افتتحت مديرية الثقافة في السويداء مهرجان أصداء الجبل للشعر العربي حيث كانت البداية مع الشاعر "فؤاد كحل" من "السويداء"، والذي قدم عدداً من القصائد الرائعة، ومنها قصيدة بعنوان الحياة حيث قال فيها:
«الحياة للذي لم يزل قادراً أن يجيد العمل أن يرى جيداً ويضيء الأمل
الحياة للذي لم يزل قادراً أن يجيد العمل أن يرى جيداً ويضيء الأمل للتي قلبها عاشقاً لم يزل والتي تتوقد كالطير في زرقة الروح والأغنيات الحياة للذي يجعل الأرض روحاً ترفرف مشدوهةً بالجمل الحياة للبطولة وهي تقاوم أعداء هذه الحياة
للتي قلبها عاشقاً لم يزل والتي تتوقد كالطير في زرقة الروح والأغنيات
الحياة للذي يجعل الأرض روحاً ترفرف مشدوهةً بالجمل
الحياة للبطولة وهي تقاوم أعداء هذه الحياة».
أما الشاعر "عبد القادر الحصني" الذي يذكرنا شعره بالصوفية والمتصوفين قال في أحد قصائده بعنوان "إلى شاعر": «إذا أيقنت أنك لا تُجارى فحاذر مع يقينك أن تُجاري
وجُز حتى غيابِك مثل نجم توخا أن يكون بلا مدار
فكن والشعر داليةً وخمراً معتّقتين من ماءٍ ونارِ
ودر بين الندامى مثلَ شمسٍ رداؤك ما يَرَون وأنت عاري
إلى أن يستبيك ويستبيهم نهارٌ من نهارٍ في نهارِ».
من جانبه، قال الشاعر عبد الكريم معتوق قصيدة مطولة عن "دمشق" الفيحاء جاء فيها: «لأنك عاشقٌ أبداً ترِّق
أقلبٌ في ضلوعك أم دمشقُ
كأنك والحجيج إلى رباها تدافع نفرةٍ يحدوك سبق
أتحتملُ الغيابَ وأنتَ منها بعادٌ عادَ أو قربٌ يشقّ
تيبَّست الشفاه فقلت عالِ أبلّل لعنتي فهواكِ عشقُ
أبلل منك صحراء القوافي إذا استسقاك بعد الجدبِ نطقُ
أمِنتَ مهابةَ الدنيا إذا ما حوتك الشامُ واستعداكَ خلقُ».
أما الشاعر الكبير "أحمد فؤاد نجم" فقد أثرى الأمسية بالعديد من أشعاره الجميلة، كما شاركته ابنته "زينب" في تقديم بعض القصائد المغناة، حيث قال في قصيدة مسافر: «يوم قبلتك قبلتك مسافر
ويوم افترقنا افترقتك مسافر
مسافر أيا سندباد
ودائماً تلف الزمان والبلاد
مسافر لأنك لاقيت الحقيقة
مسافر لأنك عرفت البعاد
وطال السفر يا صديقي الحبيب
وكان الأمل في اللقاء عن قريب
أشوفك وأبوس ابتسامتك وأضمك وأذوب جوا همك
أسافر طريقي وأنا في انتظار
أقابلك مسافر في نفس المسار
وطير يا حمام بالسلام والوداد
وترمي التحية على السندباد وقولوا لصاحبك في عز انتظاره يكتب ويحسب ليوم الميعاد».
وقال الشاعر "عبد الكريم معتوق" لموقع eSuweda عن مشاركته في المهرجان: «شاركت في العديد من الأمسيات الشعرية في سورية لكن مشاركتي اليوم في "السويداء" أميزها لأن جمهور "السويداء" متذوق للفن والشعر، وهذا ما لمسناه خلال هذه الأمسية الشعرية، وما أسفت إلا على شيء واحد هو قصر الوقت، فكنت أتمنى أن أقرأ قصائد عديدة عن الألم العربي بكل أبعاده، عن القضايا الاجتماعية، لكنها كانت أمسية رائعة بشعرائها وجمهورها».
