لا يبعد المركز الثقافي العربي في بلدة "شقا" كثيراً عن المعبد الأثري، أو ما يحب أن يسميه العامة "القصر"، وهو نظرياً لا يبعد كثيراً عن ساحة الآثار التي تشتهر بها البلدة الواقعة على بعد تسعة كيلومترات عن مدينة "شهبا"، والتي تعتبر من المدن الأثرية الخمس في جبل العرب.
غير أن القادم إليه لأول مرة يجد صعوبة في اكتشافه، نظراً لبعده عن مركز القرية، ووقوعه في الجهة الشمالية الشرقية منها، ولا يتمتع بأي دلالة توصل إليه.
إن الصالة غير مجهزة بمسرح وغرف كواليس لتنفيذ المسرحيات والعروض الفنية، وعدم وجود قاعة معارض، وشاشة عرض سينمائي، وعدم إحداث معهد للثقافة الشعبية في المركز. والشيء الذي نعاني منه دائماً عدم وجود وسيلة نقل لخدمة المركز، وبعده عن وسط البلدة، والحاجة لبعض الموظفين وخاصة لعامل حديقة
يقول الأستاذ "مرعي ركاب" رئيس المركز لموقع eSuweda يوم السبت 15/8/2009: «تأسس المركز الثقافي العربي عام 1996، وكان بناؤه مستأجراً ومؤلفاً من غرفتين وملحقاتهما، حتى العام 2003 عندما تم تسليم المركز الحالي من قبل فرع المؤسسة العامة للإسكان، وهو عبارة عن بناء طابقي مؤلف من قبو وطابقين وصالة، وتبلغ مساحة الطابق الأرضي 620 متراً مربعاً، ويحتوي على غرفة الإدارة، ومكاتب العاملين والاستعلامات والمرافق الصحية، أما الطابق الثاني فيضم قاعة مخصصة لمكتبة المركز الرئيسية، وقاعة للمطالعة، وقاعة للأطفال، أما الصالة الرئيسية فهي مجهزة لإقامة الأنشطة الثقافية وتحتوي على مئة وعشرين مقعداً ثابتاً، وأجهزة الصوت، وبالإضافة لذلك فهو مجهزٌ بتدفئة مركزية لجميع الطوابق والصالة، ويقع على مساحة أربع دونمات، حيث يحيط البناء حديقة نحاول أن نبقيها خضراء».
وعن المكتبة وما تضمه من كتب ومراجع، قال: «تضم المكتبة 4835 كتاباً متنوعاً في جميع أصناف الأدب والعلوم والمراجع التي تهم الناس على اختلاف مشاربهم، وهناك 375 كتاباً مخصصاً للأطفال، وسبع كتب أجنبية، و308 دوريات عربية. وقد بلغ عدد المشتركين في المكتبة 37 مشتركاً، وهم الرواد الذين يحق لهم الإعارة الخارجية، أما باقي الرواد فهم يقرؤون الكتب ضمن المركز حصراً، وقد لاحظنا أن عدد الرواد من الكبار يصل في الشهر الواحد إلى 130 شخصاً من الكبار، وحوالي 150 طفلاً».
أما أهم الأنشطة التي يطرحها، وأهم رواده فقال: «هناك نقاش دائم مع الرواد الدائمين عن أهم المحاضرات التي يرغبون فيها، ونحن نحاول إرضاء جميع الأذواق، فمنهم من يفضل الشعر والقصة، ومنهم من يفضل المواضيع العلمية والطبية التي تمس حياة الناس، إضافة إلى رؤية المركز في المهم من الأنشطة، وقد لاحظنا أن ما يقارب مئة شخص يترددون بشكل دائم على الأنشطة، وهناك ظاهرة ملموسة في حب الشعر الشعبي، وأمسياته، حيث يغص المسرح بالناس، وقد قدم إلى المركز أسماء كبيرة، كالروائي الكبير "حنا مينه"، والأستاذ "فايز فوق العادة"، والشاعر العراقي "عبد الرزاق عبد الواحد"، إضافة إلى المبدعين من أبناء المحافظة. أما عن سوية الرواد فهم من مثقفي البلدة وشعرائها وموسيقييها الكثيرين، إضافة إلى الضيوف من القرى المجاورة».
وعن الصعوبات التي تواجه العمل أكد "ركاب" أن المعوقات انحصرت في التنفيذ غير السليم للصالة الأساسية، وقال: «إن الصالة غير مجهزة بمسرح وغرف كواليس لتنفيذ المسرحيات والعروض الفنية، وعدم وجود قاعة معارض، وشاشة عرض سينمائي، وعدم إحداث معهد للثقافة الشعبية في المركز. والشيء الذي نعاني منه دائماً عدم وجود وسيلة نقل لخدمة المركز، وبعده عن وسط البلدة، والحاجة لبعض الموظفين وخاصة لعامل حديقة».
ويؤكد الأستاذ "مرعي ركاب" أن المركز يسعى إلى نشر الوعي الثقافي بين الناس، وتقديم ما يسهم في رفع السوية الثقافية، وتلبية حاجات الناس ضمن الإمكانيات المتاحة.