حبها للفن بكافة وجوهه واختصاصاته مكنها من دخول الشاشة الصغيرة مع مبدعي وعمالقة الفن في أضخم وأشهر المسلسلات السورية بعد تقديم الكثير من عروض الأزياء في مختلف دور العرض المحلية والعربية، لتحصل على فرصتها التي روج لها جمالها ولياقتها البدنية الذين اعتبرتهما جواز سفرها إلى عالم الفن، هي الفنانة "جيني أسبر" التي تحدثت لموقع eSyria في فندق "أفاميا" بمحافظة "اللاذقية" بتاريخ "18/9/2010" عن بداياتها الفنية قائلة: «دخلت إلى عالم الفن في عام /2002/ وكانت خطواتي بطيئة بعض الشيء بسبب انشغالي بعروض الأزياء والبرامج الرياضية، وفي النهاية قررت التركيز على أكثر ما أحب وهو التمثيل ويمكن القول إن الانطلاقة الأساسية كانت عام /2005/ عندما بدأت بـ"حاجز الصمت" لأنه دور مركب ويحتوي على الجرأة، ومن ثم "سقف العالم" للأستاذ "نجدت أنزور"».
الرياضة تعني التنافس لتحقيق الهدف والشيء نفسه في الفن، فيوجد لدي طموح أسعى لتحقيقه ومن المفروض بزل الجهد وتقديم كل الإمكانات للحصول على النجاح
** «الرياضة تعني التنافس لتحقيق الهدف والشيء نفسه في الفن، فيوجد لدي طموح أسعى لتحقيقه ومن المفروض بزل الجهد وتقديم كل الإمكانات للحصول على النجاح».
وتتابع: «لم أكن أعرف بوجود المعهد العالي للفنون المسرحية، حيث كانت بداية قدومي من "أوكرانيا" وخاصة أن أفراد عائلتي لا علاقة لهم بالفن ضمن مجالات عملهم المختلفة، فأنا الوحيدة التي دخلت هذا الاختصاص، ومع هذا لم أواجه مشكلة مع الأسرة في اختياري، وبعد تخرجي شاركت في برامج عروض الأزياء، وفي أحد العروض وبطريقة المصادفة تعرفت على الأستاذ "ياسر العظمة" وكانت بداية عملي معه في مسلسل "مرايا" وبعدها بدأ مشواري الفني ولكن بشكل بطيء».
** «لست راضية بشكل كامل لأني أستطيع تحقيق الأفضل، وهذا بسبب بعض الظروف، ومن ناحية أخرى بسبب قلة خبرتي بالحياة مع اختلاف البيئة التي عشت فيها والبيئة التي أتيت إليها، وأعتبر أني بدأت من الصفر وهذا يجعلني شبه راضية عن أعمالي وأنا أسير خطوة خطوة إلى ما أريد».
** «في البداية يمكن القول أن رشاقتي خدمتني في تحمل التعب وضغط العمل، حيث أن الفنان يمر بظروف ومصاعب كثيرة خلال العمل والسفر للتصوير وهذا يجعله بحاجة إلى القوة البدنية، ومن ناحية ثانية فقد كان جمالي جواز سفري إلى الفن وهو ضروري في العمل الفني لتقديم الوجه الحسن للجمهور المتابع فهو هذا أمر يسعده».
** «لقد انطرحت في الفن كفتاة جميلة ارستقراطية، وتعلم أن البعض في المجتمع الشرقي ينظر إلى الفتاة الجميلة على أنها فارغة تحب الظهور أمام الناس لمجرد الظهور فقط غير مكترث بما تقدمه من فن، بالإضافة إلى أنه في بداية دخولي إلى الفن لم أكن أعرف شيئا عن التمثيل وأدواته، وهذا ما شكل لي صعوبة في البداية لم أستطيع الخروج منها لتقديم ادوار مختلفة ومتنوعة لأن الفن رغبتي وحلم حياتي، وهذا جعلني أطمح وأكافح وأسعى لأصنع شيئاً لنفسي وأتخطى جميع العقبات وأبذل الجهد الإضافي في المطالعة والدروس الخصوصية والدورات لأتمكن من تقديم الأفضل والأحدث في هذا المجال أي لأعوض عدم دراستي للمعهد العالي».
