«لابد للشعر الشعبي أن يأخذ دوره في مجتمعنا العربي، خاصة أنه وليدة معاناة إنسانية اجتماعية حمل معه تاريخ الآباء والأجداد، فهو وإن جاء مكملاً لحاجات اجتماعية مناطقية ضيقة، إلا أنه وجد لنفسه مناخاً مناسباً تناسب مع تعاطيه الحياة بجوانب متعددة الأشكال والأنواع.
وبالتالي من يجيد هذا النوع من الشعر يصبح شاعراً على حد قول الناقد والأديب "مارون عبود": "ليس هناك شاعر فصيح وشاعر عامي هناك شاعر"، ولهذا جاء تكريم الشاعر "نايف عبد الكريم رباح" من قبل جمعية الأدب الشعبي وأصدقاء التراث تكريساً لوجود هذا النمط من الشعر المحبوب».
ربما تكون جمعية الأدب الشعبي وأصدقاء التراث هي المنبر والجهة التي تعمل على تفعيل دور هذا الشعر من خلال الشعراء الذين لهم العديد من القصائد المتناقلة بين الناس، وربما تساهم في خلق حوار مع ثقافات وبيئات اجتماعية أخرى تعمل على نشر التراث الشعبي كل حسب بيئته، كما فعل الشاعر "نايف عبد الكريم رباح" ولهذا كان تكريمه مع باقي الشعراء من باقي المحافظات السورية عاملاً هاماً في التعريف بهذا الشعر وبشعرائه
الحديث كان للشاعر الشعبي "سعيد جابر" لموقع eSuweda بتاريخ 9/10/2009 وأضاف يقول: «ربما تكون جمعية الأدب الشعبي وأصدقاء التراث هي المنبر والجهة التي تعمل على تفعيل دور هذا الشعر من خلال الشعراء الذين لهم العديد من القصائد المتناقلة بين الناس، وربما تساهم في خلق حوار مع ثقافات وبيئات اجتماعية أخرى تعمل على نشر التراث الشعبي كل حسب بيئته، كما فعل الشاعر "نايف عبد الكريم رباح" ولهذا كان تكريمه مع باقي الشعراء من باقي المحافظات السورية عاملاً هاماً في التعريف بهذا الشعر وبشعرائه».
موقعنا التقى المكرّم الشاعر "نايف عبد الكريم رباح" بالحوار التالي:
** عشقت الشعر وأنا دون سن الرابعة عشرة، لأنني كنت من متابعي الحضور للندوات الشعرية التي كانت تعقد في مضافات قريتنا الكريمة والتي كانت منارة الأدب الشعبي وهي "امتان"، هذا عامل، والعامل الأهم أن والدي كان من أهم الشعراء الشعبيين ولقب "أبو العتابا" فهو يقرض جميع أنواع الشعر الشعبي، وعلى حد قول الشاعر "الابن ينشأ على ما كان والده/ إن العروق عليها ينبت الشجر"، وأنا تربيت على أشعاره وأشعار غيره من أهل القرية والقرى المجاورة إضافة إلى صوت عازفي آلة الرباب الذين يتناقلون القصائد المؤثرة والجميلة منهم الشاعران: "إبراهيم الجبر ومؤيد بو سعيد"، وذلك ما بين عامي 1938و1949 حتى غادرت قريتي "امتان" إلى الجندية ثم إلى سلك الشرطة حاملاً معي الهواية والحب لهذا النوع من الشعر، لأنطق به بقصائد تناجي الواقع.
** الشعر حقق التاريخ فهو المؤرخ الصادق الذي لا يعرف التحريف بل توصيف الواقع بإحساس ومشاعر، فهو من حقق التآلف الاجتماعي وتناقل التراث لأنه الطيب والحق والوطنية، وهو ميراث الإنسانية المشترك وقد آل إلينا من أسلافنا وما زال باقياً فينا وسيبقى، وأفراد أسرتي يحبون هذا الشعر فهو يمثل لهم الموروث التاريخي والنضالي ولهذا ترى بعضهم يحفظ أشعار الوالد الشاعر "عبد الكريم رباح" أو أشعاري، وارى أن هناك مطاليب عدة من الأجيال لبناء قواعد راسخة ليكون الشعر الشعبي هو التواصل بين الماضي والحاضر والمستقبل.
** بلا شك الشعر يحمل ثقافة إذ يتم تداوله في المضافات والحياة الاجتماعية، وبالتالي هو الأساس في مجتمعنا العربي وخاصة في بيئتنا المحلية، لأننا نعتبر المضافة هي الجامعة والمنبر الذي من خلاله تنشر ثقافة المجتمع، إذ تم التلاقح مع الثقافات الأخرى بتناقل قصائد شعراء الجزيرة العربية ومنهم "ابن هذال وبيان ابن سلبه والعماري" وغيرهم، وبالتالي هي لوحات تحمل عبق البيئة المحلية لكل شاعر وتشكل بالمحصلة لوحة وطنية جميلة، ولهذا فهو ثقافة بلا شك.
** لا شك أن للتكريم قيمة معنوية جميلة، وهو دافع كبير لإعطاء دلالة على أهمية شعر صاحبه، إذ لا يكتب الشاعر منا من أجل الحصول على التكريم بل يأتي التكريم عاملاً مساعداً في خلق حيوية خاصة في نفوسنا بعد معاناة زمن مع الشعر، وبالمحصلة أتمنى أن أكون عند حسن ظن الجمعية لأنني من الداعمين لها منذ تأسيسها ونسعى لزيادة الدعم لها مادياً ومعنوياً، فقد انتابني الشعور بالشجن حين وقفت على منبر مسرح التربية بالسويداء لأتقدم بالشكر لأعضاء الجمعية ومجلس إدارتها لما قدموه من تكريم لشعراء أحياء وأموات.