لم يكن الشاعر "ناصيف أبو حسون" الذي لعب على بيادر بلدته "شقا" بعيداً عن حبه وانتمائه لها، لكن المطالعة وحبه للمعرفة جعلته يحمل مفارقة جميلة في حياته بعد أن قضى أكثر من ثلاثة عقود بين الكتب أميناً لمكتبة في السويداء.
حول مساهمة الشاعر "ناصيف أبو حسون" بالأعمال الأدبية والاجتماعية بين الشاعر "عدنان علم الدين" عضو مؤسس ومجلس إدارة جمعية الأدب الشعبي وأصدقاء التراث لموقع eSwueda قائلاً:
أول مسابقة للشعر شاركت بها كانت في مهرجان المزرعة للإبداع الفني والأدبي دورة الشاعر "سليمان العيسى" عام 2004 حيث حصلت على الجائزة الثانية، وفي عام 2007 وحصلت على المرتبة الأولى، وعام 2010 انتدبت لأكون أحد أعضاء لجنة التحكيم للشعر الشعبي دورة الشاعر "يوسف الخطيب"
«ما يتميز به شاعرنا الإيقاع الهادئ، فهو يعمل على تطوير نفسه يومياً من خلال القراءة والمطالعة إذ اهتم بثقافة الشعر وأوزانه وإيقاعاته بألوانه المختلف، وكان أحد المؤسسين لجمعية الأدب الشعبي وأصدقاء التراث، نال حضوراً مميزاً بقصائده في مهرجان المزرعة للإبداع الفني والأدبي، وحصل على جوائز بدورتين منه، وشارك بلجنة تحكيم الشعر الشعبي، فهو يتقن الوزن الشعري، وأنا ممن حكم لهم قصائدهم، وأشهد بتحكيمه، نتيجة لمطالعته الدائمة، ومن جهة ثانية هو من المساهمين في إحياء الحياة الاجتماعية والمشجعين على إحياء التراث والموروث الاجتماعي بنظرة فيها حداثة ورؤية أدبية، قصائده لها ميزة نسبية في اختيار الصور وخاصة في قصيدة الزجل بصور جميلة وفريدة».
وعن حياته ونشأته أوضح الشاعر "ناصيف أبو حسون" قائلاً:
«كانت ولادتي في بلدة أعشق عبق ترابها بما تحمل من تاريخ وآثار حضارية عام 1944 وهي بلدة "شقا" التابعة إدارياً إلى مدينة "شهبا"، من أب فلاح وأم مزارعة تساهم مع والدي في إنتاج الخير الذي تنتجه أرضنا، تعلمت الابتدائية فيها، لأخرج من قريتي متجهاً إلى لبنان التي حملت منها أشياء جميلة أهمها الثقافة بأنواعها وفنونها المختلفة وأكثر ما جذبني فيها الشعر، لذلك كنت أقرأ بشكل يومي ومنذ أن كنت يافعاً في تكوين مكتبتي الثقافية، ولايكاد يخلو يوم دون مطالعة لي لكتاب أو قصيدة أو نقد، وبعد أربع سنوات التحقت بالخدمة الإلزامية، حيث تقدمت لنيل الشهادة الإعدادية وحصلت عليها والثانوية التي لم يسعفني الحظ بها لظروف زمانية ومكانية وربما قدرية».
