اختتمت فعاليات مهرجان الشباب المسرحي الرابع الذي أقيم على خشبة صالتي "المسرح القومي"، "ودار الثقافة" في محافظة "طرطوس" تاركاً وراءه تساؤلات عديدة، وآراء مختلفة في ظل غياب العرض "الطرطوسي".
etartus واكب إعلان نتائج المسابقة الرسمية للعروض الفائزة بتاريخ 18/4/2009 واستطلع آراء العديد من المهتمين بالشأن المسرحي والتي تباينت حول الأعمال التي تم عرضها خلال المهرجان، ونتائج المسابقة.
كنا نتمنى أن نرى "سعد الله ونوس" أما بالنسبة للعروض فقد كانت متفاوتة دونها، والممثلون ضاعوا ما بين أنفسهم وبين سادية النص والمخرجين
الناقد المسرحي "ناصر ونوس" يتحدث عن المهرجان قائلاً: «يعتبر المهرجان بالنسبة لمحافظة "طرطوس" حدثاً هاماً جداً، كونها محرومة من المسرح منذ زمن طويل لأسباب يعرفها مسرحيو المحافظة، بالتالي جاء هذا المهرجان ليحرك مياه المسرح الراكدة في "طرطوس". وليشكل تظاهرة فنية واجتماعية في الوقت نفسه، تفاعل من خلاله الجمهور مثلما تفاعل معه الممثلون والمخرجون الضيوف. أما بالنسبة لسوية العروض فإننا لا نستطيع أن نأخذ مبضع النقد ونبدأ بمحاكمة العروض كما نحاكم عروض مسارح المحترفين كونها في النهاية عروض لمسرح الهواة، لكن هناك بشكل عام تفاوت كبير في مستوى العروض، وأفضلها بالنسبة لي العرض الجزائري "عودة الحجاج بن يوسف" رغم أنه كان خارج المسابقة، وعرض "الطوفان" رغم ضعف النص، بينما هناك عروض لا تستحق المشاركة ومأخذي في ذلك على لجنة اختيار العروض».
المخرج والممثل "علي إسماعيل" يقول: «لي عتب على لجنة انتقاء العروض، حيث كان هناك إمكانية لاختيار عروض تخدم قضايا الشباب أكثر من العروض المختارة، كما لاحظت اعتماد العروض على ممثل واحد أو اثنين مما أساء للعرض. ولم يتم لحظ عملية تكنيك قدرات الممثل الحركية والخيالية، بالتالي ظلم الممثل في عملية التقييم. وبرأيي كانت هناك عروض تستحق الجائزة أكثر من العرض الفائز وهو "رباعية الموت" وعرض "مشاجرة". أما بالنسبة لمناقشة العروض فإن الجمهور لم يرتقِ إلى المناقشة المسرحية الحقيقية، خاصة فيما يخص علاقة الشخصيات بعضها ببعض على المسرح. وكنا نتمنى تفعيل العمل المسرحي الشبابي في "طرطوس" والاعتراف بالآخر، وعدم إلغائه، وتفعيل المراكز المختصة بالشباب والمسرح»
الدكتور والكاتب "محمد الحاج صالح" يتحدث قائلاً: «لاقت معظم العروض إعجابي، ووجدت نفسي أمام أعمال احترافية، وشعرت بتميز كبير في العرض المسرحي الذي نال الجائزة "سوناتا الانتظار" والعرض "ساعي بريد نيرودا" وهناك عروض حملت العديد من الدلالات التي يصعب على الإنسان أن يحيط بها كعرض "ظل رجل القبو" وحسب رأيي كان التكريم متوقعاً لمعظم النتائج، وأعتقد أن اللجنة اتبعت أسساً موضوعية، وكانت مقنعة بالنسبة لي ولمعظم الجمهور»
السيد "ماهر دالي" من المتابعين للمهرجان كان له رأي يقول: «المهرجان لشباب هواة بكل معنى الكلمة، بالأداء والإخراج والتمثيل، باستثناء بعض العروض كالعرض "الجزائري" والذي قدم ما لم يقدمه أي مسرح عربي أو سوري. أما بالنسبة للتكريم، فلم يكرم من يجب تكريمه سواء على صعيد العروض أو الممثلين أو القائمين على المسرح، وأعتبر أن هناك تقصيراً من كل المعنيين بالثقافة في "طرطوس" لعدم مشاركة أي عرض من "طرطوس"».
الشاب "محمود قباع" من هواة التمثيل المسرحي يقول: «كنا نتمنى أن نرى "سعد الله ونوس" أما بالنسبة للعروض فقد كانت متفاوتة دونها، والممثلون ضاعوا ما بين أنفسهم وبين سادية النص والمخرجين».
الشاب "سيوار داود" ممثل في المسرح الجامعي يقول: «النتائج كانت نوعاً ما مرضية رغم التفاوت في العروض، ولاحظت نضوجاً لدى جمهور المحافظة خلال جلسات المناقشة، لكنني أشعر بالحزن لعدم مشاركة مسرح "طرطوس" في المهرجان».