بين قصيدة النثر والتفعيلة وأشجار السنديان تغنى الشاعر "نواف رشراش كيوان" بسنديانه حينما عشق بيئته إلى درجة أنه لن يغيب عنها حيث قدم مجموعته الشعرية بعنوان "لن أهجر سنديانتي" متأثراً بحداثة الشعر وقصيدة التفعيلة والنثرية والعمودية.
حول أعماله الأدبية بيّن الإعلامي والأديب "رياض طبره" لموقع eSwueda قائلاً: «يتقن الشاعر "نواف كيوان" لغة الشعر المعاصر، فهو من أتباع المباشرة تارة والانزياح والدلالة الرمزية تارة أخرى متأثراً بأصالة السنديان الذي تغنى به، لذلك من يقرأ شعره يشعر بمدى ارتباطه وعمق ثقافته البيئية، وهذا ما يجعلنا نتساءل إذ كان السنديان شكلاً ومضموناً دالاً على التاريخ والأصالة، فإن الحرف المفخم والإيقاع السريع عند "نواف كيوان" واضح بزمنه وسرعة وصوله؟.. ربما لأنك تراه يقف أمام مضافة جده التاريخية متأملاً بحجارتها الرومانية، يناشد الماضي ويقف على صخرة المعاصرة الإبداعية، ليكتب التفعيلة والنثر في لحظة قراءة المستقبل والعمودي بإحساس وجوده وخلوده».
يتقن الشاعر "نواف كيوان" لغة الشعر المعاصر، فهو من أتباع المباشرة تارة والانزياح والدلالة الرمزية تارة أخرى متأثراً بأصالة السنديان الذي تغنى به، لذلك من يقرأ شعره يشعر بمدى ارتباطه وعمق ثقافته البيئية، وهذا ما يجعلنا نتساءل إذ كان السنديان شكلاً ومضموناً دالاً على التاريخ والأصالة، فإن الحرف المفخم والإيقاع السريع عند "نواف كيوان" واضح بزمنه وسرعة وصوله؟.. ربما لأنك تراه يقف أمام مضافة جده التاريخية متأملاً بحجارتها الرومانية، يناشد الماضي ويقف على صخرة المعاصرة الإبداعية، ليكتب التفعيلة والنثر في لحظة قراءة المستقبل والعمودي بإحساس وجوده وخلوده
موقع eSwueda التقى الشاعر "نواف رشراش كيوان" بالحوار التالي:
** نعم أراها ترى النور في ظل قصيدة التفعيلة ذلك أن الشعر كائن حي يتطور بتطور الزمن بما يعنيه هذا الزمن من تفاعلات اجتماعية وحياتية وأنماط متجددة ومتنوعة من سلوكيات وغيرها، وليس أدل على ذلك من أن قصيدة التفعيلة قد رأت النور في ظل القصيدة العمودية نتيجة للمتغيرات والمعطيات التاريخية العديدة التي طرأت على الساحة العربية في كافة المجالات.
** إن الشاعر يكتب حيث يجد نفسه بالتأكيد لذلك فأنني أجد نفسي أحياناً في القصيدة العمودية وفي أحيان أخرى في قصيدة التفعيلة أو قصيدة النثر.
لذلك فأترك لقلمي حريته الظرفية بأن يكتب حيث يجد الانطلاق والإبداع والتألق دون أي تكلف، أضف إلى ذلك فإن موضوع القصيدة يحدد أحياناً نوع القصيدة فعلى سبيل المثال في موضوع الحماسة أجد القصيدة العمودية ملائمة أكثر، وفي الغزل أنطلق في قصيدة التفعيلة أو قصيدة النثر.
** نعم يجد شخصيته... ذلك لأن الشعر الغزلي أصيل وأساس في الشخصية العربية وبما أن هذه الشخصية لم ولن تضمحل أمام العولمة بكل معطياتها لذلك فإن الشعر الغزلي سيبقى معافاً وقوياً بشكل دائم وأمام كل معطيات هذه العولمة ومن ناحية أخرى فإن الشعر الغزلي ما زال حاضراً وقوياً في بلاد الغرب التي انطلقت منها العولمة فكان الشعر في أي مكان هو المعبر الحقيقي عن إنسانية البشر وتطلعاتهم ورؤاهم وأفكارهم على اختلافها وفي كل العصور.
** نعم ولكن بحدود وذلك لأن التطور الذي حصل في البنية التركيبية للشعر قام المعظمة للشعراء أنفسهم ومنهم نقاداً فمثلاً حين نشأت قصيدة التفعيلة قام بها شعراء كبار من أمثال "بدر شاكر السياب ونازك الملائكة وصلاح عبد الصبور" وغيرهم في أواخر أربعينيات القرن العشرين غير مغفلين الجماعات الأدبية التي شكلت نقاطاً مضيئة في مسيرة شعرنا كجماعة "الديوان" بزعامة "عبد الرحمن شكري والعقاد والمازني" وقد تجلى نشاطهم في كتاب "الديوان" الذي أصدره "العقاد والمازني" عام 1921 حيث شنا فيه هجوماً عنيفاً على "أحمد شوقي" الذي كان يمثل قمة شامخة من قمم الكلاسيكية العربية حينئذ ونذكر في السياق نفسه نشور "الرابطة القلمية" لأدباء المهجر في أمريكا الشمالية عام 1929 وكان من أعضائها البارزين "جبران خليل جبران، نسيب عريضة، رشيد أيوب" وغيرهم غير متناسين الكتاب الذي أصدره في المهجر الأديب المهجري "ميخائيل نعيمة" وهو بعنوان "الغربال" ثم نشأت "العصبة الأندلسية" التي شكلها في المهجر الأمريكي الجنوبي لفيف من الشعراء العرب المغتربين من أمثال "رشيد الخوري، شفيق معلوف" وغيرهما، وكل هؤلاء الأدباء يدعون إلى التجديد في الشعر.
أما قصيدة النثر فقد ظهرت بشكل موسع مع ظهور مجلة "شعر" عام 1957 التي كتب بها شعراء كبار أمثال "جبرا ابراهيم جبرا وأنسي الحاج ومحمد الماغوط وأدونيس ويوسف الخال" وغيرهم، إضافة إلى مساهمة النثر الفني "لجبران خليل جبران" في نشور هذه القصيدة.
** كما ذكرت في الإجابة على السؤال السابق فقد قامت عدة نشاطات ودراسات أدبية نقدية عن الأدباء العرب في العصر الحديث لكنها كلها في رأيي لم تشكل نظرية نقدية بمعناها الحرفي ذلك لأن الشعراء العرب قد طوروا في شعرهم من القصيدة العمودية إلى قصيدة التفعيلة إلى قصيدة النثر متأثرين بالدرجة الأولى بالتطور التاريخي للواقع الغزلي من جهة وبالآداب الغربية من جهة ثانية ونذكر في نفس الوقت بعض الدراسات كدراسة الدكتور "نعيم اليافي" بعنوان "الشعر العربي الحديث: دراسة في تأصيل تياراته الفنية... الخ" ودراسة هامة تناولت الإبداع في الشعر بعمق مثل دراسة الدكتورة "خالدة سعيد": "حركية الإبداع في الأدب العربي" ودراسة "محمد بنيس" في المغرب بعنوان "ظاهرة الشعر المعاصر في المغرب" وكدراسة "يوسف حامد جابر" "قضايا الابداع في قصيدة النثر" وغيرها...