بدأ الأديب "وهيب سراي الدين" حياته بكتابة الرواية، فكانت سببا قويا لولعه باللغة العربية، وخزانا لوعيه في توجهه نحو الابداع.
موقع "مدونة وطن" eSyria بتاريخ 21/9/2012 التقى الأديب "وهيب سراي الدين" الذي أوضح تجربته الأدبية وبعض من سيرته قائلاً: «الوسط وما يتعلق بالوعي الظاهري والخارجي له تأثيره في بداياتي الأولية، وخميرة الخمائر، في التخزين والتكوين الإبداعي كما للوعي الباطني وعامل الظرف الذاتي على حد سواء، فأنا لست ابن كاتب، ولم يكن لدينا مكتبة في بيتنا لأقرأ، والدوافع الذاتية كانت حاسمة في توجهي الإبداعي نحو الرواية، ومذ تعلمت القراءة والكتابة، طمحت لأكون صاحب كتاب، فتولدت في نفسي جرثومة التأليف، وتلبّستني كهاجس، ورحت أمزج ما بين "أنا الذات" و"أنا الجمعي" وأتوق لأرى اسمي مطبوعاً في غلاف كتاب، لذلك كنت أتجول في طرق قريتي "المجيمر" لأجمع قصاصات مجلات أو جرائد ملقاة على الأرض، أخزنها وأعيد قراءاتها مرات وكذلك أستجدي صاحب الكتاب الوحيد في القرية ليعيرني أيّاه».
هو صديق القارئ يعرف كيف يأسر فكره ويضطره لمتابعته إلى النهاية، فيلهيه عن كل شيء إلا عن القراءة ومتابعة الأحداث
وعن بداياته في الكتابة أشار بالقول: «كنت مولعاً في مطالعة الأدب الشعبي، الأمر الذي أمدني بالخيال، وحب البطولة المغامرة، وكذلك كنت مولعاً باللغة العربية، وفي مكتبات المراكز الثقافية التي تسلمت إدارتها، تعرفت إلى أمهات الكتب العربية والعالمية المترجمة، في جميع الاختصاصات الفكرية والفلسفية، والاجتماعية، والعلمية، وبخاصة الأدبية، وقرأت الروائيين العرب والأجانب العالميين: "طه حسين، نجيب محفوظ، حنا مينة، دوستويفسكي، تولستوي، شولوخوف، أرنست همنغواي" وغيرهم، إذ قلما نجا روائي معروف من مطالعاتي الدقيقة وقراءاتي الفاحصة، وهكذا تزودت بذخائر فكرية، وخمائر فلسفية، اختزنتها لتؤتي أكلها في كتاباتي، وكانت تجربتي الروائية الأولى رواية "قرية رمان" عام 1965، ولما `رأيت تجربتي لم تنضج بعد، في المستوي الفني والمعالجة الإبداعية بصورة خاصة، أرجأت الكتابة ثلاث عشرة سنة، لأنجز روايتي الثانية "حفنة تراب على نهر جغجغ"، فنلت شرف عضوية اتحاد الكتاب العرب بناء عليها عام 1978 ».
ثم تابع: «ملت إلى كتابة الرواية أكثر مما ملت إلى كتابة القصة القصيرة، على الرغم أنني أقوم الآن في مزاوجة الكتابة في هذين الجنسين الأدبيين، وقد كتبت روايتين قبل أن أكتب قصة واحدة، وهذا بالتأكيد خروج عن المألوف، فالكتاب عادة يبدؤون بالقصة القصيرة، ثم يكتبون الرواية، والأسباب عندي تعود إلى الظروف الشخصية، وأهمها تعلقي المبكر بالأدب الشعبي بكل جوهره الإبداعي والفني والخيالي... واتساع إطلاعي وترسيخ مبدأ الشمول في منظور الحياة والوجود، في نفسي، ضمن مسار التطور والتغيير، وهذا ما تحققه الرواية.
أكتب الرواية بالأسلوب الواقعي ولكن الواقعية عندي لم تكن سهلة، بلي أراني أجهد نفسي في التخييل وحدوث الوقائع الدرامية، أتوخي دوماً أن أفك لغز الآتي، في الحياة والوجود والزمن، وأحيل إلى تجاوز حلقة الممكن إلى اللاممكن المغلق المجهول، علني أرى ضوء الكشف الخلاق الذي أستشرف به المستقبل، والواقع المرتجي، متخطياً الواقع الراهن المرفوض، وأوكد أن العمل الذهني أكثر إرهاقاً من العمل العضلي وتعب الرأس أشقي من تعب الجسد، لأن الأول يتعامل مع الطبيعة غير المنظورة على العكس من تعامل الثاني مع الطبيعة المنظورة، أي استنباط الواقع المشتهى لا يحدث تصوره إلا ببذل أقصي درجات الغوص، والتوتر والشفافية، لقد حافظت على أسلوبي الواقعي الذي يتناسب والطبيعة الفنية للرواية، مبتعداً ما أمكن عن الواقعية التسجيلية أو التقريرية القاسية، ومعظم شخوصي وأبطالي من الفلاحين والفقراء أو المناضلين، "كخلف الظاهر" الشاب المعدم بطل روايتي "حفنة تراب على نهر جغجغ "، و"حمود السلمان المناضل"، بطل روايتي "الرجل والزنزانة" لتبقى مقولة "الأرض والإنسان" التي أتخذها شعاراً لي ثابتة أبداً».
كتب الأديب الدكتور "عبد اللطيف اليونس" في جريدة الأسبوع الأدبي بعددها 66/ تاريخ 18/5/1999 عن الروائي "وهيب سراي الدين" قائلاً: « هو صديق القارئ يعرف كيف يأسر فكره ويضطره لمتابعته إلى النهاية، فيلهيه عن كل شيء إلا عن القراءة ومتابعة الأحداث».
يذكر أن الأديب "وهيب سراي الدين" عضو متقاعد من اتحاد الكتاب العرب له إصدارات عدة منها في الرواية: "قرية الرمان عام 1965، وحفنة تراب على نهر جغجغ عام 1978، الرجل والزنزانة عام 1988، سلاماً يا ظهر الجبل عام 1990، المهندسون عام 1993، مساحة ما من العقل عام 1995، اشتقاقات الفصل الأخير 1996، خيمة تخفق تحت الشمس عام 2001، شعلة لا تنظفئ عام 2004، حنين اللون الأزرق عام 2005، وما بين السطور ما بين الصخور عام 2008 ، وحدث في ذاك الزمان عام 2009، وحديث الذرى عام 2011".
أما المجموعات القصصية فهي " الرقيق عام 1985، الحل عام 1991، طائر الكريم عام 1992، العالم في سهرة 1994، بركة الطيور قصص للأطفال عام 1997، نفاد الرمل عام 1998، طيوف عام 2000، الرهان عام 2002، ثمة موت آخر عام 2006، إليك يا ذات النون عام 2007".
وفي الدراسات موسوعة السويداء مع مجموعة من المؤلفين عام 1995، ومن دفتر الكلمات عام 2007. وفي معنى العمل.
ومقالات أخرى في التربية والفن والمنطق العلمي عام 2012.