ظلم الإنسان للبيئة والأرض التي أضحت متعطشة لنقطة ماء هو موضوع اللوحة الكاريكاتورية التي حاز بموجبها رسام الكاريكاتير السوري "أحمد محمد علي" على المركز الثاني على مستوى العالم ضمن مسابقة "البيئة والإنسان" لفنّ الكاريكاتير التي أقيمت في "تركيا" مؤخراً.
وخلال اللقاء الذي أجريناه بتاريخ "8/8/2009" مع الفنان حدثنا عن لوحته قائلاً: «موضوع اللوحة هو إنسان جف جسمه وتحول إلى ما يشبه الأرض الصحراوية لشدة العطش، حتى إنه بات يتناول الماء بالملعقة لقلته».
أصعب شيء عندما يكون لدي فكرة لا أستطيع صياغتها على أوراقي
وعن طريقته في الرسم يقول: «ألتقط اللحظة بحسي المرهف وهناك صلة وثيقة بيني وبين الأرض فهي ملهمة لأفكاري. كما أن جميع أعمالي ناتجة عن المجتمع والبيئة المحيطين بي حيث تلعب المرأة دوراً كبيراً في أعمالي»..
وعن شهرته الواسعة وأعماله المتميزة بالرغم من عدم تلقيه أية معلومات متخصصة في مجال عمله الفني يقول: «لم أدخل أكاديمية، ولكن وصلت إلى العالمية وأعتبر من أفضل رسامي العالم، فأنا أعتبر نفسي خريج مدرسة الحياة، أرسم بالأبيض والأسود ومازلت أحلم بالوصول إلى أعلى مستويات الفنّ الكاريكاتيري، وتحقيق مركز مهم ومتقدم في المسابقات العالمية ».
وعن سبب تحوله للرسم بالرغم من أنه كان يعمل في مجال دهان السيارات قال: «كانت البداية عام"1979" وذلك بعد مطالعتي للصحف العربية والمحلية، حيث شعرت بطاقة موجودة لدي تمكنني من الرسم بطريقة تعبيرية مميزة، وحينها قررت رسم الكاريكاتير وكان أول عملٍ لي لوحة لرجل قصير يحاول التسلق على الميكرفون ليسمع صوته للناس، وقد نشرتْ في جريدة "الثورة" وهذا كان دافعاً لمواصلة العمل».
وعن المواضيع التي يفضل رسمها يقول: «أحب رسم المواضيع الإنسانية التي تهتم بحلّ مشاكل الإنسان، إضافة إلى المشاكل البيئية».
وعن أصعب لحظات العمل قال: «أصعب شيء عندما يكون لدي فكرة لا أستطيع صياغتها على أوراقي».
ويقول في تعريفه لفنّ الكاريكاتير ومميزات الفنان الكاريكاتيري: «الكاريكاتير هو خلاصة الخلاصة ومدرسة فنية مستقلة بذاتها لايمكن أن تدرّس؛ إنه هواية يمكن للإنسان تنميتها، وهو فنُّ جماهيري قريب من فهم الناس بمستوياتهم المختلفة. ويمتاز فنان الكاريكاتير بالذكاء وسرعة البديهة وقدرته على تحويل الواقع اليومي المعاش إلى عملٍ فني ممتع وجميل يصل إلى حدّ الإدهاش، حيث يقدم الأمور المعقدة والبالغة التعقيد على أنّها بديهية».
أمّا الفنان الذي تأثر به "أحمد علي" فهو الفنان "ناجي العلي" الذي يعتبره قدوةً؛ لأنّه الوحيد الذي لم يقلد أي لوحة. ولكن هناك الكثيرين ممن قلدوا لوحاته.