«يتحرش الشاعر "مشهور خيزران" بالموروث الشعبي وفق قوالب زجلية أحياناً، ونبطية في أكثر الأحيان، ومرة شروقي ومرة هجيني وأخرى من "قصيدة فن"، ومرة بصورة مبتكرة أو متحررة من القوالب والأوزان أو الصورة مركزاً على المقولة التي ما تنفك عليه للخروج إلى النور».
هي كلمات الكاتب المسرحي والشاعر المعروف "داود أبو شقرا" لموقع eSuweda يوم الأربعاء الواقع في 3/12/2008 عندما سألناه عن أعمال الشاعر "مشهور خيزران" ذلك الرجل الذي يمتلك مخزوناً فنياً قل نظيره في الشعر والفن والكتابة وكأنه في "حفنة جمر"، ديوانه الشعري الأول يبدو متناقضاً في كثير من المتضادات التي تجمع في شخصيته، فهو تقدمي مسكون بهاجس اليسار السياسي، مفعم بروح الاشتراكية الماركسية، إلا أنه تراثي حتى العظم!
صدقني مش بإيدي/ خلقت روحي عنيدي/ تترك كل قصور الكون/ تتسكن بالقصيدي/ صدقني مش بإيدي
«صدقني مش بإيدي/ خلقت روحي عنيدي/ تترك كل قصور الكون/ تتسكن بالقصيدي/ صدقني مش بإيدي».
والمتتبع لحياة خيزران يدرك مدى تأثير الطفولة القاسية، والتي فيها كثير من حكايات الفرسان، فهو عاش بين رجالات الثورة السورية الكبرى، الذين يحفظ الكثير من قصصهم وأشعارهم، يقول "أبو شقرا": «عندما تستمع إليه وهو يروي تلك الحكايات، يتملكك شعور بالرهبة، وينتصب شعر الجسد، وربما تركت تلك الحكايات الأثر الأكبر في نفسه، فراح ينزع في شعره إلى تلك المرحلة.
ويفجر خيزران غضبه عندما استشهد "محمد الدرة" وكأنه في غضبه ينتقم من كل طواغيت الأرض ومستلبيها: «شو الفرق محمد درة/ ان مت بحضن الرصيف/ او بحضن المجرة/ ما نفسو لون النزيف
ولون اللقمة المرة..!!».
أو عندما يخاطب الفتى الشهيد "فارس عواد" عندما نزل إلى دبابة إسرائيلية وهم يلوذون بجحورها كالفئران: «فارس بخبرك/ احتلوا كل المعابر/ بألف دبابة ونفر/ لأنن عرفوا انك/انت وحجر من سنك
صرتوا جزء من القدر».
والسؤال الذي لا بد منه عن علاقة مخرج مسرحي بالشعر المحكي؟ يقول خيزران: «إن هناك علاقة أكثر من وطيدة بين الشعر والمسرح، فكما هو المسرح أبو الفنون فإن الشعر هو روح المسرح ولبنته الأساس قبل أن يتسلل النثر إلى اللغة المسرحية».
مشهور خيزران في ديوانه "حفنة جمر" إنما يفتح حقلاً مزروعاً بالألغام متروكاً بلا سياج ليمشي به هو أولاً بقليل جداً من الحذر على حد قول داود أبو شقرا.