي أجريت على مستوى القطر لم يحالفني الحظ وذلك بسبب صغر سني فأنا كنت أصغر من رفاقي ممن هم بصفي بعام، وفي الصفين السادس والخامس حصلت على الريادة عامين متتاليين على مستوى القطر، وكان يشرف على تدريبي الأستاذ "كمال الظاهر".
وفي الصف السادس حصلت على بعثة من الطلائع لتمثيل سورية في تونس ضمن ملتقى طلائعي يجمع الطلاب من سورية وتونس، أحرزت تميزاًً في ذلك الملتقى إذ عزفت العديد من أغاني الطرب الأصيل للسيدة "أم كلثوم" وعزفت النشيد التونسي بشكل سماعي بعد أن سمعته لمرة واحدة مما أهلني لإجراء لقاء تلفزيوني مع التلفزيون التونسي.
** الموسيقا لعبت دوراًً رئيسياًً في دخولي الثانوية الفنية فاهتمامي بالموسيقا أثر بشكل كبير على دراستي، ففي الصف التاسع شاركت بمهرجان في "حماة"، استغرق مني تحضيراًً طويلاًً وتدريباً على العزف ولذلك تأخرت في تحصيلي الدراسي، في المرحلة الثانوية وبالإضافة إلى الدراسة تدربت على يد الأستاذ "حمد اشتي" الذي علمني عزف النوتة، ولعب دوراًً هاماًً في تقدمي في مجال الموسيقا فقد أعطاني حافزاًً وشجعني وكان ينتقي لي أجمل الأغاني لعزفها. شاركت أيضاًً بمسابقات وملتقيات موسيقية شبيبية في "السويداء" وفي مسابقات الرواد الخاصة بالشبيبة أيضاًً، وكرمت على مستوى المحافظة، وبعد المرحلة الثانوية اخترت الدراسة في المعهد الموسيقي "بالسويداء" وسجلت في التعليم المفتوح قسم رياض الأطفال، ودراستي الجامعية كانت سبباًً بعدم تقدمي للمعهد العالي للموسيقا لأنني لو تقدمت لما استطعت التوفيق بين الدراستين.
في فترة المعهد كنت من المميزين ما أهلني لأكون عضواً في فرقة المعهد المكونة من المميزين والمتمكنين من العزف أقمنا حفلات خاصة بالمعهد خلال فترة الدراسة وشاركنا مع كلية التربية بحفلات تخرج طلابها.
** منذ عام 2010 م بدأت بإعطاء دورات موسيقا في المنزل ولأعمار مختلفة بدأت من عمر 4 سنوات حتى عمر 16عاماً، فأنا أحب التدريس كثيراًً وبشكل خاص تدريس الأطفال والتعامل معهم ولذا اخترت الدراسة بقسم رياض الأطفال في التعليم المفتوح وبعام 2011 تخرجت في المعهد بتقدير ممتاز، وأعمل في الوقت الحالي على تدريس مادة الموسيقا في الرياض الخاصة بالاتحاد العام النسائي وبإعطاء دورات موسيقية لمن يرغب أيضاًً.
أحلم بعد تخرجي في الجامعة بإعداد روضة متميزة للأطفال تلعب الموسيقا فيها دوراًً بارزاًً وتكون أحد موادها في محاولة مني لغرس حب الموسيقا في نفوس الأطفال منذ الصغر.
الفنان والمايسترو "أدهم عزقول" تحدث عن عبير بقوله: «"عبير" من الطلاب المميزين جداً، عرفتها في عام 2006م بعد انضمامها إلى فرقة "السويداء" للغناء الجماعي وكانت من المميزين واللافتين للانتباه بطاقتها ونشاطها وحبها لتعلم كل جديد، وهي مثال للشباب الطموح والخلاق في بلدنا، بقيت في الفرقة عامين وكنت أتمنى أن تستمر لوقت أطول ولكن ظروف دراستها في الجامعة حالت دون ذلك، مازلت إلى اليوم أذكر نشاطها على الرغم من عدم تواصلنا منذ ذلك الوقت، فقد أحرزت العديد من المراتب المتقدمة على مستوى القطر أثناء مشاركة الفرقة بالمهرجانات والأنشطة الفنية، إضافة إلى امتلاكها إحساساً فنياً جميلاً ومقدرة وكفاءة عاليتين».
بقي أن نذكر أن "عبير محسن" من مواليد محافظة "السويداء" عام 1992م وتحمل شهادة المعهد المتوسط للموسيقا في "السويداء".