لم يكن سهلاً على الشعراء أن يكتبوا الشعر الشعبي بأنماطه المتعددة من الشروقي والهجيني والمطلوع والمخمس والباسلي، وبحوره الذي منه "الصخري، والمسحوب، والسامري، والزهيري، المربوع، والقلطة وغيره"، إذ يحيا الشعر الشعبي على يد جيل الشباب في جبل العرب، بإتقان وزنه وبحره وإلقاءه والأهم الحضور المسرحي المتميز، وقد صدر للشاعر الشاب "باسم عمرو" الذي يعد واحداً من الشعراء الشباب الذي يحضى بحضور منبري مميز بإلقاءه الشعر وله ديوانين"السيف والبيرق" .
عن ديوانه الثاني "البيرق" تحدث الأديب"فواز العيسمي" عضو اتحاد الكتاب العرب لموقع eSwueda قائلاً: «لعل الشعر الشعبي خرج هذه الأيام من نطاقه المحلي إلى أماكن وبيئات عديدة، ووجد لنفسه المناخ المرغوب به، وهناك سعي جدي في حفظه وتداوله وقرضه، ليعيش في الذاكرة، ويأخذُ من الحداثة ما يجعله معاصراً، على يد جيل من الشباب عشقوا هذا اللون من الشعر وبرعوا فيه، ومنهم الشاعر الشاب "باسم غسان عمرو" الذي نال شهادة "أمير شعراء الشباب" للمرة الثانية، وقد استطاع أن يقدم هذا النوع من الشعر في المحافل الرسمية العربية و دول الاغتراب مثل "فنزويلا وغيرها"، وديوانه "البيرق" يتميز عن ديوانه "السيف" باستخدامه بعض البحور الطويلة التي تستخدم في الخليج فقط وليس في الجبل مثل قصيدته "الذود عن عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم" كذلك عمل على تقديم المخمس المردوف وهو صعب على جيل الشباب لأنه يحتاج إلى مفردات تحمل جناس لمفردة واحدة والتزامه بقافية لكل خرجة وهما اثنتين، إضافة إلى خبرة في المصطلحات المحلية ذات البيئة المحلية، كما أردف ديوانه بقصائد من الغزل حملها الإيقاع الهادئ وهو المعروف عنه في الشعر الحماسي والوطني ذو الإيقاع السريع والصاخب، كذلك عمد على التنويع في الزجليات والعتابا والمطلوع وهذا التنوع يجعل خبرته تزداد أكثر.
تتميز كلمة الشاعر "باسم عمرو" بأنها سهلة ويمكن تحديد الإيقاع فيها لأن جرسها الموسيقي واضح يعني إنها قابلة للتلحين بشكل فوري ذلك لأنه يضع صوته بجملته، وهو يملك صورة تعبيرية تنم عن موهبة مكمنة في ذاته لم يقتبسها من أحد، بل من هاجسه وحبه للشعر النبطي أو الشعبي بأنواعه، خاصة في قصائده الغزلية تراها يختار صوره البيانية ويمزجها بين وجدانيته وقلبه بدلالة ورهافة حس، وهو يشكل في الإلقاء حضوراً مهماً على المسرح، وهذا ما أكسبته خاصية في المحافل والمنابر الثقافية، فهو شاعر وموهبة تستحق الدراسة والتوقف عندها بهدوء
يحاول "باسم عمرو" الخروج بشعره إلى نطاق أوسع من مكانه الجغرافي، لكنه ما يزال يعيش تحت هيمنة القاموس المحلي بمفردات محدودة، ولهذا يقع على عاتقه مهمة الخروج من تلك المفردات ليدخل باب حوار ثقافي ويكون أحد أهم المساهمين في رفد هذا الشعر وتقديمه كثقافة إلى المجتمعات والبيئات الاجتماعية الأخرى»
وعن الحضور الشعبي لقصيدته وأمسياته أوضح الصحفي "منهال الشوفي" مقدماً الديوان قائلاً: «ما سر قوة الحضور الشعبي لقصيدة الشاعر"باسم عمرو"، أهو في طبيعة هذه القصيدة وارتباطها بمخزون عاطفي هائل وموروث ملحمي تاريخي مجيد، لدى أبناء جبل العرب خاصة..فنرى أمسياته أشبه بتظاهرة منها إلى أمسيات الشعر، ولماذا يطارد الشعراء الشعبيون عموماً المها العربية، في صحراء الشعر، بعد انقراضها إلا من المحميات؟..لأن الشاعر هو من يملك مفاتيح لعبته الفنية، وأسئلة كثيرة تثيرها قصيدة "باسم" الصوتية التي ولدت معه خلف المنابر طفلاً جميلاً واثقاً، فشابهته واشتبهت به، وتنامت في المهرجانات الوطنية الشعبية، مجلجلة طاغية التأثير عالية الإيقاع غريبة الألفاظ، تلك الغرابة المكتنفة بأنفاس البادية البعيدة، في حياتنا اليومية العاصفة بمظاهرها الاستهلاكية، حيث الألوان البراقة الخادعة تحتل مساحة قوس قزح، ويغدو الفضاء افتراضياً فلا نرى خلفه فضاء الله الواسع، ولماذا تجذب موضوعات كالسيف والبيرق شاباً في عمر "باسم" وموهبته، بينما الفضائيات تضخ على مدار الساعة أغان على منوال "بوس الواوا"، يحسب "لباسم" ولعدد غيره من الشعراء الشعبيين تكريسهم جل شعرهم لتصوير المآثر الوطنية الجليلة التي لم يعطها أدباء الفصحى ما تستحق من الاهتمام، على أني أخشى أن نصل على ما يعرف بتمجيد الذات، فتستيقظ فينا "داحس والغبراء" وتتطاحن قبائل الشعر وأفخاذه على شرف الوليمة»
وحول الكلمة الغنائية بين الملحن "معن دوارة" قائلاً: «تتميز كلمة الشاعر "باسم عمرو" بأنها سهلة ويمكن تحديد الإيقاع فيها لأن جرسها الموسيقي واضح يعني إنها قابلة للتلحين بشكل فوري ذلك لأنه يضع صوته بجملته، وهو يملك صورة تعبيرية تنم عن موهبة مكمنة في ذاته لم يقتبسها من أحد، بل من هاجسه وحبه للشعر النبطي أو الشعبي بأنواعه، خاصة في قصائده الغزلية تراها يختار صوره البيانية ويمزجها بين وجدانيته وقلبه بدلالة ورهافة حس، وهو يشكل في الإلقاء حضوراً مهماً على المسرح، وهذا ما أكسبته خاصية في المحافل والمنابر الثقافية، فهو شاعر وموهبة تستحق الدراسة والتوقف عندها بهدوء»