«علينا أن نجعل من الثقافة فعلاً شعبياً متكاملاً، لأن المؤسسة الثقافية لا تعلم الثقافة بل تعمل على تهيئة الظروف والمستلزمات لنشر الثقافة، والتربية المنزلية والأسرية تعتمد على العلم والتربية الحديثة والحوار واحترام الآخر وأفكاره وطروحاته، وعندما نحقق هذا نكون قد هيأنا مجتمعاً حاجته الأساسية الثقافة، وهذا ما نطمح إليه».
بهذه الكلمات عبر الأستاذ "جمال النداف" عن طموحاته وأحلامه على صعيد عمله كمدير للمركز الثقافي العربي في قرية "خلخلة" لموقع eSuweda وتابع: «أحدث المركز الثقافي في قرية "خلخلة" عام 2005 وتم تكليفي بإدارته، كنت الموظف الوحيد فيه، يقع ضمن مبنى البلدية الطابق الأرضي، ويضم ثلاث غرف: غرفة إدارة وغرفة مكتبة وقاعة للنشاطات تتسع لخمسين شخصاً، وفي النشاطات الكبيرة والتي تستوجب حضوراً كبيراً، نستخدم صالة الأفراح الموجودة بالقرية وبالمجان، وهذا جهد شخصي من صاحب الصالة، بدأت العمل بإخلاص ونشاط، واستطعت بفترة قصيرة جعل هذا المركز مركزاً متقدماً بعمله على مستوى المحافظة، وذلك بفضل الجهود التي بذلت والدعم المتواصل من الأهالي وكافة الفعاليات في القرية، يقع المركز شرقي القرية، على طريق "دمشق- السويداء"، وهو بعيد قليلاً عن مكان التجمع السكاني ولكن هذا الأمر لم يشكل عائقاً أمام إقبال الناس على النشاطات وتواصلهم المستمر مع إدارة المركز.
للأطفال حيز كبير من اهتماماتي ومنذ بداية عملي في المركز الثقافي، بدأت بالعمل لجذب الأطفال للمركز، قمت بتوزيع برامج مدرسية على طلاب الروضة وبعض الطلاب في الابتدائية كي يتقربوا من المركز الثقافي، وفعلاً بعد فترة وجيزة أصبحنا أصدقاء مع الأطفال وأصبحوا يزورون المركز باستمرار، وتطورت الفكرة وبدأت أبحث عن نشاط يجمعهم بشكل دائم وكانت ولادة صفحات ثقافية شهرية تهتم بشؤون الأطفال، يصدرها المركز الثقافي العربي في القرية، وكانت باسم "أمل المستقبل"، كان طموحي كبيراً لأن تستمر وتتطور لتصبح مجلة لهم، يكتب فيها الأطفال قصائدهم ورسوماتهم ونقوم بنشر صورهم، أصدرت منها تسعة أعداد شهرية وتوقفت بعدها بسبب الإمكانيات المادية التي لا تسمح بمتابعة هذا النشاط، ولم أنس طلابنا في مرحلة التعليم الأساسي، ففي كل عام أقوم بتقديم بطاقات شكر وتهنئة للطلاب المتفوقين ضمن احتفال على مستوى المدرسة، وأيضاً تكريم لطلاب القرية الناجحين في الشهادتين الإعدادية والثانوية ضمن نشاط فني يقوم به المركز، نحن نعمل ضمن إمكانيات متواضعة جداً، ولكننا ندرك عندما توجد الإرادة الصادقة، يولد العمل الصادق والمفيد للجميع، أتمنى أن يصبح للمركز بناء خاص به أسوة بالمراكز الأساسية، لنجعله مركز إشعاع للعلم والثقافة، لأني أدرك أن العلم هو الميزة الأساسية التي من خلالها يكون الإنسان قادراً على تحقيق إنسانيته ورقماً فاعلاً في المجتمع
