إذا كنت تبحث عن الحكايا القديمة والأغاني والأهازيج، وإذا كنت مهتماً بالقصائد الشعبية وقصص الشهادة والبطولة..؟ فما عليك إلا أن تسأله.. إذ يعتبره أصدقاؤه مرجعاً غنياً بكل ما تزخر به "السويداء" من تراث شعبي وثقافي وفكري.
الحديث عن الأستاذ الصحفي "حسين خويص"، الذي تحدث لموقع eSuweda عن أبرز محطات حياته من خلال الحوار التالي:
وفاء مني لقريتي "عرمان" قررت جمع تراثها المعنوي من معارك وبطولات وتراث شعبي وثقافي وأدبي وتطور عمراني وزراعي بكتاب هو حالياً قيد الطبع، إضافة إلى جمع العديد من القصائد الشعبية لعدد من شعراء الجبل والأغاني والأهازيج الشعبية التي توارثناها عن الأجداد، ومخطوطات عن العادات والتقاليد مثل الأعراس وعقدة الراية
بداية حدثنا عن مرحلة الطفولة قائلاً: «ولدت في قرية "عرمان" في محافظة "السويداء" عام 1950م، منذ طفولتي كنت أساعد عائلتي أقوم بالعمل في الأرض من حراثة وحصاد وجني المحاصيل، وهذا لم يمنعني من إهمال دراستي حيث الإعدادية والثانوية في مدينة "صلخد" حيث توجد الثانوية الوحيدة في تلك المنطقة، رغم الوضع المادي السيء الذي كان يدفعني للسير على الأقدام مسافة 20كم في الذهاب والإياب من قريتي إلى "صلخد".
وهذا الأمر على الرغم من قسوته إلا أنه كان الحافز على التميز والتفوق ولم يمنعني من إهمال هواياتي في الرياضة وبالأنشطة الطلابية والمنظمات الشعبية.. إذ حصلت على عدد من الميداليات في المنتخب الرياضي لكرة القدم في منطقة "صلخد"، وكنت مسؤولا رياضيا في رابطة "صلخد" للشبيبة، بالإضافة إلى اهتمامي بالتراث الشعبي والفلكلور مثل الغناء والعزف على الناي».
توجه الأستاذ "حسين" للصحافة لم يكن مصادفة، إذ امتهنها بعد دراسة أكاديمية، ولدى سؤالنا عن السبب الذي دفعه للابتعاد عن دراسة الجغرافية؟ أجاب:
«بعد حصولي على الثانوية العامة رغبت بالتسجيل في الصف الخاص نظراً للظروف المادية الصعبة، وحاولت التطوع أيضاً.. إلا أنني لم أستطع تحقيق هذا الأمر، واخترت بعدها دراسة الجغرافية ورغم عدم قدرتي على الدوام وحضور المحاضرات، إلا أني استطعت النجاح في عامي الأول.
في عام 1975م كلفت بالعمل الشبيبي في منطقة "صلخد" واستلمت نائب أمين رابطة متفرغ، ونتيجة لنشاطي وتفوقي في العمل الشبيبي حيث اتبعت دورة مركزية وكنت فيها من المتفوقين وحصلت على شهادة تقدير.. تم إيفادي بمنحة دراسية إلى الاتحاد السوفييتي عام 1975م لدراسة الصحافة على حساب المنظمة.
وهناك محطة في حياتي أعتز بها وهي مشاركتي في عام 1987م مع الوفد الإعلامي السوري المكلف بتغطية رحلة الفضاء السورية السوفييتية المشتركة لمدة 20 يوم».
عرف الأستاذ "حسين" بالإضافة إلى عمله كصحفي بالاهتمام بالموروث الشعبي من قصائد وأغاني وأهازيج، وعن هذا الأمر حدثنا قائلاً: «وفاء مني لقريتي "عرمان" قررت جمع تراثها المعنوي من معارك وبطولات وتراث شعبي وثقافي وأدبي وتطور عمراني وزراعي بكتاب هو حالياً قيد الطبع، إضافة إلى جمع العديد من القصائد الشعبية لعدد من شعراء الجبل والأغاني والأهازيج الشعبية التي توارثناها عن الأجداد، ومخطوطات عن العادات والتقاليد مثل الأعراس وعقدة الراية».
الأستاذ الصحفي "رياض نعيم" مدير المكتب الصحفي في محافظة "السويداء" تحدث عن الأستاذ "حسين خويص" بقوله: «عرفت الأستاذ "حسين" من بداية الثمانينات في مرحلة الطلبة، وخلال فترة وجوده في الاتحاد السوفييتي قدم صورة رائعة عن التراث السوري، والأمر الأهم في حياة الأستاذ "حسين" هو اهتمامه بالتراث وبالشعر الشعبي.. كما قام بتأليف كتاب خاص بقريته "عرمان" يتحدث عن مفاخر الجبل بكل ما يتعلق بالشهادة والنضال والتاريخ والأدب والاغتراب.
رافقت الأستاذ "حسين" بأكثر من عشر رحلات خارج المحافظة.. واستمتعت كثيراً بصحبته إذ لم يترك لحظة واحدة الأهازيج الشعبية والأغاني فكان يرددها وكلنا نهزج لإيقاعه».
بقي أن نذكر أن الأستاذ "حسين خويص" حاصل على عدة شهادات تقدير وهو حالياً رئيس جمعية الأدب الشعبي وأصدقاء التراث السورية.