يتضح لقارئ رواية "عباءة الريح" للأديب "منير بو زين الدين" أنها تحمل عملاً تاريخياً حكائياً، برؤية ثقافية حين يخضع ذاكرته ومخزونها من العادات والتقاليد لتكون عنصر تشويق في النص الروائي، ذلك لأنه يشخص المكان بشكل تشعر بواقعيته مستخدماً المفردات المحلية الدالة على تأثره ببيئته المحلية، متخذاً منها عنصر الارتباط بين حاضره وماضيه، من خلال متخيل سردي ولغة منسوجة بخيوط البساطة.
حول رواية "عباءة الريح" بين الأديب "اسماعيل ركاب" لموقع eSwueda قائلاً:
رواية "منير بو زين الدين" نتاج قراءته المتواصلة، لذلك حملت لغة بسيطة منسوجة بخيوط المعرفة، ومنغمسة بمضمونها الثقافي بذاكرة محلية للدلالة على عمق ارتباطه بثقافته التاريخية، الجميل في العمل، الواقعية، ونقله لنمنمات الأحداث من حيث وصفه للمكان وخاصة المضافة وساحة البلدة ومنزل الضابط المتقاعد وربط المكان بالزمان، ومعالجته للشخصيات التي تعددت وكل منها له مبرراته، مع طرح إشكاليات اجتماعية منها التعايش الوطني بين الأهالي مع اختلاف الأطياف المذهبية، دون الشعور بالفوارق مع التأكيد في التلازم بالهم المشترك الاجتماعي والتاريخي والسياسي، والتشويق الذي لم يخلُ من المضمر النسقي للدلالة في نصه الأدبي، واتخاذه من طريقة السرد ضمن متخيل متميزٍ في انتقاء الأحداث والتنقل فيما بينها برؤية تشويقية لها دلالاتها ورؤية مختلفة عن التقليد، والأهم أنه كاتب يعرف ماذا يريد مما يكتب
«رواية "منير بو زين الدين" نتاج قراءته المتواصلة، لذلك حملت لغة بسيطة منسوجة بخيوط المعرفة، ومنغمسة بمضمونها الثقافي بذاكرة محلية للدلالة على عمق ارتباطه بثقافته التاريخية، الجميل في العمل، الواقعية، ونقله لنمنمات الأحداث من حيث وصفه للمكان وخاصة المضافة وساحة البلدة ومنزل الضابط المتقاعد وربط المكان بالزمان، ومعالجته للشخصيات التي تعددت وكل منها له مبرراته، مع طرح إشكاليات اجتماعية منها التعايش الوطني بين الأهالي مع اختلاف الأطياف المذهبية، دون الشعور بالفوارق مع التأكيد في التلازم بالهم المشترك الاجتماعي والتاريخي والسياسي، والتشويق الذي لم يخلُ من المضمر النسقي للدلالة في نصه الأدبي، واتخاذه من طريقة السرد ضمن متخيل متميزٍ في انتقاء الأحداث والتنقل فيما بينها برؤية تشويقية لها دلالاتها ورؤية مختلفة عن التقليد، والأهم أنه كاتب يعرف ماذا يريد مما يكتب».
موقع eSwueda التقى الروائي "منير بو زين الدين" في مدينته "شهبا" بالحوار التالي:
** الكتابة الأدبية عالم مختلف الجوانب الأخطر والأجمل ما فيها هو المتعة وخاصة عندما تكون الأفكار مختمرة وليس لها إلا التظهير على الورق.
إذا البداية قديمة جدا لكنها كانت محاولات من قصة قصيرة وخواطر لكن الاستعداد لكتابة الرواية أمر مختلف وخاصة من تجربة حياتية فنية وقراءات لفترة طويلة امتدت من العمر، ولكوني حالياً أشغل منصب رئاسة المركز الثقافي العربي في "شهبا" فإنني أفصلُ تماما بين المنصب الإداري اليومي والعمل الإبداعي.
** "عباءة الريح" هي باكورة الأعمال الإبداعية، لكن كما أسلفت هناك محاولات كثيرة تبقى حبيسة الأدراج لأنني أسميتها محاولات، لا أعتقد أن هناك الحالة الدافعة ليكون المرء أدبيا، لكن هناك تجربة أحببت أن أقدمها للآخرين وتجسدت هذه التجربة في رواية، قامت الروائية "هدى بركات" مؤخرا بافتتاح محترف للرواية في "بيروت" وكان سؤالي هل كتابة الرواية تعلم؟ نعم في الغرب الرواية عمل احترافي كما يفعل الكثيرون لكن الشرط الأساسي توافر العامل الإبداعي وإلا ما الذي يميز المبدع عن الكاتب العادي.
** بالطبع إنه زمن الرواية بامتياز ولو كان السؤال زمن الرواية أم الشعر بدل القصة القصيرة، لقلت لك كان الشعر ديوان العرب لكن أصبحت الرواية ديوان العرب بامتياز، والدليل هذا الاهتمام من القراء العرب بالرواية وخاصة الراويات التي تحدث هزة في الأوساط الأدبية ماذا تقول في "عزازيل" للروائي "يوسف زيدان"؟ حسب علمي بعد خمسة أشهر فقط صدرت الطبعة الثامنة عشرة أو رواية "النبطي" للكاتب نفسه التي نفدت طبعتها الأولى بعد يوم ونصف، إذاً انه زمن الرواية.
** دائما الرواية ابنة بيئتها وهي لا تكتب لزمان ومكان محددين تكتب لتصلح لكل زمان ومكان، وشعرت لو كتبت الحوار في الرواية باللغة الفصحى لخسرت الرواية كثيرا من قيمتها الجمالية.
** الرواية أولا وثانيا وأخيراً، وخاصة روايات الروائيين الذين يقومون بتحويل أبطالهم إلى شخصيات خالدة، على الرغم من أنها شخصيات من حبر وورق إلا أن العظمة هو تحويلها إلى شخصيات من لحم ودم نتفاعل معها وكأنها تعيش بيننا.
يذكر أن الروائي "منير بو زين الدين" هو من مواليد دمشق 1967 حاصل على إجازة في الآداب من جامعة دمشق في المكتبات والمعلومات عمل لفترة طويلة أمين مكتبة في المركز الثقافي العربي في شهبا، وحاليا رئيس المركز الثقافي العربي في "شهبا" منذ نهاية عام 2007 حتى تاريخه.