تعدّ شجرة العنب من الأشجار المهمة بأنواعها وأصنافها، وذات قيمة إنتاجية، لا بل حققت حضوراً تاريخياً في "جبل العرب"، وارتبطت بطبيعة المناخ والأرض بما يلائم زراعتها، تم إدخال أصناف جديدة ومهمة في القيمة والإنتاج، غير أن هذه الأصناف لا تستثمر بالطريقة المناسبة.
حول أهمية زراعة العنب وتنوع أصنافه، مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 25 أيلول 2016، التقت الدكتور "بيان مزهر" الباحث لدى الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية، رئيس قسم بحوث الكرمة والتفاحيات بـ"السويداء"، الذي بيّن قائلاً: «تعدّ شجرة الكرمة من الأشجار المهمة في "سورية"، وفي محافظة "السويداء" بوجه خاص؛ لكونها من أقدم الزراعات التي شهدتها المحافظة، إضافة إلى أنها ذات مرونة بيئية عالية تزرع في ارتفاعات متعددة باعتبار الصفر البيولوجي لها 10 درجة مئوية، إلا أنها تعاني العديد من المشكلات في كافة مستويات الإنتاج، حيث تراجعت المساحة المزروعة بالكرمة نظراً إلى استبدالها بشجرتي التفاح والزيتون، وحالياً تواجه تحدياً كبيراً؛ المتمثل بانتشار حشرة "الفيلوكسيرا"، ولا سيما أنه مازالت تعتمد طريقة إكثار أصناف الكرمة على جذورها، التي يطلق عليها "العقل"، وقد قامت الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية بإدخال تسعة أصول مقاومة للآفة، حيث يتم تقييم هذه الأصول لتحديد المناسب منها لظروف المحافظة، كما تم البدء حديثاً بتطعيم بعض هذه الأصول التي تناسب ظروف المحافظة في قسم الإنتاج النباتي لتوفير الغراس المطعمة بالتعاون مع قسم بحوث التفاحيات والكرمة؛ إذ إنه لا بد من تأمين كميات كافية من الغراس الموثوقة، وزيادة التوعية الشعبية بضرورة الانتقال إلى استخدام الغراس المطعمة على هذه الأصول لمواجهة انتشار هذه الآفة، وذلك من خلال إنشاء حقول مشاهدة».
لدينا أصناف متعددة قمنا بزراعتها، ونحن كمزارعين اعتمدنا "البلدي والسلطي" الملقب بسلطان العنب، لكن هناك دراسات وأبحاثاً أجريت تم بعدها إدخال أصناف جديدة لزراعتها في "السويداء"، وهي ذات قيمة غذائية وإنتاجية، وملائمة للبيئة المحلية التي نعمل فيها، ولشجرة العنب مكانة مهمة في قيمتها التاريخية والاجتماعية لدى الفلاحين؛ إذ قلما تجد منطقة إلا وتجد من يزرعها ويستثمر إنتاجها؛ لأنها فاكهة غنية بالمواد الغذائية والصناعة التحويلية، كـ"الدبس والزبيب والنبيذ"، وغيرها، وهي ذات إنتاجية عالية وصل وزن عناقيدها إلى 12 كيلو غراماً، ومن أصناف متنوعة
وعن أصناف الكرمة الجديدة، بيّنت الباحثة "علا الحلبي" في قسم بحوث الكرمة والتفاحيات ضمن مركز البحوث العلمية الزراعية بـ"السويداء"، قائلة: «هناك ناحية أخرى من المعوقات التي نصادفها، أهمها اقتصار الإنتاج على أصناف محددة، مثل: "السلطي، والبلدي، والحلواني"، مع إهمال لمجموعة كبيرة من الأصناف القديمة المعرضة للانقراض، مثل: "الأسود الحلواني، والعاصمي، والشموطي، والدربلي" ذات الأهمية الاقتصادية الجيدة، إضافة إلى كونها متأقلمة مع الظروف البيئية، ويوجد لدى الهيئة العامة مجموعة من أصناف المائدة الأجنبية الفاخرة، والمتفاوتة في مواعيد نضجها، التي تسمح بمد السوق بثمار الكرمة تبعاً لموعد نضجها، وهي: "كاردينال، وإيطاليا ممسك، ودايتي دي بيروت، والفونس لافاليه"، إضافة إلى وجود أصناف "الأشلميش اللا بذرية"، وأصناف تصنيعية يصنع منها أجود أنواع النبيذ عالمياً، كأصناف "تمبرانيلو وكابرينيهسوفنيون" كأصناف سوداء، و"شاردونيهوريسلنغ" كأصناف بيضاء؛ وهو ما يفتح مجالاً واسعاً للاستثمار الموجه. كما أن نمط التربية التقليدية الزاحفة يعدّ عائقاً أمام تطوير الإنتاج بناءً على أسس حديثة؛ إذ إنه إضافة إلى المساوئ العديدة لهذا النمط من التربية، فإنه لا يتناسب مع التطعيم على الأصول المقاومة؛ لذلك أصبح من الضروري الانتقال إلى طرائق التربية القائمة بأشكالها المختلفة "كأسية، أسلاك، عرائشية"، حيث تفضل التربية على أسلاك أو عرائش، ولا سيما في المناطق التي يتوفر فيها مصدر مائي دائم، إضافة إلى أنه يجب أخذ خصوبة الصنف بعين الاعتبار عند اختيار طريقة التربية السائدة "كوردونية، قصبية"، وكذلك أثناء التقليم؛ وهو ما يساهم في تطوير زراعة الكرمة في المحافظة، ويحسن العائد الاقتصادي من هذه الزراعة، التي لم تحقق حتى الآن الكفاءة الاقتصادية المرجوة».
وبيّن "يحيى السغبيني" أحد المزارعين في قرية "حبران" المشهورة بزراعة العنب، قائلاً: «لدينا أصناف متعددة قمنا بزراعتها، ونحن كمزارعين اعتمدنا "البلدي والسلطي" الملقب بسلطان العنب، لكن هناك دراسات وأبحاثاً أجريت تم بعدها إدخال أصناف جديدة لزراعتها في "السويداء"، وهي ذات قيمة غذائية وإنتاجية، وملائمة للبيئة المحلية التي نعمل فيها، ولشجرة العنب مكانة مهمة في قيمتها التاريخية والاجتماعية لدى الفلاحين؛ إذ قلما تجد منطقة إلا وتجد من يزرعها ويستثمر إنتاجها؛ لأنها فاكهة غنية بالمواد الغذائية والصناعة التحويلية، كـ"الدبس والزبيب والنبيذ"، وغيرها، وهي ذات إنتاجية عالية وصل وزن عناقيدها إلى 12 كيلو غراماً، ومن أصناف متنوعة».