وأكد "معتوق" على النجاح الذي حضي به المهرجان من خلال استقطاب جمهور كبير ملأ المسرح، وقال: «استقطاب هذا العدد من الحضور هو الأساس في نجاح الأمسية، وليس فقط أن تأتي بمجموعة من الشعراء والمبدعين، فإذا لم تجد متلقين لهم لن تجد تألق للشعر والشعراء، ولا تجد النجاح المرجو من أي مهرجان، وسورية خبيرة في إقامة المهرجانات على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية وقادرة على إنجاح أي مهرجان لأن الشعب السوري واعي ومثقف ومتابع بشغف للحركة الثقافية العربية».
الشاعر و الناقد "موفق نادر" قال عن الهدف من إقامة المهرجان في "السويداء": «تستحق "السويداء" هذا المهرجان، لأنها منبر للثقافة وتلفت إليها نظر القريب والغريب ولذلك رأى القائمون على مجلة أصداء والسيدة الدكتورة "فاتن زهر الدين" مديرة تحرير المجلة أن يقام هذا النشاط على أهم المنابر الثقافية في سورية، وأتمنى أن يكشف هذا المهرجان عن نصوص باهرة تلفت إليها الأنظار وأن يكون خطوة لإقامة المزيد من النشاطات المشابهة في السنوات القادمة، والهدف من هذا المهرجان هو تعزيز الثقافة الجادة من خلال مشاركة أسماء لامعة في الوطن العربي من الأدباء والنقاد والشعراء، أسماء اختيرت بعناية وتمثل أطيافاً ثقافية من مستويات عالية ومتباعدة فيجتمع هنا شعراء من البحرين والسعودية وتونس والمغرب بالإضافة إلى الشعراء السوريين، فهذه علامة جميلة على توحد واندماج ثقافة عربية ما أحوجنا إليها في زمننا المضطرب».
رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب في "السويداء" الأستاذ "إسماعيل الملحم" قال: «إن هذا المهرجان هو الأول من نوعه في المحافظ، ونأمل أن يكون فاتحة لمهرجانات نوعية تنهض بالثقافة، لافتاً إلى أن أبناء محافظة "السويداء" جديرون باستضافة مثل هذه الكوكبة من النقاد والشعراء العرب وتمثل القيم الثقافية والأدبية، فالنشاط الثقافي في محافظة "السويداء" مميز بتوقيته وتنظيمه من جهة وبنوعية الضيوف الذين تستضيفهم مراكزنا وهيئاتنا الأدبية من جهة أخرى».
وفي نهاية الأمسية قدمت فرقة الفنون الشعبية في السويداء عدداً من الأغاني والرقصات الشعبية.
وقالت الدكتورة "فاتن زهر الدين" رئيسة تحرير مجلة أصداء فلكية المنظمة للمهرجان: «أرادت مجلة أصداء فلكية إقامة جسر للتواصل بين المبدعين العرب من شتى أرجاء الوطن العربي، وقد عملنا فترة طويلة لإنجاح هذا المهرجان الذي يعبق بشذى الشعر العربي، ولينتشر أريجه في كل مكان وليغني مشاعرنا ويرتقي بأحاسيسنا، فأصداء الشعر هو المعنى الذي أردناه لهذا المهرجان، حيث تجتمع اليوم كوكبة رائعة من الشعراء العرب لتواجه تقسيمات السياسة ولتبتعد عن ترتيبات الاقتصاد، ويأتي اجتماعنا في هذا اللقاء الربيعي لنستمتع ونستمع إلى أشعارهم التي تردد أصواتهم».
بدوره محافظ "السويداء" الدكتور "مالك محمد علي" ممثل السيد وزير الثقافة راعي المهرجان قال : «تأتي مشاركة هذه الباقة المرموقة من الشعراء والأدباء والنقاد في هذا المهرجان دليل صادق على التواصل التاريخي والثقافي الذي يجمع أبناء الأمة الواحدة في قلب واحد وموقف واحد ضد كل أساليب الهيمنة التي يراد بها النيل من صمودنا ومن ثقافتنا وتراثنا، وسيبقى الأدباء والمثقفون والشعراء والمبدعون عنواناً لدعم صمودنا الزاهر».
وأحيى الأمسية الشعرية كل من "أحمد فؤاد نجم" من مصر و"عبد الكريم معتوق" من الإمارات العربية و"فؤاد كحل" و"عبد القادر الحصني" من سورية.