وبعد عمل دام 12 عاماً في مجلس بلدية "خلخلة"، كلفت بإدارة المركز الثقافي العربي في القرية، لم أشعر بأن هذه الإدارة هي منصب، بقدر ما شعرت بالمسؤولية التي وقعت على عاتقي في إدارة شؤون الثقافة على مستوى عمل المركز، أقمت علاقات جيدة مع أهل القرية والطلاب الجامعيين وأهالي الأطفال من خلال الزيارات المنزلية والتواصل المستمر وبفترة بسيطة استطعنا جعل هذا المركز مركزاً متقدماً على ساحة المحافظة، حيث نقوم بنشاط أو اثنين في كل شهر، نشاطاتنا متنوعة ثقافية وأدبية وترفيهية ومنوعة وتستقطب عدداً جيداً من الحضور، أقمنا العديد من المحاضرات والندوات الفكرية والثقافية لعدد من الشخصيات والأدباء والمفكرين، منهم "أحمد برقاوي" و"يوسف سلامة" و"وليد معماري" و"علي عقلة عرسان" و"فايز عز الدين" و"فايز فوق العادة" و"ميساء سلوم" والدكتور "اسكندر لوقا" وغيرهم، ويرتاد المركز عدد كبير من أهالي القرية من الرجال والأطفال والنساء والشباب ومن المثقفين المهتمين بقضايا المجتمع وشؤونه، حيث يتجاوز عدد زوار المركز الدائمين خمسين شخصاً، مكتبة المركز غنية تضم كتباً متنوعة سياسية وثقافية وأدبية وطبية، وفي بداية تأسيس المركز، قدم أهالي القرية عدداً من الكتب تبرعاً لمكتبة المركز منهم الأستاذ "عبد الناصر المغوّش" مختار القرية الذي قدم 30 كتاباً وبعناوين مختلفة».
وعن تفاعل الأطفال مع المركز تحدث: «للأطفال حيز كبير من اهتماماتي ومنذ بداية عملي في المركز الثقافي، بدأت بالعمل لجذب الأطفال للمركز، قمت بتوزيع برامج مدرسية على طلاب الروضة وبعض الطلاب في الابتدائية كي يتقربوا من المركز الثقافي، وفعلاً بعد فترة وجيزة أصبحنا أصدقاء مع الأطفال وأصبحوا يزورون المركز باستمرار، وتطورت الفكرة وبدأت أبحث عن نشاط يجمعهم بشكل دائم وكانت ولادة صفحات ثقافية شهرية تهتم بشؤون الأطفال، يصدرها المركز الثقافي العربي في القرية، وكانت باسم "أمل المستقبل"، كان طموحي كبيراً لأن تستمر وتتطور لتصبح مجلة لهم، يكتب فيها الأطفال قصائدهم ورسوماتهم ونقوم بنشر صورهم، أصدرت منها تسعة أعداد شهرية وتوقفت بعدها بسبب الإمكانيات المادية التي لا تسمح بمتابعة هذا النشاط، ولم أنس طلابنا في مرحلة التعليم الأساسي، ففي كل عام أقوم بتقديم بطاقات شكر وتهنئة للطلاب المتفوقين ضمن احتفال على مستوى المدرسة، وأيضاً تكريم لطلاب القرية الناجحين في الشهادتين الإعدادية والثانوية ضمن نشاط فني يقوم به المركز، نحن نعمل ضمن إمكانيات متواضعة جداً، ولكننا ندرك عندما توجد الإرادة الصادقة، يولد العمل الصادق والمفيد للجميع، أتمنى أن يصبح للمركز بناء خاص به أسوة بالمراكز الأساسية، لنجعله مركز إشعاع للعلم والثقافة، لأني أدرك أن العلم هو الميزة الأساسية التي من خلالها يكون الإنسان قادراً على تحقيق إنسانيته ورقماً فاعلاً في المجتمع».