** «في البداية تعاملت مع الجميع ببساطة وطيبة ولم أكترث لما قيل ويقال وهذا ما جعل الناس يأخذون صورة غير الصورة الحقيقية لي، وحينها حاولت تجنب الكثير من الأمور في هذا الخصوص، وخاصة عندما قدمت دوراً عن مريضة "الإيدز" فوجئت بإشاعة تقول إني مصابة به وهذا جعلني أقيم مؤتمراً صحفياً لتوضيح هذا الأمر، بالإضافة إلى منشورات تنفي هذه الإشاعة، وذلك بالتعاون مع مكتب إعلامي ليقدم ما هو الأصح في هذا المجال».
** «الفرق كبير لأني وصلت إلى مرحلة الاختيار في تقديم ما ارغب فيه وانتقاء الدور الذي أراه مناسباً، حيث كنت في البداية محصورة بنوعية الدور وطبيعته للحصول على فرصتي في الانتشار الفني، وهو هدف كل ممثل في بداياته، وهذا جعلني اتقولب في قالب البنت الحلوة الغنوجة، ولكن الآن أصبح لدي القدرة والجرأة لانتقاء الدور الذي يهمني ويجعلني أتقدم بشكل مستمر».
** «بصراحة أعتبر نفسي في البدايات ويوجد أمامي كم هائل من الأدوار والشخصيات التي أرغب في أدائها، وأنا أعتقد أننا بحاجة إلى أدوار كثيرة تحتوي الرومانسية وقصص الحب، مثل قصص أفلام الستينيات والشفافية الخاصة بها، وتسليط الضوء على شخصيات ووجوه لها دورها في المجتمع والحياة مثل حياة الكتاب والصحفيين والرياضيين والنساء البارزات مثل "غادة شعاع" التي كافحت وعملت بأقصى طاقاتها لترفع اسم الوطن عالياً في جميع المحافل الدولية، بالإضافة إلى أدوار شخصيات غير مشهورة ولكن لها دورها الفاعل وبصمتها في الحياة، وهذا مشروع أفكر فيه ولكن حسب طاقاتي وإمكاناتي».
** «الدراما السورية تتخبط قليلاً في مجال اختيار المواضيع، وتعاني عدم التخطيط لإظهار التنوع الدرامي فيها، وهذا مسؤولية شركات الإنتاج لوضع خطة متنوعة الأعمال الفنية، حيث في العام الماضي تم تقديم "المجتمع السوري" من خلال دراماه بسوداوية ليست مناسبة، فنحن لسنا هكذا من طبقة معدومة كما تم تقديمنا أي "اليوم نجد طعام وغداً لا"، لذلك جاء مسلسل "صبايا" كمخرج لهذه الدراما من السوداوية لتسعد الناس».
** «بصراحة توجد مشكلتان هنا الأولى هي الدراما المدبلجة والثانية الدراما الخليجية التي بدأت بقفزاتها الكبيرة، وأصبح لها الانتشار الواسع، ونحن الآن نشاهد الكثير من القنوات الخليجية المتنوعة وهذا يؤكد أنها ستدعم الدراما الخليجية أولا ويجعل الدراما السورية في موقف حرج، بالإضافة إلى عدم وجود قنوات متعددة تدعم الدراما السورية، أي إن لم يبع المنتج مسلسله إلى محطة خليجية يخسر بالتأكيد، وهذا جعل الكثير من الممثلين يتجهون إلى الدوبلاج وجميع هذه الأمور تشكل خطر على الدراما "السورية"».
** «أولا هو ليس مسلسل اجتماعي وإنما مسلسل كوميدي، لعبنا فيه على موضوع الجمالية، وذلك من خلال ألوان البيت الجميلة والديكور الفخم، لتعطي جمالية الصورة أي "لعبة العين" خلال العمل الفني».
** «إذا تطلب العمل الاستعانة بممثل من خارج "سورية" فليكن، فهذا متاح لإنجاح العمل الفني، كما حدث في مسلسل "راية الحق" الذي ضم ممثلين من عدة دول، وهذا قدم نجاح للعمل وجمالية له، ولكن لماذا نلجأ لممثلين غير سوريين دون ضرورة ولاعتقادنا فقط أنهم الأجمل أو الأفضل أو الأنسب، ويحصلون على أجر مضاعف دون ضرورة لذلك، وننسى أنه لدينا الأفضل والأجدر والأجمل».
