«ربما معرفتي بالشاعرة والقاصة "ميسون شقير" مصادفة طيبة حينما كانت طالبة في كلية الصيدلة، وأنا طالب في كلية الهندسة، وكنت أعمل موظفاً في كلية الصيدلة "بدمشق"، إذ كنت أقرأ كتاباً وأحسست آنذاك بميولها نحو الأدب وأجناسه المتنوعة، إذ لم أرها يوماً في ساعات الفراغ إلا وهي تقرأ قصة أو رواية أو ديوان شعر، وحين ذهبت إلى شؤون الطلاب مكان عملي رأت في يدي كتاباً كان الكتاب الأول الذي جمعنا، فتزوجنا، ولدينا الآن طفلان "مجد ومناف"».
هذا ما تحدث به المهندس "أسامة انديوي" إلى موقع eSuweda بتاريخ 4/9/2008 وهو يقول: «الأديبة "ميسون شقير" هي وليدة أسرة متعلمة تحب الأدب والمعرفة والثقافة، وابنة الروائي "جميل شقير" الذي صدر له أكثر من رواية ومجموعة قصصية.
ما أحلم به، وهو جائزتي الأهم، أن أستطيع التعبير عن كل ما نعيشه، بمستوى فني وإنساني يستحق القراءة
والكتاب الذي جمعني بميسون كان للأديبة "غادة السمان" بعنوان "الآن أعلنت عليك الحب" وكان الإعلان حقاً، بعد تخرجنا في الجامعة تم زواجنا، وهي مثابرة جداً في عالم الأدب حتى نالت ما تستحقه من تقدير وفوز بجوائز منها: جائزة المزرعة وجائزة القصة في اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين وغيرهما، وهي الآن الصيدلانية والقاصة والشاعرة».
والأديبة "ميسون شقير" قالت: «لقد عشت وتربيت على تراب قرية "القريا" في محافظة "السويداء"، القرية التي أنجبت للتاريخ أحد أهم رموزه الوطنية القائد العام للثورة السورية الكبرى "سلطان باشا الأطرش"، ولدت عام 1969، درست الابتدائية والإعدادية والثانوية في "القريا"1987، ثم دخلت كلية الصيدلة التي من خلالها تعرفت على زوجي المهندس "أسامة انديوي" وتخرجت فيها عام 1992، لأبدأ عملي في صيدليتي في "أشرفية صحنايا"– "ريف دمشق" من عام 1994 وحتى الآن».
وفي منزلها أجرى موقع eSuweda معها الحوار التالي:
** كتبت منذ كنت في الصف الرابع، وفي الصف السابع أقمت أمسية شعرية مع عدد من زملائي، ومن ثم شاركت وأنا في الثانوية بمهرجان للشعر في مدينة حمص، ولكني توقفت عن أي مشاركة منذ دخلت كلية الصيدلة وحتى العام الماضي الذي عدت فيه للمشاركة بشكل أكثر جدية.
** الكتابة هاجس يسكنني من لحظة الوعي، هي شيء مخلوق في كل إنسان مثل الملامح ولون الشعر، لكن قد تقدم لك الظروف المحيطة في ما يستنهض هذا الهاجس وينميه ويسقيه بتعب وجدية، وهذا ما قدمته لي الحياة، الكتابة غريزة كي تثبت أنك حي وأنك إنسان، لا تتعارض مع دراستك ولا تتعارض مع الرغبة والحب للمعرفة بكل أشكالها، والدراسة العلمية تقدم لك متعة المعرفة والاستنتاج والفهم، فعندما تحل مسألة رياضيات تحس أنك حققت شيئاً، وعندما تعرف آلية حدوث الأشياء والظواهر وحركتها تدرك انك ولدت من جديد. عندما تفهم كيميائية العناصر وعلاقاتها ببعضها وقدرتها على الارتباط، تفهم الحياة، لم يكن اتجاهي للكتابة حدثاً غريباً إنما متأخراً بسبب دراستي، والسبب هو المرحلة الأهم من الحياة وهي مرحلة الأمومة، وربما كان يجب أن يمر ذلك الزمن كي تستوي التجربة فنياً، لذلك لم يكن موتاً لهذه الغريزة المضنية، وإنما فقط زمن لابد منه، الكتابة مسؤولية، كل ما حولك يقول لك يجب أن تكتبني.
** لقد ولدت لأسرة الأب فيها مدرس يحمل في داخله روح فنان رسام أولاً ثم كاتب بعد زمن، والأم معلمة تعلم كل من حولها جدية الحياة، كان لأسرتي الدور الأول والاهم في كل جوانب شخصيتي، لكن بالنسبة للكتابة فالدور الأول هو لوالدي رفيق عمري في كل خطوة، ولإخوتي وأخواتي وهم المقياس الأهم لكل ما أنجز، ولأسرة دافئة رائعة قدمت لي أكثر مما أستحق، وهناك دور لكل من عايش مراحل طفولتي ونموي من أصدقاء ومعلمين ومدرسين، ولا اغفل الدور الثقافي الذي قدمه لي حضور الفنان "سميح شقير" في أسرتنا، أما دور زوجي فهو أعمق وأهم الأدوار لأنه سبب توازني وثقتي بنفسي، خلال دراستي الجامعية قدمت لي الحياة رجلاً يشاركني نظرتي لها، يشاركني القراءة والجدية والدراسة العلمية، لكنه يتفوق علي بالصبر والمثابرة والهدوء، والممارسة اليومية لكل ما يعيش، يقف بجانبي يحمل معي حمل الحياة الدائم، أما أولادي فهم القصيدة التي تكتبني كل صباح، الجديدة دائماً، النابضة بكل لحظة.
لمحة توثيقية:
شاركت في مهرجان حمص للشعر عام 1985، كما شاركت في ندوة للشعر والقصة والمقالة في مدينة الشباب في دمشق عام 1986، أما المشاركات الجديدة فهي المشاركة في مهرجان قصيدة النثر الأول في المركز الثقافي الروسي بدمشق عام 2007، وفي مهرجان العاديات في السلمية عام 2007، ثم في مهرجان المرأة في السويداء عام 2008، ثم في مهرجان قصيدة النثر الثاني في المركز الثقافي الروسي عام 2008.
والجوائز التي حصلت عليها كانت:
المرتبة الأولى في مسابقة أجراها اتحاد الكتاب الفلسطينيين للقصة القصيرة عن قصتي "لم أنم حتى أستفيق" عام 2008، وجائزة المزرعة للمجموعة الشعرية "اسحب وجهك من مرآتي" المرتبة الثالثة عام 2008.
وأخيراً، عما تحلم به، قالت: «ما أحلم به، وهو جائزتي الأهم، أن أستطيع التعبير عن كل ما نعيشه، بمستوى فني وإنساني يستحق القراءة».