ألوان زاهية وطبيعة ساحلية وجبلية تبدو وكأن عقارب الساعة قد توقفت لعدة دقائق فاسحة المجال أمام الفنان ليرسم لوحات عديدة من الإبداع.
في المكان الذي يعيش فيه يبدو كل شيء مهيئاً من الإطلالة على البحر إلى السهل والجبل فهو كل ما يبحث عنه الفنان "سليمان حيدر" حيث تحدث عن فنه الذي تفرغ له حديثاً عند زيارة "موقع طرطوس" له بتاريخ 29/8/2009 في قرية "حصين البحر".
كان تعلقي دوماً بالبحر والجبل والطبيعة الساحلية، حيث كنا معاً مع الأستاذ "حيدر هولا" منذ سنوات الدراسة، وقد رسمت البحر منذ سنة 1974 م أو قبلها، فحبي وعشقي الأول والأخير كان للطبيعة والبحر
إذا كانت هناك رغبة فلا بد من وجود وسيلة، وهذا ما تحقق خلال مشواره مع الرسم ولو بعد طول انتظار، فكما شرح: «لم أدرس فن الرسم مطلقاً، ومنذ وعيي على هذه الدنيا أحب الرسم، مارسته بطريقة خاصة وبدون معلم أو موجه، وبقيت حتى سن العشرين بدون تلقي الأسس والتعليم، عملت من سنة 1972- 1974 م في مجلة "أسامة" التي فتحت أمامي مجالات كثيرة من العمل والخبرة والتعرف على الفنانين الذين أصبح بعضهم من أصدقائي لتقارب أعمارنا، وبالرغم من عملي كإداري في هذه المجلة حصلت على مزيد من الخبرة في الرسم».
العمل الجديد بالنسبة له ليس مجرد مصادفة فهو فرصته لتطوير معارفه في فن الرسم، ويكفي أن يستفيد من علاقاته كما يعبر: «بعد هذه التجربة بدأت أفكر بطريقة مزج الألوان بعد تعرفي على أولئك الفنانين أمثال "ممتاز البحرة"، "غازي الخالدي"، "عمر حمدي"، "أحمد معلا" وغيرهم، فكنت أحاول دائماً التقرب منهم وطرح الأسئلة عليهم لاكتساب الخبرة.
أصبح الرسم فيما بعد هواية إلى جانب عملي الوظيفي حيث شاركت في معظم معارض الشبيبة ومعارض "طرطوس" حين كنت مديراً لسينما "الكندي" ولمدة ثلاثين عاماً».
ويضيف ليشرح عن مصدر إلهام لوحاته: «كان تعلقي دوماً بالبحر والجبل والطبيعة الساحلية، حيث كنا معاً مع الأستاذ "حيدر هولا" منذ سنوات الدراسة، وقد رسمت البحر منذ سنة 1974 م أو قبلها، فحبي وعشقي الأول والأخير كان للطبيعة والبحر».
لوحاته تمتاز بالواقعية والاعتماد على الظل والضوء، يقول عن إبداعها: «تقاعدت في وقت مبكر للتفرغ للرسم، ليس من أجل التجارة بل لوجود الرغبة القوية، فاللوحات التي بعتها تعد على الأصابع، وتوجد لي مجموعة لوحات مهداة إلى أصدقاء في "إسبانيا"، ومجموعة لابن أخي في "ألمانيا" وتوجد منها في "روسيا و"أميركا".
حتى في "حصين البحر" لوحاتي منتشرة في العديد من المنازل التي قدمتها كهدايا، وباعتقادي أنّ لوحات الرسام لا يجب أن تبقى مكدسة لديه في المنزل وإن بيعت بسعر رمزي أو أن تكون هدايا للأصدقاء.
أهديت لبعض أقربائي عدة لوحات تصل إلى خمس وستّ لوحات، لأني أفضل أن يوجد في كل بيت لوحة لي من أن توجد ألف لوحة على السقيفة».
أما عن الألوان التي تميزت بها لوحاته فيقول: «بالنسبة لتعاملي مع الألوان فقد أصبح لدي حساسية بالنسبة للألوان الزيتية منذ حوالي عشر سنوات فاتجهت إلى الألوان المائية والإكليريكية، حتى أنّ التعامل معها أسهل بكثير وتعطي نقاء أكثر من الزيتية لكن الزيتية تبقى سيدة الألوان.
تتقاسم لوحاتي جمالية اللون وأعتقد أن أغلب المتلقين يعجبهم الواقعية والفن الواقعي باستثناء من يبحث عن فن حديث مثل اللوحات التجريدية والتكعيبية وهم قلة».
وعن أهمية الرسم يقول الفنان: «برأيي أن اللوحة مهما كانت تخدم المجتمع وتنمي الذوق والثقافة حيث تحمل غاية جمالية وتثقيفية، كما أنّ كافة العلوم والمعارف والتطور العلمي الحاصل حالياً ابتدأ بالفن مثل عصر النهضة في "أوروبا" الذي ابتدأ بالفن وفن العمارة والنحت».