«تعبت من الإحساس بنفسي كدوري في ساحة حرب، لا تفهم ليلى إلا رغبتها، لا تعرف حضرتها أني أطلب منها أن تطفئ ضوء الصالة كي أبكي».
هي خاتمة قصة "رماد" للكاتب الشاب "فيصل أبو سعد" الذي يعد من الأقلام الأدبية المنطلقة بقوة في عالم القصة القصيرة، والمتتبع لمسيرة "أبو سعد" الأدبية يدرك جيداً مدى قدرته على اللعب بالجمل والألوان والمعاني، حتى يصل إلى الخاتمة الصدمة، فتقف مشدوهاً من الألم الجارح حد البكاء، ومرة من شدة الضحك. و"فيصل أبو سعد" أحد مؤسسي منتدى القصة القصيرة في "السويداء" صرح لموقع eSuweda بعد أمسية منتدى القصة القصيرة في فرع اتحاد الكتاب العرب الأسبوعية: «أراهن على أن أعضاء المنتدى يسيرون على الخط الصحيح، والزمن سوف يثبت ذلك، لأن الجميع يمتلكون الموهبة والتقنية والتكتيك العالي المطلوب في القصة القصيرة، إضافة إلى الثقافة العالية، والملاحظ أن عنصر الشباب طاغ على الأعضاء، وهو الأمر المبشر على الرغم من عمالقة الكتاب في المحافظة، والذين نعتبرهم قدوتنا، ومثلنا الأعلى».
أحاول الغوص في أعماق الشخوص، والوصول إلى حلول قد لا ترضي القارئ، حتى تبقى القصة معلقة في رأسه، فالصدمة مطلوبة حتى تصل الفكرة التي تريد زرعها في عقل المتلقي
وعن إحساسه عندما يبدأ كتابة القصة القصيرة قال: «أحاول الغوص في أعماق الشخوص، والوصول إلى حلول قد لا ترضي القارئ، حتى تبقى القصة معلقة في رأسه، فالصدمة مطلوبة حتى تصل الفكرة التي تريد زرعها في عقل المتلقي».
«وكأنك خارج للتو من حظيرة المساء، يجعلك "فيصل أبو سعد" تركض لاهثاً وراء الكلمات وتسير مثل رجل يجلس وراء مقود سيارته للمرة الأولى محاولاً تلمس طريقه دون أن يصدم أحداً، أو يدخل في رصيف الممنوع؟.. ومثل كل الفقراء سجوه ساعة فقط ثم أعادوه إلى التراب، بينما عاد كل إلى مساره..» ففي قصة "عصا" التي تحكي عن طفلة تركت مدرستها في الصف الرابع كي تكون لأبيها العصا التي يتكئ عليها في البيع، وتتمنى في غفلة أن يموت، لكي تعود إلى صفها، وطفولتها، وبعد سنوات يستجيب الله لدعائها... أما المريلة فبقيت تعاندها، ومهما شدتها إلى الأسفل لا تصل إلى سرتها.
يقول الكاتب الروائي "محمد رضوان": «يدخلك "أبو سعد" إلى عالم الدهشة، ويجبرك على تلمس كلماته بحواسك الخمس، متلهفاً وراء عالمه الغريب في اقتناص اللحظات، والجميل في "فيصل" أن قصصه القصيرة روايات طويلة يكملها القارئ كما يرغب، على الرغم من صدمة النهايات».