أعمال "جودت الحلبي" الروائية وربط شخصياتها وفق مسار عمل إبداعي هي مثار اهتمام واضح لدى الأدباء.
حول هذا الموضوع بين الأديب "ابراهيم بو كرم" لموقع eSwueda قائلاً:
اعتمد الروائي "جودت الحلبي" في عمله الأول على طرح شخصية إشكالية ومحورية في العمل الأدبي طارحاً الهم القومي العربي في عمله بطريقة درامية، ذلك حينما أتخذ من شخصية الصحفية "سامية شاكر" في رواية "حافية في حقل الأشواك" الراوية التي تطرح موضوع الهم العربي بشكل عام انطلاقاً من الجزائر وتغوص في تفاصيل الهم الجزائري والمشكلات الحياتية الاجتماعية، فإن الرواية الثانية "عبر سراب الأيام" فإن الراوي فيها شخصية "جميل شكري" الموظف في مكتب الطيران السورية بالجزائر والذي تربطه "بسامية" علاقة عاطفية حيث يطرح من خلال الرواية الهم العربي من رؤيته كسوري بحبكة درامية مجتمعة بالخيال الروائي ومطعمة بالواقع فوراً من خلال سرد أحداث سياسية وعالمية واقعية وبالخيال تارةً من خلال عرض لما يمكن أن يكون متجسداً بحلم كل موظف عربي يحلم بتحقيق الوحدة العربية
«اعتمد الروائي "جودت الحلبي" في عمله الأول على طرح شخصية إشكالية ومحورية في العمل الأدبي طارحاً الهم القومي العربي في عمله بطريقة درامية، ذلك حينما أتخذ من شخصية الصحفية "سامية شاكر" في رواية "حافية في حقل الأشواك" الراوية التي تطرح موضوع الهم العربي بشكل عام انطلاقاً من الجزائر وتغوص في تفاصيل الهم الجزائري والمشكلات الحياتية الاجتماعية، فإن الرواية الثانية "عبر سراب الأيام" فإن الراوي فيها شخصية "جميل شكري" الموظف في مكتب الطيران السورية بالجزائر والذي تربطه "بسامية" علاقة عاطفية حيث يطرح من خلال الرواية الهم العربي من رؤيته كسوري بحبكة درامية مجتمعة بالخيال الروائي ومطعمة بالواقع فوراً من خلال سرد أحداث سياسية وعالمية واقعية وبالخيال تارةً من خلال عرض لما يمكن أن يكون متجسداً بحلم كل موظف عربي يحلم بتحقيق الوحدة العربية».
وحول الرواية واللغة الروائية وواقعها وحضورها ومساهمتها في الحياة الاجتماعية موقع eSwueda التقى الروائي "جودت الحلبي" بالحوار التالي:
** الرواية والقصة لكل منهما هدف لكن الرواية تتسم بالشمولية والتوسع فهي أشبه بجعبة ملأى بالسهام ولكل سهم أن يصيب هدفه، أما القصة فهي سهم واحد يطلق إلى هدف محدد وبقدر ما ينجح الكاتب في إصابة الأهداف بقدر ما تنجح روايته أو قصته وباختصار نستطيع القول إن اليوم هو للعمل الجيد إن كان رواية أو قصة.
** هي هذا وذاك فلا يمكن بناء رواية دونما لغة ولا يمكن نجاح رواية دونما مشوقات فجمالية اللغة والأسلوب السردي الناجح يساهمان في بناء الرواية الجيدة.
** الرواية حاضرة أصلاً بين الأجناس الأدبية منذ القدم متأصلة بأشكال مختلفة قبل نشأتها كراوية حديثة من خلال السيرة الشعبية وحكايات ألف ليلة وليلة والحكايا الدينية والشعبية وغيرها...
** المؤلف هو صانع الشخصية ومن وجهة نظر البعض هو إله الشخصية الذي يخلقها ويبث فيها الحياة يحركها كيفما يشاء ولكن ليس إلى درجة التسلط على الشخصية فللشخصية أيضاً تفرض نفسها على خيال الكاتب كيف ستتحرك وتتفاعل مع الشخصيات الأخرى فلا يمكن على سبيل المثال أن يجعل الكاتب شخصية فلاح أمي أن يتكلم بلغة عالم الفيزياء فالكاتب الناجح هو الذي يلعب دور الممثل الجيد لكل شخصيات الرواية يتقمص الشخصية وينصهر في بوتقتها حتى يستطيع الشعور بشعورها والتكلم بلسانها والتحرك بحركاتها لكنه لا يختفي كلياً بها، حتى يستطيع الخروج منها إلى شخصية أخرى فيكون دوره تماماً مثل محرك الشخصيات في مسرح الدمى وقد يتسرب من شخصية الكاتب بعض الصفات إلى شخصيات روايته مما يطبع الرواية بطابع شخصية الكاتب حيث نستطيع تمييز شخصيات الكاتب الكبير "حنا مينة" مثلاً عن شخصيات الكاتب "حيدر حيدر" دون أن نقرأ رواية هذا أو ذالك.
** الرواية تطرح المشكلة تبسطها أمام القارئ تصور الواقع سلبياته وإيجابياته وقد ينهي الكاتب روايته بطريقة ما متبعاً أسلوب السرد الروائي بالمقدمة والعرض والعقدة ثم الحل.. وهذا الحل في الرواية يكون لإنهاء تلك العقدة بطريقة ما سلباً أم إيجاباً ولكنه لا يطرح حلولاً جاهزة للمشاكل الفكرية والاجتماعية، لكن ومن خلال رواية الكاتب وتصويره للسلبيات وللايجابيات قد يساهم في إدخال الروح الايجابية في نفسية القارئ فالكاتب لا يقول للقارئ ماذا عليه أن يفعل بل على القارئ أن يكتشف ذلك بنفسه من خلال تفاعله مع الرواية.
* واقع الرواية اليوم؟
** الرواية اليوم في أوج ازدهارها وقد تبرز في ساحة الأدب أدباء عالميين كبار أناروا منارة في عالم الأدب لا سبيل لتعداهم أمثال "ايزابيل ليندي" في الأدب الأميركي و"ديتسوفسكي" في الأدب الروسي و"شكسبير" في الأدب الانكليزي، أما واقع الرواية العربية فهو لا يقل عن الرواية العالمية من حيث القبول وقد برز أعلام في الأدب الروائي العربي أمثال: "نجيب محفوظ، وإحسان عبد القدوس، والطاهر وطار، والطاهر بن جلون، وأحلام مستغانمي، وحيدر حيدر، وحنا مينة" وهناك فريق كبير من الأدباء الشباب لا مجال لذكر الأسماء أغنوا مجال الرواية في كتاباتهم الرائعة وقد لاقت الرواية إقبالاً من القراء ثم إن الرواية أصبحت تدخل اليوم كل بيت إن لم يكن على شكل كتاب فبواسطة الانترنت والتلفزيون فيما يعرضه من سلسلات وأفلام يطرح من خلالها هموم الناس ومشاكلهم وبالتالي فالرواية حديث القارئ والمشاهد أكثر من الشعر والمسرح.