«مع الشعر كانت المرأة رابحة، لأنه أعطاها ووظفها توظيفاً جميلاً جداً، حيث احتلت مكانة مميزة عبر التاريخ من خلال القصائد، حتى وإن كانت بعض القصائد همشت دورها وتعاملت معها كجسد فقط، لكن بالنهاية المرأة كائن جميل تم توظيفه بالشعر بشكل يضاهي جماله ورونقه وخصوصيته عند كثير من الشعراء.
لابد من وجود بعض التجارب التي أساءت للمرأة، لكنها ليست الخلاصة، ولا هي مجمل الأعمال الشعرية فأكثرية القصائد كانت تصب في مصلحة المرأة، لأنهم اعتبروها أجمل ما في الوجود، وقد تم توظيفها في كل الفنون وليس فقط بالشعر، فالمرأة موقع الجمال وهنا نجد أن المرأة أخذت الكثير من حيز الإبداع، سواء أكان ذلك باللوحة الفنية أم المسرح أم السينما أم الأغنية، وقد كانت بالشعر محفزة للكثير من المخيلات العامة.
بصراحة الأغنية أخذتني ولا أستطيع أن أنكر ذلك، والأغنية أصبحت تقتص الحالة الشعرية بسرعة لأكتب نصاً غنائياً وأشعر بأنه استوفى شروطه، فالشعر يغادرك إذا لم تكن بكامل أناقتك وكامل استعدادك لاستقباله، وفي حديث سابق مع الشاعر الكبير "أدونيس" قلت له: في مرات عدة أني أضيع قصائد لأني لا اكتبها في لحظتها، فقال: الشعر يستحق منك أن تستيقظي وتنتظريه وتدعيه للجلوس معك، وبمجرد إهمال هذه الحالة الشعر يأخذ ردة فعل، عندما يأخذ كل حكاياه ويهرب بها. وبالنسبة لعلاقة الشعر بتطور المجتمع فبرأيي أن للشاعر نبوءة أو ربما كانت جماليات يحب أن يعيشها، فيتخيلها يحققها بالقصيدة ومن ثمة يلفت نظر المحيطين به إليها، ليجربوا تطبيقها بالواقع، وليس دور الشعر أن يكون مرآة تعكس الواقع، فالشعر إعادة خلق لهذا الواقع إعادة تجميله من جديد إعادة ترميم المحيط بنا بجمالية، فالشعر الحقيقي يصيبك سلبا أو إيجاباً ويؤثر بك، واليوم مع قلة القراءة انفض القراء عن الشعر مع أننا أمة شعرية، لا تؤمن إلا بما هو موثق ومكتوب، ونلاحظ أن الغالبية انتصرت للعولمة: الانترنت والكمبيوتر وغيره، وأنا لست ضدها لكن أن تكون بتوازن مع القراءة، وأؤكد أن الشعر سيستعيد مكانته فلاشيء يعوض عن أن نتخيل ما نقرأ
أما ماذا أعطت المرأة للشعر: فمن وجهة نظري أعتبر أن دور المرأة بالشعر كان خجولاً عبر التاريخ، وهناك خفر تاريخي لف هذه التجربة النسائية، مع أنه بأوقات محددة بدأت المرأة تكسر القيود، وتتحداها وتخرج منها للفضاء محلقة بفكر جديد، ولكن قياساً بتجربة الرجل تبقى تجربة المرأة خجولة جداً، ومازالت التجربة الأنثوية تلفها القيود لتختطف منها البريق».
حديث للشاعرة "سهام الشعشاع" ابنة "السويداء" مؤلفة ديوان "كأني ما ولدت يوماً" لموقع eSuweda بتاريخ 5/8/2009 أثناء زيارتها للوطن.