وعن اهتمامه بالشعر وولادة ذاك الاهتمام بين "أبو حسون" بالقول:
«عام 1970 حصلت على فرصة عمل في نادي ضباط السويداء وبالمكان الذي رغبت به، إذ كنت قيماً على مكتبة النادي، الأمر الذي جعلني أتجدد يومياً بمخزون ثقافي ومعرفي، بمدة تزيد على ثلاثة عقود عشتها بين الكتب والمطالعة في المكتبة، ولأنني من أنصار الشعر فقد قرأت الشعر وما كتب عنه وحوله، ولكن كنت أبحث في بطون الكتب عن الأقرب إلى روحي، لأنني في لبنان قد بدأ الشعر يغوص في أعماقي بشكل يصعب وصفه وتعبيره، متأثراً بالمدرسة الزجلية التي كان روادها آنذاك "خليل روكز وشحرور الوادي وأنيس روحانا وعلي الحج" وغيرهم الكثير ممن كانوا يبدعون هذا النوع من الشعر، لذلك يمكن أن أقول إن بدايتي في الشعر كانت في الزجل وخاصة في "الغزل" فهو الحامل آفاقاً إبداعية خاصة للشاعر وصوراً فنية تنم عن ثقافته وتطلعات شعره، وأول قصيدة كتبتها لم أبلغ منتصف عقدي الثاني من العمر، بعد أن تخمرت في ذهنيتي بأن الشاعر الذي لا يجيد كتابة الغزل لا يمكن أن يحمل مقومات الشعر بالصورة والإيقاع والموسيقا».
ولكن شاعرنا "ناصيف أبو حسون" يجيد الشعر النبطي كيف تأثر بالزجل وقرضه، واليوم هو واحد من الشعراء الشعر النبطي بجدارة رغم اختلاف مفرداته، سؤال طرحناه عليه فأجابنا بالقول:
«لأنني من جيل تربى على المفهوم الثوري والقومي والوحدوي، فقد تأثرت بقريحة الشعراء الزجل وصورهم وسرعة إبداعاتهم، لكنني لم انسلخ عن جلدتي التي ربتني على أنغام الحداء والجوفية والهجيني والشروقي، فأهلي ومجتمعي وتراب وطني وأصدقائي كانوا الحافز لي في قول القصائد الوطنية والحماسية التي تعبر عن الانتماء الوطني بالشعر النبطي، إذ بعد عودتي من لبنان وممارستي طقوس الوظيفية اليومية بدأت أنحو باتجاه الشعر الشعبي السائد في السويداء وهو الشعر النبطي بعيداً عن التعصب والإقليمية في المكان والزمان، وأول قصيدة نبطية كانت لي في الثمانينيات، إذ أتت نتيجة لقائي مع الشعراء الذين يكتبون هذا النوع من الشعر بغزارة، ولأنني أحب الشعر وأجيد تقطيعه بطريقة المقاطع الصوتية والموسيقا لم يكن أوزان الشروقي والهجيني بعيدة عني، والقصيدة عندي تخالط الروح والجسد معاً، وعند كتابتها أشعر بأنني أحمل مسؤولية كبرى اتجاه الأدب أولاً ونفسي ثانياً والقارئ ثالثاً، فالقصيدة تعذبني وأعذبها حتى تخرج إلى النور عذبة كتعذيبي لها ولي».
وعن المسابقات التي شارك بها بين "أبو حسون قائلاً: «أول مسابقة للشعر شاركت بها كانت في مهرجان المزرعة للإبداع الفني والأدبي دورة الشاعر "سليمان العيسى" عام 2004 حيث حصلت على الجائزة الثانية، وفي عام 2007 وحصلت على المرتبة الأولى، وعام 2010 انتدبت لأكون أحد أعضاء لجنة التحكيم للشعر الشعبي دورة الشاعر "يوسف الخطيب"».
وحول مساهمته في جمعية الأدب الشعبي وأصدقاء التراث بين قائلاً: «قبل عام 2006 بعقدين كانت محاولات لتأسيس جمعية للأدب الشعبي ولم تلق النور، حتى جاءت اللحظة المناسبة حيث تم الاجماع بأخذ قرار مع صحبة من الأدباء والشعراء بعد لقاء وكونا مجموعة من الأعضاء المؤسسين والبالغ عددهم خمسة عشر مؤسسا حيث أخذت التدابير اللازمة من الشؤون الاجتماعية والعمل لإحداث جمعية الأدب الشعبي وأصدقاء التراث، والتي تم إشهارها بالقرار رقم 116، عام 2006 ومازلت في مجلس إدارتها أعمل على نشر ثقافة الأدب الشعبي الذي هو جزء من نظامها الداخلي وأفخر أن أكون أحد مؤسسيها».