لا يمكنك الدخول الى قرية "صميد" الواقعة إلى الغرب من اتوستراد "دمشق- السويداء" وعلى مسافة 4 كم من دون أن تفكر بتلك المساحات السوداء العصية على الاختراق، ولذلك ينتابك الفضول الدائم والبحث المتواصل عن هؤلاء الذين سكنوا هنا في غابة من الحجارة يعلوها شجر البطم واللوز البري وعلى قدرتهم المتواصلة على زرع الحياة في قلب "اللجاة" بعد أن زرعوا الموت في نفوس أعدائهم أتراكاً وفرنسيين طوال عقود من الزمن.
مختار القرية السيد "فارس شلغين" الذي استقبل موقع eSuweda يوم السبت الواقع في 16/5/2009 قال لموقعنا: «يبدو أن اسم القرية لغويا ينبثق من الصمود، وعلى الرغم من صغرها مقارنة بكل القرى المجاورة، استطاعت أن تصد أضخم ثلاث حملات فرنسية معززة بالطائرات، وهي كما تشير الدلائل الأثرية مكانا مقدسا من أيام اليونان ويبلغ عدد سكانها حوالي الألفي نسمة، جزء كبير منهم قرر الهجرة الداخلية إلى "جرمانا" و"صحنايا" في ريف دمشق طمعا بالعيش الكريم، خاصة بعد حالة الجفاف المتواصلة طوال السنوات الماضية». وعن الخدمات المتوافرة في القرية قال المختار: «ليس لدينا الكثير لكوننا نتبع تنظيميا إلى قرية "مجادل"، فهناك نقطة طبية يزورها الطبيب يوما في الأسبوع وهناك مدرستين إعدادية وابتدائية، والماء متوافر بسبب البئر الارتوازي غير أننا نحتاج إلى بئر آخر من أجل الزراعة فالأرض على الرغم من وعورتها الا أنها بركانية، وقريتنا مخدمة بالهاتف والكهرباء».
ليس لدينا الكثير لكوننا نتبع تنظيميا إلى قرية "مجادل"، فهناك نقطة طبية يزورها الطبيب يوما في الأسبوع وهناك مدرستين إعدادية وابتدائية، والماء متوافر بسبب البئر الارتوازي غير أننا نحتاج إلى بئر آخر من أجل الزراعة فالأرض على الرغم من وعورتها الا أنها بركانية، وقريتنا مخدمة بالهاتف والكهرباء
السيد "فرحان شلغين" مخترع مادة الزيت من أشجار البطم قال لموقعنا: «في الفترة الأخيرة بدأ الغائبون بالعودة إلى القرية، فالأرض بانتظارهم، وخاصة عندما هطل الشتاء غزيرا علينا هذه السنة، وفي القرية 4600 دونم يتم زراعتها بالمحاصيل الحقلية المعتادة مثل القمح والشعير والبقوليات، والناس زرعت الزيتون بكثرة، وهي تربي الماشية من أبقار وماعز، غير أن الأهم من كل ذلك هو وجودنا في قلب اللجاة وهي ثروة بحد ذاتها إذا استطعنا حماية أرضها من الرعي الجائر وحماية حيواناتها المتنوعة من الصيد فنحن موجودون على كنز حقيقي لا نعرف قيمته الفعلية، ولذلك اطلب المحافظة على محمية اللجاة وعدم ترك منظمة اليونسكو وحدها في هذا الأمر فأشجار البطم واللوز يمكن ان تكون مصدر عيش محترم إذا عرفنا كيف نستثمرها».
السيد "شريف مسعود" قال عن تلال القرية: «هناك الكثير من التلال المحيطة بها أهمها "تل مطوق" الذي يقوم المهندس "جايد شلغين" باستثماره، و"تل المدحبر" و"تل الغزال" و"تل المغر" و"تل الشيح" ومنها تلال صغيرة تقوم الدولة باستثمارها كبقايا مقالع، وعلى العموم الهواء العليل القادم إلينا يبدو أن للتلال والأرض دور رئيسي فيه، ولذلك فالشتاء دافئ والصيف معتدل».