وعن علاقة الشعر بالمرأة والمواضيع التي تتجنب المرأة الحديث عنها، أو إقحامها في الشعر تضيف قائلة: «الشعر الملعب الأجمل والأوسع وهو الذي يتيح لك الحديث في كل شيء، لأننا نستطيع الاختباء بعباءة الشعر لنقول ما نريد، حيث أعتبر أن الشعر بقدر ما له من خصوصية وقواعد وقوالب وضوابط، بقدر ما هو عالم متسع وفضفاض للتعبير، وهو أفق رحب لترفع المرأة رأسها عاليا، هنا تتمكن من قول كل شيء، لتصف كل ما يجول في فضاء الذاكرة، مثل كل الفنون، ولدي شعور بأن تناول المرأة للرجل شعرياً مجال قد يكون الأغنى، لأن الرجل مازال المادة الخام التي لم يتم اكتشافها في الشعر، كما تم اكتشاف المرأة عبر التاريخ.
لذا أشعر بأننا كنساء كان حظنا أوفر، فهناك الكثير من الشعراء الذين عملوا على الغوص في خصوصيات المرأة وأعماقها وصارت واضحة تماماً، في الوقت الذي لم يتم اكتشاف الرجل كما يجب، لأن المرأة كانت خجولة، ولذلك أشعر أن لدي فرصة للابحار بعالم الرجل، ليكون كل ما أنظمه من الشعر طارئ وجديد، وكل القصائد التي أتناول بها الرجل لها مكان وجمالية لم تطرق من قبل، هنا أصبح فضاء الرجل أوسع منه للمرأة، وأنا لست الوحيدة التي أكتب في هذا الاتجاه، بالنتيجة فهي قضية إحساس اتجاه الآخر، واشكر الله أنني امرأة طبيعية أحب أنوثتي وأشعر بأنني وفية مع الرجل، وأستطيع توظيفه في الشعر كما يستحق.
فالمرأة والرجل لا ينفصلان مع العلم أن الجينات الأنثوية هي المحرض للكتابة حتى عند الرجل، فهي تنتصر على الجينات الذكورية، حيث إن الجينات الأنثوية هي الأقوى كما يصف أحد الأطباء النفسيين، وأي مبدع في أي مجال لديه الجينات الأنثوية أقوى، وهي التي تدفعه للفن وهي التي تجعله يبدع وتجعله يقدم أشياء جميلة في الحياة».
أما عن الشعر الغنائي الذي اتجهت إليه مؤخراً وأثره في ندرة إنتاجها الشعري، وتأثير الشعر في تطور المجتمع فقالت: «بصراحة الأغنية أخذتني ولا أستطيع أن أنكر ذلك، والأغنية أصبحت تقتص الحالة الشعرية بسرعة لأكتب نصاً غنائياً وأشعر بأنه استوفى شروطه، فالشعر يغادرك إذا لم تكن بكامل أناقتك وكامل استعدادك لاستقباله، وفي حديث سابق مع الشاعر الكبير "أدونيس" قلت له: في مرات عدة أني أضيع قصائد لأني لا اكتبها في لحظتها، فقال: الشعر يستحق منك أن تستيقظي وتنتظريه وتدعيه للجلوس معك، وبمجرد إهمال هذه الحالة الشعر يأخذ ردة فعل، عندما يأخذ كل حكاياه ويهرب بها.
وبالنسبة لعلاقة الشعر بتطور المجتمع فبرأيي أن للشاعر نبوءة أو ربما كانت جماليات يحب أن يعيشها، فيتخيلها يحققها بالقصيدة ومن ثمة يلفت نظر المحيطين به إليها، ليجربوا تطبيقها بالواقع، وليس دور الشعر أن يكون مرآة تعكس الواقع، فالشعر إعادة خلق لهذا الواقع إعادة تجميله من جديد إعادة ترميم المحيط بنا بجمالية، فالشعر الحقيقي يصيبك سلبا أو إيجاباً ويؤثر بك، واليوم مع قلة القراءة انفض القراء عن الشعر مع أننا أمة شعرية، لا تؤمن إلا بما هو موثق ومكتوب، ونلاحظ أن الغالبية انتصرت للعولمة: الانترنت والكمبيوتر وغيره، وأنا لست ضدها لكن أن تكون بتوازن مع القراءة، وأؤكد أن الشعر سيستعيد مكانته فلاشيء يعوض عن أن نتخيل ما نقرأ».