ست وعشرون لوحة تشكيلية لستة عشر فناناً، شهدت على ولادتها الطبيعة الجبلية في قرية "الملاجة" بما فيها من أشجار السنديان والبلوط ونبع "عين البعيدة" في منطقة "المسيل" التي احتضنت فعاليات عرض هذه اللوحات في الهواء الطلق، ضمن انطلاق فعاليات مهرجان "السنديان" الثقافي بدورته الرابعة عشرة.
eSyria زار المعرض التشكيلي والتقى الفنان العالمي "بهرام حاجو" المغترب في "ألمانيا" منذ حوالي أربعة وثلاثين عاماً، ليحدثنا عن أهمية المعرض، ومشاركته فيه، فيقول: «دعيت للمشاركة في المعرض التشكيلي لمهرجان "السنديان" الثقافي لأول مرة هذا العام، حيث كان لي شرف المشاركة بلوحات تعبر عن علاقة الرجل بالمرأة، وهو الموضوع الذي أحب التعبير عنه دوماً في أي ملتقى أو محفل فني تشكيلي، وما دفعني وحرضني للرسم المستمر وعرض ما استطع من فن وثقافة يساهم في إغناء هذه التظاهرة الثقافية الفريدة من نوعها من حيث الشكل والمضمون، هو الطبيعة والسكان الذين أعطوني شعوراً للقدوم كل مرة للمشاركة في هذا المهرجان مهما كان الطريق طويلاً، لأن ما وجدته هنا من حفاوة وتكريم وعناية قبل المجتمع الأهلي والقائمين على المهرجان يصعب الالتقاء به في أي مكان آخر مهما بلغت نسبة ثقافته ومحبته للفن بشكل عام».
أعجبت بطريقة العرض التي قدمت من خلالها الأعمال، على الرغم من ضعف الإمكانيات وبساطة التجهيزات الموجودة في موقع المهرجان
ويتابع: «شاركت في ملتقيات عالمية كثيرة وكبيرة بما فيه الكفاية، ولكن مشاركتي في مهرجان "السنديان" هذا العام تركت انطباعاً مختلفاً في نفسي، نظراً لما يتمتع به أهالي قرية "الملاجة" من كرم وطيبة وعطاء وحب للثقافة يندر وجودة في أي مكان آخر في "سورية"، ما يدل على تطور الذائقة الفنية للمتلقي في هذه الرقعة الصغيرة من أرض الوطن، الذي أظنه يحتاج للكثير من أمثال هؤلاء البشر، ليساهموا في بنائه».
وتقول الفنانة "ريم يسوف": «المكان الخصب منحني الطاقة والأفكار لتقديم عملين عملت عليهما بحركة الجسد والقطة الحيوان الأليف، أي حركة الجسد ككل من جسد ثان».
أما الفنانة "عتاب حريب" فتقول: «مهرجان "السنديان" في "الملاجة" مهرجان عريق ويكفيه اسم الشاعر الكبير "محمد عمران"، حيث كانت مشاركتي متميزة مع مجموعة من الفنانين والشعراء، لأنها إغناء وتحاور فيما بيننا، واطلاع بعضنا على تجارب بعض في جو مشحون بالمحبة والصدق والفن والثقافة والحياة الراقية، وهذا جعلني سعيدة جداً بوجودي ومشاركتي في معرضه التشكيلي، حيث كانت مشاركتي كبيرة وسط تدفق مشاعر هائلة، نتيجة الجو الملائم والطبيعة الملائمة، التي أتاحت لي هذه الفرصة، والتي لم أجدها في أي مكان آخر، وهذا التحريض للمشاعر دفعني لرسم الطبيعة الخضراء بما فيها البحر الرقراق بمشاعره الدافئة وزوارق "الطرطوسية"، إضافة إلى الطبيعة الجبلية، ما أنتج خليطا بين المنازل والطبيعة والبحر في لوحاتي، فهي صور معاصرة من وحي المكان بلغ عددها سبع لوحات بالألوان المائية والإكريليك».
وعن رأيها بالمعرض بشكل عام تقول: «نوعية المشاركين في المعرض ممتازة، يمكن رؤيتها من خلال ولادة لوحة كل فنان أمام الفنانين الآخرين المشاركين، ما يخلق تحريضا لولادة مطبخ فني غني بالمهارات الفنية المتميزة التي يرغب بمشاهدتها كل فنان، فلكل فنان تكنيكه الخاص الذي أهداه للفنان الآخر كتحاور فني فريد، لذلك يمكن القول إن نتاج هذا المعرض التشكيلي يوازي الثقافة التي تمتلكها "طرطوس" لأن الفنانين المشاركين هنا من الرعيل المخضرم الذي يمتلك أسلوبا مميزا على مستوى العالم».
في حين قدم الفنان "عدنان عبد الرحمن" المشارك لأول مرة في مهرجان "السنديان"، لوحتين الأولى بعنوان "من وحي الملاجة" رسم فيها الشجر والطبيعة بما فيهما من خضار باللون الرمادي المفضل لديه عند تدفق المشاعر الفنية، والثانية ذات طابع تجريدي بحت.
ويضيف: «أعجبت بطريقة العرض التي قدمت من خلالها الأعمال، على الرغم من ضعف الإمكانيات وبساطة التجهيزات الموجودة في موقع المهرجان».
وفي لقاء آخر مع الأستاذ "يوسف أحمد" المشرف على أعمال المعرض التشكيلي، قال: «لقد تم اختيار الفنانين المشاركين في هذه الدورة من المهرجان من سوية فنية عالية وأصحاب قامات وباع طويل في مجال الفن التشكيلي، وذلك من قبل لجنة خاصة بالمهرجان من ضمنها فنانين مشاركين في المهرجان سابقاً، حيث يشارك الفنانون هذا العام بولادة لوحات فنية من وحي طبيعة المكان».
ويضيف: «عدد اللوحات المشاركة في هذا المعرض بدورته الرابعة عشرة، ست وعشرين لوحة فنية تشكيلية، أنجز بعضها في ساحة الملتقى، والبعض الآخر في طبيعة المنطقة الجميلة، التي عاشوا فيها مرحلة مخاض ولادة لوحات من وحي المكان».
وعن الفنانين المشاركين يقول: «شارك في المعرض حوالي ستة عشر فنانا هم على سبيل الذكر لا على سبيل الحصر، "نهاد الترك" من محافظة "حلب" و"عبد الله مراد" من "حمص" و"ادوار شهدا" من "دمشق" و"غسان نعنع" و"بهرام حاجو" من الجزيرة و"علي مقوص" من "اللاذقية" و"ريم يسوف" من "دير عطية" و"عتاب حريب" من "دمشق" و"حمود شنتوت" من "دمشق" و"محمود شيخاني" من "حمص" و"فاروق قندقجي" مقيم في "دمشق" و"ناصر حسين" و"عدنان عبد الرحمن" و"محمد نهر الدين" من العراق».
أما السيد "محمد حسن" أحد الحضور فقال: «تجربة هذا المعرض تجربة غنية بالخامات والإبداعات التي استطاعت طبيعة المنطقة تحريضها لتحويل طاقة هذه الخامات والقامات الفنية العملاقة إلى لوحات عبرت عن الطبيعة والسكان وفق وجهة نظر خاصة لكل فنان عن الآخر».