ما بين الشعر العمودي وقصيدة التفعيلة والنصوص النثرية، تنوعت أبنية القصائد والروايات الفنية التي ألقيت خلال الأمسية الشعرية ضمن فعاليات مهرجان "أم الربيعين" بدورته العاشرة، وذلك بمشاركة مجموعة من الشعراء والأدباء والقاصين الذين حضروا لمدينة "صافيتا" من عدة محافظات "سورية"، منها "السويداء" و"حمص" و"دمشق" ومدينة "طرطوس"، لتقديم تحية للشاعر الراحل "ابراهيم عبد الهادي".
حيث تميزت هذه الأمسية بتنوعها الأدبي والثقافي، والإلقاء الارتجالي لمعظم القصائد، وملامستها للهموم والقضايا الإنسانية والوطنية والاجتماعية، إضافة إلى الحضور البارز للمرأة في معظم هذه النصوص.
إصرار أساسي على تكريم شاعر لم تمهله الحياة ليحصل على ما يستحقه، حيث إن فكرة المهرجان بحد ذاتها تغري للمجيء
موقع eSyria حضر الأمسية، والتقى القاص "جميل سلوم شقير" المشارك من محافظة "السويداء" بهذه الأمسية، والذي حدثنا عما قدمه قائلاً: «تناولت مجموعة من القصص الاجتماعية المعاصرة، التي تصور بعضاً من القيم الاستهلاكية الحديثة، التي تروج في مرجعياتها الثقافية لعدد من القيم والظواهر السلبية في المجتمع المعاصر، في إطار روائي يسلط الضوء على جملة من العلاقات الاجتماعية والسلوكيات الخاطئة».
وأضاف: «حاولت من خلال قصتي "بابل والأسطورة العريقة"، ابتكار أسطورة غير موجودة بالأصل، للتعبير من خلالها عن كل ما يجب أن يقال فيه على لسان الأسطورة».
في حين أظهر الشاعر "خالد بدور" من "سلمية"، من خلال القصائد التي ألقاها من مجموعته "حواء مملكة الموت"، المرأة بكافة جوانبها، وذلك لأنه كما قال: «أعتبر المرأة مملكة الحياة، حيث قدمتها من خلال قصائدي بطريقة كلاسيكية ذات قافية، متأثراً بذلك ومتطبعاً بعشق الشاعر الكبير الراحل "نزرا قباني"، في عشقه للمرأة وتصويره لها، إضافة إلى قصائد أخرى وطنية تغنيت فيها بالوطن وجمال طبيعته».
وعن أهمية وقوف الشاعر على منبر ومحاكاة جمهور المستمعين من خلاله، يقول: «المنبر هو وسيلة لظهور أي شاعر، وأي شاعر غير قادر على تحريك الجمهور عبر هذا المنبر فهو ليس بشاعر، لأنني اعتبر الإحساس من مميزات الشاعر».
وتمتع الأستاذ "هاشم علي" من أهالي مدينة "طرطوس" بحضوره الأمسية الشعرية، وسماعه لما ورد على لسان كل مشارك، حيث قال: «تمتعت حين سمعت شعر "ميسون شقير" بإحساس القرب الذي منحتني إياه بشكل كبير، وكأني أعيش معها وأتحدث إليها بشكل يومي، أما الأستاذ "عادل نعيسي" في قراءته لرواية الأديب "موسى العلي"، فقد أعطاني تعابير ومصطلحات جعلتني أعيش في أجواء الرواية والعمل، في حين أن الأستاذ "جميل شقير" رسم بكلماته لوحة فنية عرضت كفيلم قصير ممتع، وهذا شيء فني ظهر في النهاية كلوحة تشكيلية يعجز عن تقديمها الفنان التشكيلي برأيي».
وقدم الشاعر "نافع غانم" قصيدة إهداء إلى "أم الربعين" كلفته منه لأهمية هذا المهرجان، وقصيدة بعنوان "لأسطول الحرية"، وبعض الأشعار ما بين العزل والمقطوعات الوجدانية.
وعن رأيه بما سمعه قال: «كل ما قدم ما بين الشعر الغزلي والوجداني والاجتماعي، تشكيلة جيدة تغني المتلقي وترضي ذائقته الأدبية، وجميع من تقدم وألقى شعراً أطرب الحضور، لأنه أنصت له بتمعن، وهذا جيد وملفت للنظر ومشجع لمزيد من العطاء».
وتشارك الشاعرة "ميسون شقير" للمرة الثانية في المهرجان الذي أصرت على حضوره هذا العام لأنه حسب قولها: «إصرار أساسي على تكريم شاعر لم تمهله الحياة ليحصل على ما يستحقه، حيث إن فكرة المهرجان بحد ذاتها تغري للمجيء».
وتضيف: «قدمت مجموعة قصائد نثرية تحاكي العلاقة مابين الموجودات حولنا، من طبيعة وحياة وإشكاليات وتأثيراتها على دواخلنا، والمحاولة للدخول إلى الأعماق البشرية وكشف إشكالياتها الفكرية والاجتماعية والحياتية والدينية، وإظهار هذه الإشكاليات على السطح لعلنا نتخلص من العفونة ونضيء على أخطائنا».
وعن رأيها بما قدم خلال الأمسية قالت: «ما قدم في هذه الأمسية أسميه لقطات فنية جميلة، مع العلم أنه وجد القليل من الإطالة، نظراً للوقت القصير الممنوح لكل شاعر، وحسب رأيي الخاص فإن كل ما سمعته هو شعر منبري استحق منا الاستماع والانتباه، ثم الإعجاب».