سافر إلى اليونان ليدرس الفنون الجميلة، وأثناء دراسته رافقه العمل المضني فعمل في أحواض ترميم السفن لتأمين مصروفه الشخصي، ثم سافر إلى لبنان وبعدها إلى الكويت التي عمل فيها طويلاً وقد التقاه eLatakia في زيارته إلى "اللاذقية" ليؤسس لمشروعه الجديد في العمل الفني ضمن مدينته الأم إنه الفنان "زهير قشعور" والذي كان معه اللقاء التالي:
** بعد عودتي إلى سورية واصطدامي بالواقع الفني من حيث عدم تقدير الفن، كنت أبحث عن عمل يؤمن لي مستلزمات الحياة فكان العمل بالرسم التجاري السريع، ومن بعدها مباشرة سافرت إلى لبنان للعمل حيث كان يطلب أن نرسم لوحات استشراقية، ضخمة، ولفنانين معروفين بهوسهم في اكتشاف حياة الشرق، وفي ذلك الوقت لم يكن لي الخيار في أن أختار طريقي الفني والأسلوب الذي سأرسم به، ومن خلال عملي اكتشفت المدرسة التي تنتمي إليها ريشتي، وأنني لا أستطيع التخلي عن خط الانطباعية، ولو بأسلوب حداثي أكبر.
** ساهمت هذه الأعمال في تقوية تقنية اللون عندي وبمجرد أن تقوم بنسخ اللوحة فإنك تكتشف تفاصيل تغيب عنك كفنان أو متلق، من تقنيات لونية، وأبعاد وتدرجات في اللون ذاته إضافة إلى أننا اكتشفنا أن الفنانين المستشرقين كانوا يحملون بداخلهم أرواحاً فنية عظيمة، وكان ذلك حافزاً لي كي أعوّد يدي ورؤيتي للون والتفاصيل الدقيقة في العمل الذي أقوم برسمه.
** لا شك أن المدارس في أوروبا تختلف تماماً بأسلوبها وتوجهها عن المدارس الشرقية، وخاصة أن الجو العام في أوروبا يختلف تماماً من حيث كل التفاصيل، وحين يرسم الفنانين الانطباعيين في أوروبا يكون اللون غير مشرق وغير مشع بسبب الطبيعة، وهذا أعطاني حالتين منفصلتين وانتقال من جو فيه اللمسة الناعمة والليونة إلى اللمسة الصارخة القوية، والتي فيها إشعاع وإشراق أكثر ودائماً كان الشعور الذي بداخلي كشرقي يتغلب، فهو من حدد لي مسار النهج الخاص بي ومن تركني على أسلوب الانطباعية هو التعلق بأنني أشعر بأنني أرى نفسي به مع أنني قمت بتجارب أخرى، ولكن بشكل لا شعوري أعود إلى النمط الأصلي.
** لا شك أن على الفنان الاطلاع على كل التجارب الفنية في العالم، سواء أكان قديم أم حديث أو التي تنشأ في ظل المعطيات الحديثة، ودائماً لا بد من الانتباه إلى أن المجتمع الشرقي عندنا فيه الكثير لكي نقوله في الرسم وإذا انجذبنا إلى الجو الأوروبي والعالمي فإننا نكون قد قلدنا ولن نستطيع أن نجاريهم، كما يحدث مع فنانين عرب يسافرون إلى أوروبا لينافسوا الفنانين هناك في عرينهم، كما أن الفنان الأوروبي لو أراد أن يجارينا بتفاصيل حياتنا في الرسم فلا يستطيع لأن واقعنا ومجتمعنا نحن من نعيشه، وأرى أن الحركة الفنية التشكيلية الشابة بدأت تنطلق إلى حيز ومكان حتى في أوروبا وكل المعارض في العالم هناك نظرة جديدة لواقعنا ولعالمنا وعندنا حركة فنية لا تقل أهمية عن الحركة الأوروبية ولا بد من الانتباه إلى هذه النقطة.
** في الكويت عملت في التصميم الداخلي والديكور ودخلت إلى هذا المجال كي أحقق مستوى معيشي معين، ولكن هذا لم يؤثر على سعيي الفني ولكي أحافظ على السوية الفنية أثناء عملي في الكويت، كنت دائماً أضع لمساتي الفنية البعيدة عن تصاميم "الفوتوشوب" وغيرها من التقنيات الحديثة، وذلك في رسم الشرقيات والقبب ودائماً أفضل أن اعمل بيدي لأعبر بالفن ولم يبعدني الديزاينر الجديد عن الفن.
الجدير بالذكر أن الفنان من مواليد قرية "تعنيتا" التابعة لمدينة "بانياس" عام 1964 وعاش طفولته وشبابه في "اللاذقية" ومن ثم انتقل الى "دمشق" ليدرس في مدارس ابناء الشهداء بدمشق ودرس دراسته الأكاديمية في اليونان في الجامعة الوطنية اليونانية للفنون الجميلة وهو يحضر لمعرضه الفردي الثاني في سورية، وكانت مجموعة صالات عرض في الكويت قد اقتنت أعماله ووضعتها في صالاتها الخاصة في الكويت.