"العصف والسنديان" للأديب "فوزات رزق" كانت محوراً ليوم من أيام "طرطوس" في "السويداء" أيام أدبية تشارك فيها الأدباء والفنانون والشعراء منصات الإلقاء ليمتعوا السامع بنفحات البحر على سفح جبل العرب.
موقع eSuweda تابع الندوة وحاور المشاركين:
كان الروائي فناناً بوصف شاشات لا تسمح بالملل، حيث اشتغل على مسحة مكانية سماها "مسكرة" التي ربما تمثل وطناً بشفاعة الوطن ووقاره، ومعظم الأحداث جاءت على لسان مرسل الفرح الذي خرج من السجن عقيماً، أحداث تبدأ بالتبني لتنتهي بالخيانة لمن ربى وحضن، وظهرت حنكة الراوي في مفاصل عدة، من خلال ما تعمد إظهاره من تقنيات السرد الحديثة أهمها البوح بتلميحات عن الحدث تشد المتلقي لسرد التفاصيل، فقد كان الراوي ممتعا وفناناً يغطي فضاء القارئ بسحر الحبكة، ليشعر وكأنه أحد شخوص الرواية، وخاصة عندما يسلط الضوء على معاناة إنسانية تدمي القلب
الأديب "مالك صقور" تناول الرواية من الجانب الفكري وعبر عن حالة من الشجون يعيشها القارئ عندما يطوي صفحاتها وقال: «الرواية تطرح أفكاراً جديدة، وأنا شعرت في البداية أنه عندما ينتهي القارئ من الصفحة الأخيرة تنطلق زوبعة من الشجون وتطرح أسئلة: من الملام...؟ من المذنب....؟ وما العمل....؟
وبالتالي فالقراء يشاركون الروائي بطرح هذه الأسئلة،لأنها كرواية تعطي إطلالة على الماضي، ويمكن أن تقدم فسحة أمل من وراء السؤال: لماذا القهر..؟ لماذا الظلم...؟ لماذا كل هذا...؟ هذه حالة إنسانية نعيشها مع هذه الرواية التي أحببت، "العصف والسنديان" ترصد الحرية ومعاناة الإنسان سابقاً ولاحقاً، وهي شديدة الانتماء للوطن والإنسان والكرامة الإنسانية، هنا حالة ذات خصوصية عالية أتى بها الروائي عبر ضمير المتكلم، فالابن بالتبني لم يكن الابن المرتجى وخان الوطن والأخ والاب والفاجعة كانت عندما تنكر لأمه، حالات متوترة أفرزت صوراً اعتنى الكاتب بوصفها لنشعر بقربها وبالزمن الذي اندرجت تحته وصفات ذاك الزمن».
الأديب "محمود حسن" استوقفه البناء الفني للرواية ليناقش الألفاظ والتعابير ويعالج منهجها الأدبي وقال: «مذ تعرفت على "فوزات رزق" أيقنت أن هذا الكاتب سيكون له موطئ قدم تحت الشمس، والقارئ عندما يقرأ أي عمل من أعماله، يجزم أنه من كتاب التيار الواقعي، وهنا نذكر بالتزام هذا التيار بالقضايا الإنسانية الكبرى، وكيف عمل على فضح كمية اللامعقول المدسوسة في بنية المجتمع، وأن الروائي وبفنية عالية قد غاص لأعماق شخوصه، مثال "مرسل الفرح" الذي منذ بداية الرواية لنهايتها يندب، والأم التي تخاطب ابنها العاق، والأمثلة عديدة على اللونيات الداخلية، هنا نرى أن شخوص "فوزات رزق" في "العصف والسنديان" جميعهم منتمون متحركون فاعلون، وما استخدم من لغة فصيحة بين لغة الرواية ولغة الحياة الحقيقية يعتبر ميزة لهذه الرواية التي انطلقت من التضاد بين "السنديان" المقاوم الصلب وبين "العصف" الهش الذي يغطي ساق النباتات وتقذفه الرياح بسهولة».
الكاتب "جميل شقير" أشار لما فاضت به الرواية من تفاصيل اتجهت للتربية وعمق تأثيرها بالإنسان ليقول: «كان الروائي فناناً بوصف شاشات لا تسمح بالملل، حيث اشتغل على مسحة مكانية سماها "مسكرة" التي ربما تمثل وطناً بشفاعة الوطن ووقاره، ومعظم الأحداث جاءت على لسان مرسل الفرح الذي خرج من السجن عقيماً، أحداث تبدأ بالتبني لتنتهي بالخيانة لمن ربى وحضن، وظهرت حنكة الراوي في مفاصل عدة، من خلال ما تعمد إظهاره من تقنيات السرد الحديثة أهمها البوح بتلميحات عن الحدث تشد المتلقي لسرد التفاصيل، فقد كان الراوي ممتعا وفناناً يغطي فضاء القارئ بسحر الحبكة، ليشعر وكأنه أحد شخوص الرواية، وخاصة عندما يسلط الضوء على معاناة إنسانية تدمي القلب».