صدر حديثاً ديوان شعري للباحث الدكتور "فايز عز الدين" ولكن هذه المرة في الشعر الشعبي إذ سبقه ديوان باللغة الفصحى بعنوان "فيض من الحلم". أما الديوان الشعبي الجديد فهو "ضفاف الأهل" والذي لا تتجاوز صفحاته المئة يحتوي مجموعة من القصائد الشعبية مقسمة بين الشعر الحماسي، والوجداني، والمساجلات، والرثاء، وفي الختام ألقيت قصيدتان واحدة من الشاعرة "ربيعة نجم غانم" الملقبة "بسمراء الجبل"، وواحدة كانت من الشاعر نفسه كجواب لها.
الدكتور "فايز عز الدين" عضو اتحاد الكتاب العرب تحدث لموقع eSuweda عن أهمية تناول الشعر الشعبي وتوثيقه بالقول: «كثر الجدل في الآونة الأخيرة حول أهمية الشعر الشعبي وإمكانيته في أن يحمل مشروعا وطنيا، وإنسانيا، وأن تكون له أدواته التعبيرية المناسبة، أو عاطفته التي تنبه إليها عقول الناس وأذهانهم فيقبلون على لون من الشعر يستخرجونه، وينخرطون في مراميه وغاياته، ويتماهون مع من توجه في التعبير نحوه، حتى يأتي بعده السلوك، والتدبير منسجما مع قوة ما تم التحريض عليه، أو التلميح إليه بلغة شاعرية، ولو أنها لم تكن فصيحة التركيب، أو الإعراب، أو المفردة.
الشيخ البطل إلينقل جناد وحزام/ سرج الأصيلة اليوم كرب حزومه وليث العراين دوم عالحرب قصّام/ وعيت على كثر الضمايد قصومه لو كان عندي مصر مع فيحة الشام/ نفسي تعاف الضيم والذل شومه ودوماً تراني بأول الخيل قدام/ عزك على ظهر الأصايل قدومه وياما طلبنا الموت والموت حوّام/ واللي تحدّى الموت ينتصر حومه
والصحافة رغم كوننا متحمسين لها، وعاملين على تمكينها فينا وبالناس لكن الصحافة ليست خلق الفطرة السليمة في اللسان، وإحسان اللفظ السليم وحسب، فقد تكون الفصاحة كذلك بالمعنى الذي ننشدّ إليه، ويُحدثُ فينا اهتزازاً روحياً، وشعورياً نصبح معه متأثرين بقوة ما سمعناه، ودلالة ما استقبلناه، وفي هذا يبقى للشعر الشعبي باللهجة الدارجة، والمفصحة عند بعض الشعراء الكبار، ساحته المغناطيسية التي تجذب إليها المعادن الطيبة، في القلوب المحكومة بالتوق، والمرهونة للصدق، ونبل المقصد، ولم يُنِشد شعراء الوطن إلا من أجل حريته، ومن أجل إنسانه، فهم كانوا، وما زالوا على خط الحياة الصاخبة بالكبرياء، والمتطلعة نحو انبلاج الصبح عن مجدٍ جديدٍ لوطن متجدد، ومجتمع متوحد».
وعن الشعر الحماسي والوطني استشهد الدكتور "عز الدين" بأشعار والده الشاعر المرحوم "هلال عز الدين" الذي قال:
«الشيخ البطل إلينقل جناد وحزام/ سرج الأصيلة اليوم كرب حزومه
وليث العراين دوم عالحرب قصّام/ وعيت على كثر الضمايد قصومه
لو كان عندي مصر مع فيحة الشام/ نفسي تعاف الضيم والذل شومه
ودوماً تراني بأول الخيل قدام/ عزك على ظهر الأصايل قدومه
وياما طلبنا الموت والموت حوّام/ واللي تحدّى الموت ينتصر حومه».
ثم تابع بالقول: «هكذا كان نفس الشعراء زمن حروب الاستقلال ضد المحتل الفرنسي، وتواصل هذا النفس بعد الاستقلال من أجل الحرية والكرامة، فالوطن الكريم يبنيه الكرام والكرماء، ويدافعون عنه، والمجتمع الموحد يبنيه أبناؤه والأجلاء، ويوفرون له المسار الدائم نحو المستقبل، وديواني هذا يستظل بظلال هؤلاء الذين دأبوا على التمسك بضفاف الأهل، والإبحار منها وإليها بتواتر مخلص، وشعور مقيم بالمحبة والأمل».
الجدير بالذكر أن الدكتور "فايز عز الدين" هو من مواليد قرية "الثعلة" التي تبعد عن مدينة السويداء حوالي عشرة كيلومترات يحمل دكتوراه في التاريخ، وهو عضو في اتحاد الكتاب العرب- جمعية الدراسات والبحوث، وفي هيئة تحرير مجلة الفكر السياسي الصادرة عن اتحاد الكتاب العرب له دراسات وأبحاث في السياسة والتربية وله أكثر من ست مؤلفات في هذا المجال، يكتب في الدوريات المحلية وله زاوية دائمة في جريدة "الثورة" صدر له ديوان في الشعر الفصيح بعنوان "فيض من الحلم"، وفي الشعبي "ضفاف الأهل".