في مرسمه المقابل "لبرج صافيتا" يرسم الفنان "عدنان أيوب" لوحاته الفنية بشكل متناغم مع طبيعة مدينته الجبلية، التي نشأ وتعلم فيها وهو لا يبخل عليها بلوحاته، فتجد أنها موجودة دائماً سواءً بحاراتها وبيوتها، أو بأشجارها وأزهارها.
موقع "eSyria" زار مرسم الفنان "عدنان أيوب" والتقى أخاه الرسام "أحمد أيوب" الذي حدثنا عن أعمال الفنان "عدنان بقوله: «في الحالة العادية طبيعة مدينة "صافيتا" جميلة جداً، ومن الطبيعي أن يتأثر الفنان بطبيعته لدرجة يتوصل فيها الى نقلها بمنتهى الجمال والتعبير كما يفعل "عدنان" ذلك بأمانة وإتقان، فهو أضاف للطبيعة جمالية خاصة وأعطى للوحته هويتها بعد أن صبغها بألوان شخصيته، واحترف "صافيتا" وبيوتها وأزقتها وكل التفاصيل المحيطة بها، فأكثر لحظة مهمة في حياة اللوحة الفنية هي لحظة تحول المشهد الطبيعي الى خطوط وألوان على سطح اللوحة».
أعرف صديقي الأستاذ "عدنان" جيّداً فنحن أبناء "صافيتا" ولا يمر أسبوع دون أن أراه ونتبادل الأحاديث والآراء، أما فنياً فهو "فنان تشكيلي واقعي" يعالج أعماله الفنية بأسلوب واقعي أكاديمي، ويشتهر ببراعته في التصوير الزيتي للوجوه والمناظر الطبيعية، والتي تبقى بكل الأحوال ضمن "الواقعية المطروقة" أي البعيدة قليلاً عن معطيات القرن الحادي والعشرين
استطاع الفنان "عدنان أيوب" أن يحترف أكثر من اتجاه من اتجاهات الفن التشكيلي، فهو يبدع في قلم الرصاص، ويعشق الرسم التجريدي ويعيش مع الرسم الواقعي الطبيعي ويكثر من رسوم "بورتريه"، وعن ذلك تحدث بالقول: «عندما يبدأ الفنان التشكيلي مشواره يرسم لجميع المدارس وفي مختلف المواضيع الى أن يستقر على اتجاه معين وأسلوب يميزه في أعماله أي اكتمال شخصيته كفنان تشكيلي، وبداية مشواره الاحترافي، ففي أعمالي مثلاً تلاحظ الرسم "بقلم الرصاص والرسم التجريدي والرمزي.." وصولاً الى "الرسم الواقعي الطبيعي" الذي رافقني من بداية عملي الفني حتى الآن.
لقد رسمت مدينة "صافيتا" التي أعشقها وأرغب برسم كل زاوية فيها ورسمت البيئة الطبيعية بزهور الربيع وأشجار "الزيتون والسنديان.." ولازلت أرسمها فأنا أصطحب معي كاميرا لأصور كل موقف طبيعي "بيئي أو إنساني" يثير إحساسي؛ لتنقله ريشتي فيما بعد الى عمل فني متكامل، ينقل الواقع ويمسحه بلمسه من أحاسيسي، وأتحدى أي فنان أن يرسم "صافيتا" كما أرسمها، فأنا أرسم النواحي التراثية في المناطق العمرانية بحيث يمكن قراءة عمر الأحجار والمباني في لوحاتي.
ومن ناحية أخرى لدي تجارب واسعة في رسم "البورتريه" الذي استطعت احترافه ونقل الحالة الجسدية والنفسية التي يعيشها الشخص الذي أرسم وجهه وقد يكون الجانب التجاري في هذا النوع من الرسم قد زاد من خبرتي وتجاربي حيث يكثر الناس الذين يطلبون رسم لوحة لوجوههم.
كما أن تجربتي في الرسم "التجريدي" جيّدة وأرسم من حين لآخر "لوحات تجريدية" ربما تكون هروب من الواقع وواقعيته أو ربما هي إشباع لرغبتي باللعب بالألوان، لكن الأساس الذي نشأت عليه جعلني أعشق الواقعية الطبيعية، فأنا نشأت بين بساتين الزيتون وفي أحراش السنديان التي عاشت معنا طفولتنا فكان من الطبيعي أن أهوى هذا الجانب وأرسمه».
وعن تاريخه الفني ومعارضه يقول الأستاذ "عدنان": «أنا لم أختر الفن وإنما أجبرت عليه، والتي أجبرتني هي طبيعتي ورغبتي الفطرية فأنا من عائلة فنية في الرسم التشكيلي فنحن أربعة إخوة نمارس "فن الرسم التشكيلي" إضافة لعدد من أقطاب العائلة من أقربائنا، وكذلك يوم تحركت يدي بسلاسة وهي ترسم على الدفتر المدرسي، فأنا أذكر إلى الآن يوم قامت المدرّسة المرحومة "جميلة برهوم" بإعطائنا "مزهرية" وطلبت إلينا رسمها، فكانت لوحتي مميزة عن لوحات بقية الطلاب، والسبب أني أضفت إلى الرسمة بعدها الثلاثي، فما كان من الآنسة "برهوم" إلا أن قامت بعرض اللوحة على طلاب المدرسة لما تميزت به.
ومن هذه النقطة بدأت فأقمت في الصف "السادس الابتدائي" معرضاً فرديا في المدرسة، كتبت عنه صحيفة "النشرة العائلية" الخاصة بمدينة "صافيتا يومها"، وعند تأسيس "منظمة طلائع البعث" كثرت مشاركاتي الجماعية، وفي الصف "الأول الثانوي" رسمت لوحة "بورتريه" قال بمناسبتها الأستاذ المرحوم "مالك بشور" المتخرج في "المدرسة التشكيلية الإيطالية" ستكون فنانا في المستقبل، وفي ذلك الوقت أقمت معرضا فردياً بمناسبة عروض للقفز المظلي، تتالت بعدها مشاركاتي الجماعية التي لا أستطيع حصرها الى هذه الأيام، أذكر منها حديثاً مهرجان "صيف طرطوس" /2010/، ومهرجانات "صافيتا السياحية"».
الأستاذ "ابراهيم ربيع" خريج أول دورة في كلية الفنون الجميلة في "دمشق"، وأحد أصدقاء الفنان "عدنان أيوب"، تحدث لموقع "eSyria" عن أعمال "أيوب" بقوله: «أعرف صديقي الأستاذ "عدنان" جيّداً فنحن أبناء "صافيتا" ولا يمر أسبوع دون أن أراه ونتبادل الأحاديث والآراء، أما فنياً فهو "فنان تشكيلي واقعي" يعالج أعماله الفنية بأسلوب واقعي أكاديمي، ويشتهر ببراعته في التصوير الزيتي للوجوه والمناظر الطبيعية، والتي تبقى بكل الأحوال ضمن "الواقعية المطروقة" أي البعيدة قليلاً عن معطيات القرن الحادي والعشرين».
الجدير بالذكر أن الفنان "عدنان أيوب" من مواليد مدينة "صافيتا" عام /1963/.