أصدرت جمعية الشعر في اتحاد الكتاب العرب ودار سمرقند للنشر، كتاباً بعنوان "المكونات الشعرية وانسجامها في قصائد ثائر زين الدين"، مدير الثقافة في "السويداء".
وتحدث الأستاذ الدكتور "حسين جمعة" رئيس اتحاد الكتاب العرب لموقع eSyria بتاريخ 13/2/2009 قائلاً: «حققت "السويداء" مكانتها المرموقة منذ زمن طويل على صُعُد عدة، أبرزها الصعيد الفكري والثقافي والأدبي والفني، وقد كان لمفكريها ومثقفيها ومبدعيها الباع الواسع في نهضتها قديماً وحديثاً.
شاعر مبدع، أسلوب رائع، عواطف جياشة، تسمو أحياناً وتحلق، له أهداف اجتماعية واضحة، يستحق بحثاً مفصلاً
فكل واحد فيهم أثرى الساحة بالنتاج الذي أبدعته مخيلته المحمولة على مشاعر الحب والعطاء والمكتوبة بمداد الكلمة الطيبة الرشيقة، أو المرسومة بريشة خلاقة، ويد عطوف.
ولعل ما يميز محافظة "السويداء" في عصرها الحديث أنها أنجبت قامات أدبية وفكرية ذات ألوان متنوعة، انشغلت بمفهوم النهوض والتقدم والارتقاء على المستويين الوطني والقومي، وحين سكن الشعر جوارحه كان النقد الأدبي يجذبه إلى ساحته فينصاع لفضاءاته دون أن يقع في وهج الإعجاب أو التبعية، إذ مزج في نقده وشعره بين الأصالة والحداثة، فانشغل بنقد القديم بمثل ما انشغل بنقد الحديث».
وجاء في الكتاب رأي للمرحوم الأديب "عبد المعين الملوحي" بالدكتور "زين الدين" قال فيه: «ما يزال الشعر في خير وما يزال في العرب شعراء، تلك هي الفكرة التي انتهيت إليها بعد قراءتي ديوان الأخ الشاعر" ثائر زين الدين"، وأسماه "ورد" وشرفني بإهدائه إلي، قرأت الديوان فأعجبني وقرأته مرة ثانية فزاد إعجابي به، وكنت أتوجس قبل قراءته، فما أكثر الدواوين التي أشعر عندما ألمسها وأقرأ فقرات منها أني لا أقرأ شعراً وإنما أسمع هذياناً محموماً، فأبادر إلى طيها ووضعها على الرف، أما هذا الديوان "ورد" فقد قرأته في سرور وكتبت تعليقي على صفحته الأخيرة كما هي عادتي في كل كتاب أقرؤه».
وجاء في هذا التعليق: «شاعر مبدع، أسلوب رائع، عواطف جياشة، تسمو أحياناً وتحلق، له أهداف اجتماعية واضحة، يستحق بحثاً مفصلاً».
الأديب "محمد طرابيه" أوضح قائلاً: «إذا كان الشاعر والناقد الإنكليزي "ت.س.إليوت" قد حل هذه المسألة بصياغة معادلة نقدية حول ذلك تمثلت بقوله: «قد يستمد الأدب أهميته من معايير غير أدبية ولكن المعايير الأدبية في النهاية هي التي تحدد ما هو أدب وما هو غير أدب" فإن الدكتور" ثائر زين الدين" قد نجح إلى حد بعيد في حلها عملياً من خلال نصوصه الشعرية التي تضمنها ديوانه الأخير "في هزيم الريح"، فقد زاوج بين الأفكار والموضوعات النبيلة وجودة الفن الشعري، إذ إن القاسم المشترك الذي يجمع بين مضامين قصائد الديوان هو الانتصار للإنسان وللقيم الإنسانية الرفيعة، ففي القسم الأول الذي يتناول غالباً شؤوناً شخصية ومخاطبين شخصيين، ينتصر فيه لحرية الإنسان مقابل عبودية المال، وللتجذر في الوطن مقابل الغربة عنه».
يذكر أن الكتاب ضم آراء ثمانية عشر أديباً وناقداً وهم: "إبراهيم عباس ياسين، إسماعيل عامود، جهاد عقيل، د. حسين جمعة، د. خليل الموسى، د. راتب سكر، رضوان السح، سامر فهد رضوان، عبد السلام المحاميد، عبد المعين الملوحي، عدنان بن ذريل، فائز العراقي، كمال جمال بك، محمد حسين طرابيه، محمد عزام، مفيد خنسة، موفق نادر، يوسف سامي اليوسف".