بين مجموعتي "بوح الياسمين، وقلب في مهب الريح" تقف تجربة الشاعر "سميح دليقان" على مقربة من الذاتية، بتميز واضح في ضلال السكينة والهدوء، لتشكل انزياحاً دلالياً في صورها التعبيرية والوصفية، بعد أن سلك طريقاً تجريبياً نحو القصيدة النثرية.
حول أعماله الإبداعية بينت الشاعر "ميسون شقير" لموقع eSwueda قائلة: «يحاول الشاعر "سميح دليقان" في مجموعته الثانية "قلب في مهب الريح"، وبكل جرأة تجاوز المجموعة الأولى "بوح الياسمين" بمسافة هي المسافة بين العادي والمدهش، وذلك بانسجام مع شخصيته المتسمة بالجدية والمثابرة والمرونة والقدرة على التجريب من خلال محاولته الجديدة في قصيدة النثر ومن خلال طرح بعض الرؤى الجديدة مثل قصيدة الوقت، وقصيدة هذيان، إذ تبدأ المجموعة بإهداء وقد كان بوابة رائعة للدخول إلى هذه المجموعة لمن يقرؤون كي لا يملأ الغبار عيونهم وتميز ببعض الصور الجديدة مثل أقفز كي أعانق الرصيف طفل يخربش في وجه دفتر، العمل بالشكل العام عمل رشيق خفيف على الروح يتسم بقصائد لها بنية القصيدة الكاملة وبمعرفة كاملة لما يريد الكاتب ومن يستطيع أن يتجاوز نفسه هو من يراهن عليه».
يحاول الشاعر "سميح دليقان" في مجموعته الثانية "قلب في مهب الريح"، وبكل جرأة تجاوز المجموعة الأولى "بوح الياسمين" بمسافة هي المسافة بين العادي والمدهش، وذلك بانسجام مع شخصيته المتسمة بالجدية والمثابرة والمرونة والقدرة على التجريب من خلال محاولته الجديدة في قصيدة النثر ومن خلال طرح بعض الرؤى الجديدة مثل قصيدة الوقت، وقصيدة هذيان، إذ تبدأ المجموعة بإهداء وقد كان بوابة رائعة للدخول إلى هذه المجموعة لمن يقرؤون كي لا يملأ الغبار عيونهم وتميز ببعض الصور الجديدة مثل أقفز كي أعانق الرصيف طفل يخربش في وجه دفتر، العمل بالشكل العام عمل رشيق خفيف على الروح يتسم بقصائد لها بنية القصيدة الكاملة وبمعرفة كاملة لما يريد الكاتب ومن يستطيع أن يتجاوز نفسه هو من يراهن عليه
موقع eSwueda التقى الشاعر "سميح دليقان" بالحوار التالي:
** الشعر شأنه شأن الفنون جميعاً يمر بفترات ذهبية وأخرى يصيبه فيها شيء من الوهن. الشعر اليوم برأيي يعاني من الوهن، وأقصد ضعف الإبداع، على الرغم من وجود بعض المبدعين الحقيقيين، إلا أن أكثر ما ينتَج هو بعيد عن الشعر والإبداع بصورة عامة ويميل للتكرار والنمطية والاستسهال.
** لا شك أن ثورة الاتصالات والمعلومات قد اختصرت الزمن والمسافات. أعتقد أن هذه الثورة جعلت المسافة بين الشاعر والمتلقي أقرب بكثير، ووفرت إمكانية التواصل بسرعة كبيرة، فالقارئ يستطيع البحث عن اسم الشاعر الذي يريده ويحصل على أشعاره مباشرة، كما يستطيع التعليق عليها بحرية كاملة. ومن خلال تجربتي الشخصية أتواصل مع العديد من الشعراء والقراء عن طريق البريد الإلكتروني والمواقع الإلكترونية.
** الشعر العربي متأثر بمفاهيم الحداثة منذ الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي، واليوم لا يزال هذا التأثر بالحداثة والتفاعل معها قائماً ضمن رؤى مختلفة لمفهوم الحداثة، وتدور في ساحات الشعر والنقد سجالات طويلة حول الحداثة وما بعد الحداثة. لقد طالت الحداثة مفهموم الشعر ككل والرؤيا الشعرية والقوالب الشعرية، فأفرز أشكالاً جديدة من التعبير الشعري.
** الصورة الشعرية لا تنسجم مع تقانات العصر الحديث بل مع الرؤيا الشعرية العصرية، فقد أصبح الشعر الحديث يعكس القلق والاغتراب، والشك باليقينيات الكبرى، والخوف على مستقبل هذا الكوكب وغير ذلك مما يشغل عقل الإنسان وروحه في هذا العصر. ومن سمات الصورة الشعرية في الشعر الحداثي أنها غائمة، ولا ترتكز على ركائز منطقية، وتجمع الأضداد وتبتعد عن النمطية والقولب التصويرية الجاهزة، ولا تسلم نفسها بسهولة للقارئ. بهذا المعنى تكون الصورة الشعرية منسجمة مع العصر.
** أنا أقف إلى جانب الشعر. أنا منحاز للشعر. لا أهتم كثيراً بالأشكال والتسميات. إما أن يكون هناك شعر أو لا يكون، وهذا هو جوهر الأمر برأيي. أما شخصياً فأنا أميل إلى قصيدة التفعيلة وأجدها أقرب إلى روحي، مع أنني أكتب في الأنماط الأخرى. إنها هذا المدى المفتوح كالكون الذي يسير في إيقاع عبقري.
** صدر لي مؤخراً مجموعة شعرية بعنوان "قلب في مهب الريح". أما بشأن الإضافة الجديدة إلى الديوان السابق فهذا أمر يحدده القراء ورأيي ليس مهماً في هذا الموضوع. إن الجديد الذي أستطيع الحديث عنه، دون الوقوع في مثلب الحديث عن الذات، هو تجربتي الجديدة في قصيدة النثر التي أترك للقارئ تحديد مدى نجاحها.
** أرى تأثير الثقافات الأخرى على الشعر، لأن اللغة ثقافة في نهاية المطاف، إن تأثر الشعوب بعضها ببعض أمر قائم منذ القديم، ولكن اليوم أصبح التأثر أكبر وأسرع بفضل ثورة الاتصالات. لا شك أن الشعر العربي الحديث باختلاف تياراته قد تأثر بالشعر الغربي والمدارس النقدية الغربية. ومن أكثر الأسماء الغربية تأثيراً أذكر "ت. إس إليوت وبودلير ونيرودا وسارة برنار" وغيرهم. أما إذا كنت تقصد تأثير اللغات الأجنبية كقوالب نحوية وأشكال في التعبير فإن ذلك موجود أيضاً، ولكنني أعتبره أمراً سلبياً، بخلاف التأثر الثقافي، لأن لكل لغة عناصر جمالية تميزها من غيرها، وتجعلها لغة أخرى، ولا يجوز مثلاً أن أتحدث الإنكليزية مستعملاً طرق التعبير العربية والعكس صحيح، وإن حدث ذلك فهو دليل على ضعف القدرة اللغوية في اللغة المعنية.