من ضمن فعاليات مهرجان "صيف طرطوس 2010" يشهِد "كورنيش البحر" معرضاً للتصوير الغرافيكي، الذي يشارك فيه عدد من الفنّانين لعرض لوحاتهم الرسوميّة وأعمالهم التشكيليّة، والتي تنوّعت مواضيعها بين فنّان وآخر رغم ضيق المساحة التي يشغلها المعرض على الرصيف.
تجوّلت كاميرا "eSyria" بين أقسام المعرض حيث شرح لنا الفنّانون فكرة أعمالهم، فيقول الفنّان "جورج شمعون": «نشارك في المهرجان بلوحات فنيّة يتنوّع فيها الأسلوب والمادّة المستخدمة في الرسم، والفنّانون المشاركون هم من معهد "أورنينا" للفنون، وهم الدكتور "محمّد الحاج صالح" بعملين نحاسييّن، والفنّان "علي فاضل" بعملين غرافيك "بالرصاص"، والفنّانة "سماهر دلاّ" بعملين زيتييّن للطبيعة الريفيّة، والفنّانة "سنا زغيبة" بعملين نحاسيّين وأخيراً أشارك أنا بعملين زيتييّن على الخشب وعملين زيتييّن على القماش».
ذكرت لكم أنهم يشاركون بعدّة لوحات لكن للأسف هم غير متواجدين حاليّاً لذلك فوصف اللوحة والحالة النفسيّة التي تنقلها هي من اختصاص الفنّان صاحب اللوحة، ولا أقصد من ذلك فلسفة حديثنا كما يُقال، لأن كل لوحة تُرسم في حالة معيّنة تخص الفنّان بالتالي تنقل معها جو معيّن يقدر أي متابع للفن والرسم على وصفه، لكن الجانب الخصوصي في اللوحة يبقى من اختصاص صاحبها
في لوحات الفنّان "جورج شمعون" هناك تداخل للألوان وانطباع الصورة بالصفة الرمزيّة للمشاهد العادي، يحدّثنا عن ذلك الأستاذ "جورج" بالقول: «عملي عبارة عن قصيدة للشاعر الفرنسي "غيفيك" الذي كتبهاعن الشاعر العربي "أدونيس" وأنا قمت بترجمتها إلى شكل بصري، وجمعت بين الزخارف الشرقيّة مع الغربيّة لأنّ أدونيس لم يُلغ حضارة الآخر، فشبهتهُ "بالفراش" مرسوم من ضوء النار وهو "الفراش" الخالد وهو "أدونيس"، أمّا لوحتي الثانية فهي تمثّل "عشتار أوغاريت" مرسومة على شكل "فراشات" وعازفة ناي وفق أسلوب الاختزاليّة الواقعيّة أو الأصح "السرياليّة"، لأنّ "السرياليّة" حالة نفسيّة أكثر مما هي "مدرسة تشكيليّة"، والجو العام لإعمالي يركّز على الشخص الأثيري وليس الحقيقي من لحم ودم، وأنا أُؤكّد في أعمالي أننا كأشخاص لنا أثر على المكان فنحن زائلون والمكان باقٍ، لذا وجِب علينا ترك أثر في هذا المكان ليبقى وبالتالي يُبقينا معه».
الدكتور "محمّد الحاج صالح" جمع بين طب العيون والشعر والرسم الذي يعيش فيه تجربة جديدة كما يقول، فالرسم بالضغط على "النحاس" هو تجربته الجديدة التي يقول فيها: «تجربتي الحاليّة هي ما اشتهرت به "سوريّة" دون غيرها، فسابقاً كانت رسومي "أكرليك وزيتي" أمّا الآن فأنا أرسم بالضغط على "النحاس"، حيث يتم الرسم على أحد وجهيّ لوحة النحاس ومن الجهة المقابلة يتم تنقير "النحاس" بأدوات متعدّدة ليصبح الرسم نافرا على الوجه الحقيقي للّوحة، وأعمالي فيها ثلاثة جوانب ظاهرة، الأولى أنها مستوحاة من عالم الشاعر "عُمر الخيّام" وهي تعبير عن حالة صوفيّة ممزوجة "بالخمرة" التي تمثّل "الخمرة" الروحانيّة الصوفيّة بالنسبة "لعُمر الخيّام"، والثانية أن الصور مأخوذة من تصاميم "فارسيّة" يمثّلها شعريّاً "عُمر الخيّام"، أمّا الأمر الثالث فهي الزخرفة والدقّة في تنقير اللوحة والتي تحتاج لوقت طويل».
في حين اتجهت الفنّانة "سماهر دلاّ" إلى رسم الطبيعة بعناصرها وألوانها وهي تقول في ذلك: «رسمت لوحتين، واحدة رسم طبيعي "انطباعي" من الريف بمكوناته الحقيقيّة وألوان الطبيعة عبر مجموعة من الأشجار والدروب الريفيّة الصغيرة، أمّا الثانية أيضاً من الريف وهي عبارة عن باب من الخشب مع الحجارة المحيطة به وهي تحكي قصة التراث الريفي المكوّن من مواد الطبيعة دون أي مواد صناعيّة في مكوّناته، وتعكس ألوانه الألوان الشرقيّة القويّة المستمدّة من "الأحمر والأزرق والأصفر" وهي ألوان كانت مستعملة في أساس البيت قديماً من "الحصائر" الى الأدوات المنزليّة الأخرى و"أطباق القش"، وفي جانب آخر فأنا أعمل في رسومي على حالات المرأة في المجتمع، محاولةً عكس حاجات المرأة والتعبير عن آمالها وأحلامها مع تصوير واقعها المعيش».
أمّا عن لوحات الفنّانين "علي فاضل" و"سنا زغيبة" فيقول الأستاذ "جورج شمعون": «ذكرت لكم أنهم يشاركون بعدّة لوحات لكن للأسف هم غير متواجدين حاليّاً لذلك فوصف اللوحة والحالة النفسيّة التي تنقلها هي من اختصاص الفنّان صاحب اللوحة، ولا أقصد من ذلك فلسفة حديثنا كما يُقال، لأن كل لوحة تُرسم في حالة معيّنة تخص الفنّان بالتالي تنقل معها جو معيّن يقدر أي متابع للفن والرسم على وصفه، لكن الجانب الخصوصي في اللوحة يبقى من اختصاص صاحبها».
إنّ وجود هذه اللوحات في مهرجان "صيف طرطوس" ربما أعطاها قيمة أخرى وبعداً آخر وليس القصد تقييم المعرض وإنما اجتماع الناس على اختلاف انتماءاتهم الاجتماعيّة، جعل عدد المشاهدين لهذه الأعمال الفنيّة يبلغ نسبة كبيرة أكثر من وجودها في معرض مغلق.