لم تكن تفاصيل الزمن المتكرر بادية على كتاباته ليكون "جهاد عقيل" كاتب تتحرر أفكاره من مراسيم الزمان في الوقت الذي يحرص فيه على توثيق المكان، ليقدم توليفة قصصية عمق ملامحها الفنية في تجاربه المتكررة والمتميزة.
موقع eSuweda حاور "جهاد عقيل" عن القصة القصيرة وتجربته الروائية للتعرف أكثر على هذا الكاتب الذي صنع من المحلية والمكانية وتفاصيل أخرى حالة أدبية متميزة نتعرف إليها معاً من خلال سلة الأسئلة والأجوبة القادمة.
هي تجربة محلية أدهشتني فيها تناول لبيئة المدينة وتاريخها أكثر جرأةً وأكثر تركيزاً على تفاصيل وقد تكون لأي شخص أخر أشياء اعتيادية انتقلت من المألوفية للتغريب وكانت الرواية رؤية طازجة لهذه الحكايات التي أرادت الشخصيات أن تقدمها للعامة أيضا، وهناك سبب آخر فهذه الرواية حاولت أن تتحايل على الزمن ولدينا في الأدب العالمي عموماً أعمال أدبية محدودة لأسماء كبيرة حاول أصحابها أن يتناولوا إشكالية الزمن، وكانت هذه الرواية هذيانات داخل الحلم داخل الذاكرة، ليأتي التناول الزمني جديد وتجريبي، ولتثير إشكالية عندما ظهرت فهل هي مجموعة قصصية أم رواية وهي عبارة عن مزج لكثير من الأجناس الأدبية تسفيد منها القصة القصيرة وكان التوزيع بالقصة عبارة عن عناوين داخلية تشبه القصة القصيرة لكن العلامة التجنيسية في متن الغلاف رواية، وهذا يدخل في نطاق الكتابة عبر نوعية أتقنها هذا الكاتب
** كتبت الشعر في فترة الشباب ولازلت عاشقاً له، لأننا بالشعر نحول الأشياء المادية ونمنحها قيمة عاطفية كبيرة، وقد شاركت بالمرحلة الثانوية بأمسيات شعرية، حيث قدمت في إحداها قصة قصيرة كتبتها كانت محاولتي الأولى تحت عنوان "في طريق الأرز" وكان لها صداً طيباً جعلني أخوض غمار التجربة لمرات ومرات، لأنني شعرت أن لدي فرصة لتقديم ذاتي بشكل أفضل فيه ملمح عقلاني يتلاقى مع القصة القصيرة.
** الأدب أكثر ذهاباً للإنسانية فعندما تمارس السياسة فإنك ستغوص في تفاصيل في الغالب قد تبتعد فيها عن عمق الحياة الإنسانية، ومن وجهة نظري الكاتب الذي يعبر من خلال القصة عن أفكار سياسية مسبقة يكون بذلك قد أخضع البناء الفني لشيء من خارجه، وقد نجد في كتابات "تشيخوف" ما يتماشى مع ذلك فقد كان معنياً بالحالة، وهذا ما جعلني أتجه لنوع خاص من القصص تتناول الحياة والموت الوجود تلك التي وجدتها أقرب إلى ذاتي، والمعنية بالحالة بشكل أساسي.
** معظم الكتاب الذين اشتغلوا القصة والرواية يعتبرون فن القصة القصيرة فن صعب، حيث تأتي الصعوبة من الطاقة المكثفة التي يبذلها الكاتب تجاه النص وهو عمليا بحالة من التكثيف والحالة تكون محافظة على الطزاجة إن صح التعبير، في الوقت الذي قد تستهلك كتابة الرواية عدة أعوام ليطغى شعور غريب على الكاتب، كأنه ليس هو ذاك الذي بدأ الرواية منذ عام أو اثنين وهذه رؤيتي الخاصة، أما القصة فهي عالم آخر لأنها حالة من التفرد وسط الضجيج وكلما ذهب للوحشة كلما كان قاص أكثر، فحالة القاص حالة مكثفة كمن يلتقط الرحيق، وليست ومضة كما يرى كتابها الذين يولون أهمية لتسارع العصر، ومن خلال تجربتي أشعر بالفرق في التعاطي مع الرواية والقصة كأجناس أدبية.
** لا أنكر تعمدي ذلك لكنني لا أتحدث عن المكان كمكان بل كحاضن لحدث ومتتم له ، ولاشك أن للمكان تفاصيل تعلق في الذاكرة تتراكم عبر سنوات طويلة وعندما ترتبط بحالة نعيش من خلالها بأجواء الحدث، وقد تجد هذه المحلية مطبوعة في أعمال عدد كبير من كتاب القصة على مستوى العالم، وبالنسبة لي أشعر أنها ضرورية لأنها أقرب للواقعية وتضيف ملامح الحياة إلى هذا المكان.
وبرؤية الباحث حدثنا الأستاذ "هشام خداج" طالب ماجستير قسم اللغة العربية جامعة "دمشق" الذي أنجز بحثاً عن رواية" معاطف البدايات" للكاتب "جهاد عقيل" وسيقدمه ضمن بحث يحمل عنوان "هرطقة الكائن الآخر" وقال:
«هي تجربة محلية أدهشتني فيها تناول لبيئة المدينة وتاريخها أكثر جرأةً وأكثر تركيزاً على تفاصيل وقد تكون لأي شخص أخر أشياء اعتيادية انتقلت من المألوفية للتغريب وكانت الرواية رؤية طازجة لهذه الحكايات التي أرادت الشخصيات أن تقدمها للعامة أيضا، وهناك سبب آخر فهذه الرواية حاولت أن تتحايل على الزمن ولدينا في الأدب العالمي عموماً أعمال أدبية محدودة لأسماء كبيرة حاول أصحابها أن يتناولوا إشكالية الزمن، وكانت هذه الرواية هذيانات داخل الحلم داخل الذاكرة، ليأتي التناول الزمني جديد وتجريبي، ولتثير إشكالية عندما ظهرت فهل هي مجموعة قصصية أم رواية وهي عبارة عن مزج لكثير من الأجناس الأدبية تسفيد منها القصة القصيرة وكان التوزيع بالقصة عبارة عن عناوين داخلية تشبه القصة القصيرة لكن العلامة التجنيسية في متن الغلاف رواية، وهذا يدخل في نطاق الكتابة عبر نوعية أتقنها هذا الكاتب».
الجدير بالذكر: أن الكاتب "جهاد عقيل" من مواليد "ذيبين" عام 1969صدر له عدة مجموعات قصصية منها "موت يومي..حقيقة ما" عام 1997و"عبور الضوء" 2010 ورواية" معاطف البدايات" عام 2007ورواية "عبور سمعان" مجموعات قصصية هامة مثل " لشجر واضح" وغيرها قيد النشر.