رسالة من السيدة "ضحى شعبان" لكل إنسان ليضع محبة الحياة نصب عينيه وليكن موهوباً قادراً على إظهار ما بداخله من إبداع .
وفي صالة المركز الثقافي العربي "طرطوس"تجمع الأهل والأصدقاء بتاريخ"26/10/2009" لحضور افتتاح المعرض الفني الأول الذي أنجزته هذه السيدة لتشجيعها على السير قدماً بهذه الخطوة الجبارة التي جاءت نتيجة مأساة عصيبة عاشتها عائلتها .
حيث أخذت من أشجارها اللحاء لصنع الإطارات الخاصة بكل لوحة
بساطة ممزوجة بالجمال تميزت بها لوحاتها وهذا يعود حسب قولها :«للفن الذي اعتمدت عليه في انجازها وهو حرق الخشب الذي يحمل بين خطوطه العريضة حيناً والدقيقة حيناً آخر معنى واحد وهو البساطة الممزوجة بالجمال»
وتضيف:«فن الحرق على الخشب إنقاذ للبيئة وتنظيف لها و يمثل خلقاً لفكرة على قطعة خشبية عديمة الفائدة تتحول بحرفية فنية عالية إلى لوحة جميلة بعيدة عن زحمة الألوان».
توجد علاقة بين السيدة "ضحى" وكل لوحة على حسب قولها:«تولد اللوحة وفكرتها بعد علاقة خاصة بيننا فبقدر ما أعطيها من محبتي و إخلاصي وشيء من ذاتي أثناء تشكلها بقدر ما تصبح قادرة على النطق والتحدث عن نفسها».
لوحات تنوعت في شكلها وزخرفتها وحافظت على مضمونها وفكرتها:«مع كثرة اللوحات الموجودة في المعرض أقول أننا لسنا بحاجة إلى الألوان للتعبير عن الجمال في اللوحة فلكل لوحة شكلها المميز وزخرفتها الخاصة وللجميع فكرتان هما الحفاظ على جمال الطبيعة وتذكر حياة أجدادنا وتوثيقها».
يد خفية ساهمت في انجاز هذا اللوحات أحبت إظهارها :«لقد كان لزوجي فضل كبير في إنجاز لوحات المعرض من خلال تصميم الإطار الخارجي لكل لوحة من لحاء الشجر الذي أخذ منه الوقت الطويل مقارنة مع وضعه الصحي الذي ابتلاه فيه القدر وجعل منه معاقاً ليختبر فيه قدرتنا على جعل هذا الوضع بمثابة تفجير لموهبة كامنة داخلي».
من لحاء الشجر كان الإطار الذي أعجب السيد"أسامة كحلة" أحد الحضور حيث وصفه:«بالإعجاز الذي صنعه رجل بحاجة إلى من يساعده فكان منه الجمال والكمال الذي أعطى كل لوحة تأكيد للفكرة التي خلقت على هذه الأخشاب».
ويضيف:«لقد حملت هذه اللوحات إحساساً عالياً كان الحزن ظاهراً فيها ولو من خلال الابتسامة كما رأيتها في لوحة راقصة الباليه أو في لوحة النمر ضمن الطبيعة والذي نعرف منه القوة والشراسة».
أما السيد"حليم شعبان" فكان له رأيه الخاص الذي عبر عنه :«بأن الإبداع في وسط فقير توجته المأساة هو إبداع حقيقي الذي يترك في نفس المتلقي سؤال أساسه الإعجاب والذهول ».
كاد يسمع من كل لوحة حديثاً خاصاً:«لوحات الحرق على الخشب رائعة لأنها تعبر عن فكرة من الطبيعة زينتها البساطة المأخوذة منها أيضاً وكدت أسمع نطقاً من كل لوحة يخبرني عن سر جمالها وهذا يدل على مدى صدق السيدة"ضحى" في تعاملها مع كل لوحة حيث أعطتها من ذاتها بكرم ليس له حدود».
لا بد من سؤال كل شخص تجول في المعرض ليستمتع بما يراه من فن وإعجاز ليخبرك عن سر خلق في كل لوحة لا يمكن أن تراه في لوحة أخرى وهذا رأي السيد "رامي الخضر":«طلبت من السيدة"ضحى" تفسير بعض خطوط ظهرت في لوحة البحر وسكانه التي لم أجد تفسيراً لها فقالت هذه الخطوط ليست من صنعي و لا علاقة لي بها فأدركت حينها أن كل تحمل لوحة سراً لا يمكن أن يتكرر في أخرى».
لكن السيد "رامي" فسر هذه الخطوط كمشاهد :« رأيتها في أحدى اللوحات خطوط أظهرتها عروق الخشب أخذت الشكل العام لوحه السيدة"مريم العذراء" بكل تفاصيله حتى بدت كمعجزة لمن يحاول قراءتها ».
ولأن لوحات الحرق على الخشب خلق من الطبيعة لابد من إكمالها من بقايا الطبيعة حسب رأي السيد"باسم عزيز محمد" زوج السيدة"ضحى" وصانع إطارات اللوحات :«حيث أخذت من أشجارها اللحاء لصنع الإطارات الخاصة بكل لوحة».
للأصدقاء دور في إنجاز عمله :«التعامل مع لحاء الشجر يحتاج إلى دقة كبيرة ووقت طويل وكمية كبيرة من اللحاء كنت أحصل عليها بمساعدة الأصدقاء الذين كانوا يتابعون عملي بشكل يومي ويؤمنون الكميات اللازمة من اللحاء لانجاز اللوحات».