بدأت الفنانة التشكيلية "هناء ابراهيم" مشوارها الفني بفكرة صغيرة يوم كانت طفلة صغيرة في المدرسة تهوى رسم كل شيء يقع نظرها عليه، ومع مرور الزمن كبُرت الفكرة وصارت توجّهاً ومهنة، ورغم أنها لم تلق دعم محيطها بالشكل المطلوب إلاّ أن حبها للرسم، وهي من قرية "نهر الخوابي" حيث الينابيع والخضرة، جعلها تتشبث بهذا الفن وتتطور به الى حد احترافه.
موقع eTartus التقى الفنانة "هناء صباح ابراهيم" بتاريخ 14/10/2010، للحديث عن أعمالها الفنية واتجاهها الى تصوير الواقع بالرموز، الفنّانة "هناء" بدأت حديثها بالقول: «جاءت محبّتي للرسم كهواية من الطفولة، حيث تمكنت بعد تخرّجي في معهد "الفنون النسويّة" من صقل الموهبة عبر التدرّب الذاتي، واعتبر بدايتي في "الفن التشكيلي" يوم أحسست بشعور الأمومة مع ولادة طفلتي الأولى، علماً أنّ بداياتي الحقيقيّة كانت بعد إنهاء تعليمي، هذا بالإضافة لعملي كمدرّسة لمادّة الرسم في المدارس».
تظهر الصورة على شكل رجل يحمل كيساً عائداً إلى زوجته، أمّا الدلالة الرمزيّة فتظهر من خلال عدّة عناصر تدل على مضمون الكتاب فنلاحظ "الجريدة، حبل، يد تمسك، رجل وامرأة .." والتي ترمز إلى المجتمع بتعقيداته وشخوصه أكانوا مسؤولين أم غير مسؤولين
والحقيقة أنني أقمت منذ بداية عملها بشكل احترافي وحتى الآن عددا من المعارض الفنية، أذكر منها معرض فردي أقمته في "المركز الثقافي بطرطوس" عام /2005/ ومعرض آخر في صالة "دار البعث" في "دمشق" بالإضافة لمشاركات جماعيّة أخرى».
عندما يشاهد الشخص العادي أعمال الفنانة "هناء" يلاحظ الصفة الرمزية لمعظم أعمالها إضافة لرسم "البورتريه" وبعض الرسوم الواقعية تقول عن ذلك السيدة "هناء": «بدأت بأساليب متعددة، لكن لم تتبلور شخصيّتي الفنيّة إلا من فترة قصيرة حيث أصبحت أجمع بين المدرسة "السرياليّة" والرمزيّة، كما يظهر في لوحاتي الأخيرة التي وضعت إحداها على غلاف كتاب "السفرجل" للكاتب "اسماعيل ديب"، كما رسمت منذ بداياتي بقلم الرصاص الذي يُعتبر من أهم أنواع الرسم وأساليبه والذي لابدّ منه لأي فنّان، وهناك رسم "البورتريه" وهو الفن الأرقى والأصعب بين فنون الرسم التشكيلي لأنّك حين ترسم شخصا يجب أن تعطيه مواصفات مستقلّة وتفاصيل دقيقة ونقل انطباعات الشخصيّة».
أما عن فهم المتابع لرمزية لوحاتها تقول السيدة "هناء": «أنا لا أرسم لمجرّد أنّي أرسم وإلا لرسمت كل شيء دون استثناء، فأنا حين أرسم تكون لديّ مجموعة من الأفكار يترجمها إحساسي من خلال رؤيتي، مضافاً إليها القيم الفنيّة في تكوين الإحساس اللوني ومجموعة الألوان المستخدمة، بالتالي أطرح لوحتي ويبقى للمتلقّي قراءتها حسب خلفيّته الثقافيّة والبصريّة فكلٌّ له قراءته، وإحدى جماليات اللوحة التشكيلية احتواؤها على بعض الغموض والذي ينجلي بالفحص الدقيق والتواصل مع الفنان صاحب العمل الفني».
حاولنا مع الفنانة "هناء" فك رموز إحدى لوحاتها الفنية كمثال على أعمالها، فتناولنا لوحتها التي تم وضعها كغلاف لكتاب القصص الساخرة "السفرجل"، تشرح السيدة "هناء" بالقول: «تظهر الصورة على شكل رجل يحمل كيساً عائداً إلى زوجته، أمّا الدلالة الرمزيّة فتظهر من خلال عدّة عناصر تدل على مضمون الكتاب فنلاحظ "الجريدة، حبل، يد تمسك، رجل وامرأة .." والتي ترمز إلى المجتمع بتعقيداته وشخوصه أكانوا مسؤولين أم غير مسؤولين».
في مركز "إنانا" للفنون التشكيليّة التقينا الأستاذ "علاء محمّد" صاحب المركز، الذي حدثنا عن تجربة الفنانة "هناء" الفنية بالقول: «لدى السيّدة "هناء" موهبة وعقليّة مهيّأة للتطوير الدائم في أسلوبها ومضمون أعمالها، ورغم ظروفها الصعبة كأمّ ومدرّسة تابعت ومازالت تعمل بدءاً من "المدرسة الواقعيّة" مروراً "بالتعبيريّة والزمزيّة" والفنون الحديثة وهذا الأمر مهمّ جدّاً للفنان للوصول إلى الشخصيّة المستقلّة بالتالي للّوحة المستقلّة التي تحمل هويتها كـ"هناء ابراهيم".
كذلك أبدعت "هناء" في رسم "البورتريه" بعدما تعلّمت امتلاك أدواتها بشكل صحيح، حيث رسمت "البورتريه" "بالرصاص والفحم والألوان المائيّة والزيتيّة"، وذلك من خلال ممارستها الدائمة لهذا العمل ولهذا الموضوع، وأستطيع أن أقول إنها أبدعت وأعطت لمسة جديدة وبصمة إن شاء الله ستكون أيضاً جديدة في حقيبة "الفن التشكيلي"».
أمّا الفنّان والكاتب المسرحي "فيصل حمدي" فيقول عن أعمال السيّدة "هناء ابراهيم": «أرى أنّ السيّدة "هناء" ترسم مجسّدةً لإحساس معيّن لأنّ قلّة من الناس قادرين على ترجمة الإحساس من خلال الريشة، ولديها تمرّد وجريئة في أعمالها، كذلك من خلال محاولة إرفاق الصورة ببعض الكلمات الجريئة أيضاً، وحيث إنّ درجات التعبير في لوحتها تختلف باختلاف الشخص المتابع للّوحة من حيث ثقافته البصريّة والمعرفيّة، والمدرك للوحاتها يستطيع استشفاف مضمون كتاب "السفرجل" من خلال غلافه الذي رسمته الفنّانة "هناء"».