ما أن ترى الأديب "باسم عبدو" القادم من محافظة "السويداء" حتى تشاهد ملامح التعب على وجهه، فهو يتابع الإصدارات الحديثة ويقرؤها بدراسة الناقد والقاص، ومجموعته الأخيرة "لا يموت الأقحوان" حملت في طياتها سرديات من نوع خاص، فهو يتطرق إلى الإشكاليات الاجتماعية والثقافية بطريقة تجعل المتلقي يقف أمام نصه متأملاً، وهو يساعد القارئ على تحديد النهاية إذ يشاركه في تفكيك رموزها ومعرفة دلالاتها وتقدير رؤية نهايتها.
موقع eSuweda التقى الأديب "باسم عبدو" الفائز بجائزة "البتاني" القصصية عن قصته "سالومي" في مهرجان "العجيلي للرواية العربية" "بالرقة" وكان الحوار التالي:
** نعم، لأن أحداً لم يتطرق إلى الفكرة التي تتضمن مسألة الصراع داخل المجتمع الإسرائيلي هذا أولاً، وكذلك تقنية القص هي تقنية حداثية من حيث تداخل الأزمنة واستخدام عناوين مختلفة بالإضافة إلى اللغة الشعرية والرمز والدلالة في هذه القصة، فقد كنت على ثقة بأن لجنة التحكيم ستأخذ القصة بعين الاعتبار، لأن الجائزة ومنذ تأسيسها تميزت بالدقة والعدالة والحرص على استمرارها وكسب ثقة الكتاب من مختلف البلدان والعربية، وفي كل عام يتجدد اللقاء بين الكتاب بفوز عناصر جديدة وهذا يدفعها إلى أن تكون أكثر حيادية وصدقاً في تخصيص جوائزها.
** هناك شخصيتان "أوروسلو" وهو ضابط في جيش العدو من أصولٍ حبشية والثاني "سالومي" وهو مولود في إحدى المستوطنات قرب القدس من أصول بولونيا.
الصراع هنا بين الأول الذي يمارس العنصرية، والثاني الذي يرفض ذلك ويدعو إلى السلام .
* كيف كانت النهاية ؟
** لقد مارس "أوروسلو" عنصريته وحقده في نهاية القصة، فعندما كان "سالومي" يحرس القاعدة الصاروخية الإسرائيلية التي توجه رؤوسها نحو سورية نام، فأصدر الملازم عقوبته إليه بأن أمره بوضع قنبلة بيده ليموت، وهنا نجده وقد عاش صراع الموت بتخيل عشيقته تشده من جهة، وعينا الملازم تتقادحان شرراً لنزع مسمار الأمان، ثم نراه يقع على درجات سلم المحرس وهو يضحك لكن صوت الانفجار يلهب الفضاء، وهذه دلالة على أن المتلقي هو الذي يقدر النهاية بما يسمى النهاية المفتوحة.
يذكر أن الأديب "باسم عبدو" هو من مواليد قرية "خربا" عم 1948 في محافظة "السويداء" له ستة مجموعات قصصية، وأربع روايات، ومئات المقالات النقدية، وهو عضو في اتحاد الكتاب العرب، وأمين سر جمعية القصة والرواية، ومدير تحرير جريدة النور. فاز بجوائز أدبية في مصر وسورية.
سيصدر له قريباً كتاب في نقد القصة القصيرة السورية، ومجموعة قصصية جديدة.