حين يكتب الأديب "فرحان الخطيب" فإنه يعتبر الرواية أو القصة حالة فكرية تشكل انعكاساً للواقع لأن هوية المجتمع هي حالته الثقافية حسب رأيه.
حول رواية "آلهة الدموع" تحدث الأديب "فرحان الخطيب" لمدونة وطن بتاريخ 2/4/2013 قائلاً: «الرواية العربية التي تقاذفتها أمواج القرن العشرين المنصرم، نجحت بهمة صانعيها بالوصول إلى شاطئ العمارة الروائية العالمية بتقدير واحترام، ما شجع حملة الأقلام المهتمين بحمل الواقع على أجنحة فن السرد يطلقون العنان لضخ أفكارهم في حاضنة الرواية العربية، واللافت للنظر أن شبابنا المدججين بأسلحة المعرفة الحديثة أغوتهم كتابة آبائهم، فأمتعتهم، فكتبوها بلغتهم المعاصرة، ولعلَّ الكاتب "أيوب الحجلي" من الجيل الشاب الذي أصر على إنجاز محطته الأولى في عالم الرواية ليضعَك أمامَ نفسك كقارئ ومشاركٍ في إعادةِ تشكيل عالمٍ منحازٍ إلى سمو النفس البشرية، كل ذلك محمول على متن لغةٍ سردية متماسكة، ترتاح مفردتها في سياق الجملة دون تكلّفٍ أو عناء. وهذا ما يؤشر إلى خطوة أولى في طريق طويلة لا يحتاج أيوب إلى الوصول إلى مبتغاه إلاّ إلى عينٍ ثاقبة، ونَـفـَـسٍ جموح، ورهانٍ على الذات، على الفوز بالذات، في ميدانٍ أقلُّ ما يقالُ فيه أنّه معترك، معترك الأدب الجميل».
الرواية العربية التي تقاذفتها أمواج القرن العشرين المنصرم، نجحت بهمة صانعيها بالوصول إلى شاطئ العمارة الروائية العالمية بتقدير واحترام، ما شجع حملة الأقلام المهتمين بحمل الواقع على أجنحة فن السرد يطلقون العنان لضخ أفكارهم في حاضنة الرواية العربية، واللافت للنظر أن شبابنا المدججين بأسلحة المعرفة الحديثة أغوتهم كتابة آبائهم، فأمتعتهم، فكتبوها بلغتهم المعاصرة، ولعلَّ الكاتب "أيوب الحجلي" من الجيل الشاب الذي أصر على إنجاز محطته الأولى في عالم الرواية ليضعَك أمامَ نفسك كقارئ ومشاركٍ في إعادةِ تشكيل عالمٍ منحازٍ إلى سمو النفس البشرية، كل ذلك محمول على متن لغةٍ سردية متماسكة، ترتاح مفردتها في سياق الجملة دون تكلّفٍ أو عناء. وهذا ما يؤشر إلى خطوة أولى في طريق طويلة لا يحتاج أيوب إلى الوصول إلى مبتغاه إلاّ إلى عينٍ ثاقبة، ونَـفـَـسٍ جموح، ورهانٍ على الذات، على الفوز بالذات، في ميدانٍ أقلُّ ما يقالُ فيه أنّه معترك، معترك الأدب الجميل
مدونة وطن eSyria التقت الأديب "أيوب الحجلي" وكان الحوار التالي:
** إن الرواية أو القصة هي حالة فكرية إبداعية، وهي تشكل مرآة الواقع التي تعكس الحقيقة وتقوم بطرح المشكلات وحلها، لذلك يجب أن يبرز هذا الدور في كافة الأزمات المتعلقة بالفكر الإنساني وخاصة الناحية الثقافية لأن هوية المجتمع هي حالته الثقافية، فإذا تصاعدت هذه الحالة بين كافة الشرائح انعكس ذلك على الواقع الاجتماعي وشكل أداة لازمة لحل الأزمات والإشكاليات مهما كانت ماهيتها أو مصدرها أو نوعها.
** تميزت الرواية والقصة العربية بمواكبتها لكل معطيات التطور الحالي وأخذت بشق طريق لها في مضمار الأدب العالمي بكل جدارة وهذا ما جعلها بالفعل تحتوي المكان والزمان ضمن الثورة الثالثة وأخذت على عاتقها النهوض بكافة الأجناس الأدبية العربية خارج نطاق المكان والزمان أو بشكل أدق المحلية.
** للقصة القصيرة روادها من كتّاب أو قرّاء كما باقي الأجناس وهي حاضرة ضمن الفعاليات الأدبية الأخرى وبشكل ملحوظ حيث إنها تظهر بومضاتها القصيرة وجع الواقع وآماله وتطلعاته وأتمنى أن تنال مكاناً في العالمية كما نالت الرواية العربية هذا المكان.
** من خلال الحركة الأدبية للقصة القصيرة والرواية نلاحظ أن هذا الإصرار يزداد في بعض الأقلام للوصول إلى مرحلة إبداعية تستحق المتابعة والتشجيع وهناك في المكتبة العربية كثير من الأمثلة من إصدارات حديثة العهد وسمت الأدب العربي بوسام الإبداع المتميز حقاً.
** لكي نصل إلى التميز في الإبداع لابدّ لنا من الارتكاز على قواعد الأمس الإبداعي من خلال بناء الجسور بين ما كُتب وما سيُكتب ولا نستطيع تجاهل من سبقونا بإبداعاتهم وعطائهم بشتى الأجناس الأدبية والتي تعتبر منارة لنا للمضي إلى الأمام فالحالة الفنية الإبداعية هي مسيرة كانت بالأمس وهي حاضرة معنا اليوم وستستمر إلى المستقبل.
** من مقومات النص الإبداعي هو توظيف الكلمة بمعناها الصحيح للوصول إلى الدلالة الصادقة، وفي ظل أزمة الكلمة والمعنى أصبح العمل أكثر عناءً للحفاظ على وحدة النص الإبداعي من كلمة ومعنى ودلالة وخاصة بوجود هذا الشرخ الكبير بين الكتاب والقارئ، وما يزيد في توسيع هذه الهوّة هو التوجه إلى النت والاتصالات السريعة إذ لا يمكننا تجاهل التطور الرقمي الحاصل، ولكن المعلومة الكاملة والوافية لن تأتي إلا من خلال الكتاب الورقي.
** حين بدأت بالتوجه نحو الأدب شعرت بأنني أميل باتجاه الرواية ذلك لأنها تحمل في مكوناتها عناصر المتخيل والسرد والزمان والمكان والحدث والحبكة والوحدة الشعورية المتكاملة واللغة التي تعبر في النهاية عن هوية الروائي وشخصيته وفكره وثقافته، أحببت الغوص في غمار الرواية حينما تأثرت بكتاب كثر وأدباء وروائيين لهم سطوتهم الإبداعية على الفكر العربي، واستطاعوا أن يخرجوا بإبداعهم الفني الحامل لهويتهم الثقافية بأحداث الواقعية المحلية إلى العالم الآخر وفرض هذا الأدب على المجتمعات الأخرى، ما جعلهم يحترمون مقومات أدبنا ويقدمون لأدبائنا العرب الجوائز الكبرى، لذلك اتخذت الرواية طريقاً لي بين الأجناس الأدبية.