أربعة عشر فناناً من مختلف الفئات العمرية ومختلف المحافظات السورية قدموا ما يزيد عن مئتي لوحة فنية تشكيلية أمتعت حضور مهرجان "أم الربيعين" في دورته التاسعة.
حيث حضر المهرجان فنانون حملوا أعمالهم ليقدموها في "صافيتا" قاصدين المتعة والتعارف واكتساب المزيد من الخبرات.
إن المعرض رائع وتنوع اللوحات جميل يجمع تضاريس وحضارات وتقاليد سورية وخاصة اللوحات الطينية المعبرة جداً عن البيئة الجبلية وبشكل تشكيلي فريد وجميل فهي مريحة للنظر كثيراً
يقول الفنان "كاسر أسعد" من محافظة "اللاذقية": «بعد أن تلقيت الدعوة للمشاركة في مهرجان "أم الربيعين" جهزت خمسة من لوحاتي المفضلة لدي والتي تمثل طبيعة مدينتي لأبرز بها الجمال الموجود فيها، وهي لوحات عن البحر وطبيعة البحر في جميع حالاته الهادئة في فصل الصيف والهائجة في فصل الشتاء والشاعرية والرومانسية في عيون العشاق والمغرمين، والعملية حين استخدام البحر إما للصيد أو لحركة الملاحة، إضافة إلى اللوحات الجبلية الخاصة بالجبال الساحلية التي أنتمي إليها، وجئت منها لأبرز جمال طبيعتها وخصوبة أرضها فهي هويتي.
وعملياً هذا هو دور الفنان أن يبث أفكاره عبر فنه إن كان رسماً أو نحتاً أو موسيقا وأتمنى أن يدرك الناس الأفكار التي نطرحها في أعمالنا لأن الحركة الفنية هي وليدة المجتمع والناس».
ويضيف: «لقد شاركت في عدة مهرجانات محلية وعربية فالمهرجانات تؤمن الاحتكاك مع الآخرين للاطلاع على تجاربهم والاستفادة منها أو الإضافة عليها والتعارف بين الفنانين فهي تجمع حضاري إبداعي فيه تتمازج الأفكار، وتكتشف حالات أخرى عند الآخرين ويؤمن للفنان الأجواء الخاصة لتعريف الناس بفنه وإبداعاته في بلده وخارج بلده، أي يخرج الفنان خارج الجغرافية الخاصة به، فأنا بحاجة إلى جمهور "صافيتا" كما أنا بحاجة إلى جمهور "اللاذقية" ولكل الجماهير المثقفة فنياً».
ويرى الفنان "محمد علي" وهو مشارك بعدة لوحات رسم زيتية وتصوير ضوئي أن المشاركة في المهرجانات تقدم الدعم للفنان حيث يقول: «يمكننا من خلال المهرجان عرض لوحاتنا والتعرف إلى فنانين آخرين، والاستفادة من أفكار اللوحات المعروضة للخروج بلوحات أخرى ذات مضمون مغاير للمضمون الأساسي، ينسجها الفنان من وحي خياله ويضيف إليها إبداعات الخاصة.
وأحاول من خلال لوحاتي التشكيلية أن أخلق حواراً بيني وبين المشاهد حول فكرة ما فالمشاهد الذي ينظر إلى لوحتي بتمعن وملاحظة سيكتشف هذه الفكرة المرسومة بالريشة».
وعن مضمون لوحاته يقول: «لوحاتي تعبر عن البحر والطين فأحب بشكل عام الصخور البحرية وأهتم بالآثار والمنازل القديمة التي أحاول الوصول إليها في أي مكان كانت في البلاد لرسمها، ومن اللوحات التي عرضتها اليوم رسم لشق "معلولا" الذي يعبر عن الديانات القديمة والقديسة "تقلا"، ولوحة عن صخور "جبلة" التي رسمتها من طبيعة بحر وصخور "جبلة"، وأيضاً منزل ريفي من منطقة "مصياف" إضافة إلى منازل طينية من مدينة "حمص"، وهذا التنوع زاد معرفتي مع الآخرين وتعرفت على حضارات مختلفة وكيف عاش أهلها».
وتقول الآنسة "ندين علي" من الحضور: «إن المعرض رائع وتنوع اللوحات جميل يجمع تضاريس وحضارات وتقاليد سورية وخاصة اللوحات الطينية المعبرة جداً عن البيئة الجبلية وبشكل تشكيلي فريد وجميل فهي مريحة للنظر كثيراً».
في حين أعجب السيد "جميل رطل" باللوحات الزيتية المعبرة والرسم الكاريكاتوري ويقول: «لاحظت وجود أسماء لفنانين من مختلف المحافظات، وهذه فكرة رائعة لجمع الفنانين من مختلف المحافظات في مهرجان واحد، حيث تميز المعرض بكثرة أعماله وبفنانيه المعروفين، وهذا برأيي شكل من أشكال اللقاء الفني الضروري لإغناء الحركة الفنية التشكيلية في "طرطوس"».