وتتابع: «فمثلاً الممثلة التركية "لميس" شهرها صوت الممثلة السورية "أناهيد فياض" ولكن عند حضورها في أي عمل درامي تستطيع الحصول على عشرة أضعاف أجر "أناهيد"، والسؤال لماذا نتجه إلى الخارج ولدينا ما هو الأفضل ولا نراه ونعطيه الفرصة ليبرز مواهبه وإمكانياته المميزة؟».
** «الأستاذ "جمال سليمان" علم من أعلام الفن وليس بحديث على هذه الساحة الفنية العربية، وهو رائع ويستحق الأفضل، ولكن المحزن أن نقرأ على مواقع الانترنت أن الدراما المصرية تستعين بالممثلات اللبنانيات لجمالهن والسوريات لضعف أجرهن فقط».
** «اهتمامي الأساسي ينصب على المرأة، وأفكر بإنشاء مركز خاص للمرأة بكل ما تحتاجه من تغذية ولياقة وصحة وجمال وغير ذلك، ولكن أنتظر التمويل للبدء بهذا المشروع».
* هل قدمت شيئاً للمسرح؟
** «لدي أعمال مسرحية كثيرة منها "خبر عاجل" ومسرحية غنائية كوميدية ومسرحية خاصة للأطفال بعنوان "أحلى شي" مع نخبة من الممثلين السوريين وقريباً لدي عمل مسرحي مع الأستاذ "علي كريم"».
** «المسرح السوري يعاني من قلة الاهتمام والدعم فأعتقد أن جيلاً بكامله لم يع المسرح، جيل ولد وأمامه التلفاز فابتعد عن المسرح وحب المسرح، حتى لا يوجد لدينا عروض سينمائية، حيث أصبحت السينما "للأسف" ملقى لمن يحب "الأنكلة" والتسلية فقط، ويمكن القول إنه لا يوجد دور للسينما، فمثلاً "دمشق" العاصمة فيها صالتي سينما فقط».
** «على الإنسان أن يسعى لما يريده، ولكن في النهاية كل شيء نصيب من رب العالمين، وعلى الإنسان أن يرضى به، ونحن هنا في "سورية" ننتظر أن يتحسن واقع السينما، أو ننتظر العروض الخارجية فكل شيء جائز ونتمنى الخير».
* هل لديك تجارب سينمائية؟
** «لدي ثلاث تجارب في السينما السورية وهي "زائرة المساء" لـ"بسام العبد الله" يتحدث عن بيئة حورانية، وفيلم قصير بعنوان "ظلال النساء المنسيات" يتحدث عن حلم ثلاث نساء وفيلم أجنبي».
** «لقد آمن زوجي بـ"جيني" الفنانة الحقيقية، وأعطاني الفرصة المناسبة في وقت رآني فيه الجمهور البنت الجميلة و"باربي الدراما"، واستطاع زوجي أن يخرج مني "جيني" الممثلة، كما أنه أمن لي الاستقرار والراحة والطمأنينة على المستوى العائلي وهو الأمر الذي ساعدني على النجاح، لذلك أنا أنسب الفضل له في نجاح عملي الفني».
** «في "صبايا" الجزء الثاني حاولنا التوفيق بين الانتقادات التي طالت الجزء الأول واستمرارية العمل الجماهيري لنحافظ على محبة الجمهور له، حيث قدم يوميات "صبايا 2009" لرسم البسمة على وجه المشاهد، من خلال حكاية خاصة لكل فتاة من فتيات المسلسل بآمالها وأحلامها وتصرفاتها وحياتها اليومية، وهذا نال إعجاب الكثيرين من المشاهدين، وخاصة الفئة العمرية الصغيرة والشابة لكونه ليس لدينا شيء خاص بهذه الفئة العمرية».
وتتابع: «الجزء الثاني هو استمرار للجزء الأول، حيث تغادر شخصية "ليلى" العمل لتحل مكانها شخصية "نسمة" الممثلة الجديدة الظريفة، أما شخصية "ميديا" فهي في هذا الجزء سلط الضوء على الوسط الغنائي ومشاكله ومعاناته وظروفه الصعبة والى أين سيوصلها هذا الوسط».
* ما جديد الفنانة "جيني"؟
** «هناك عمل بعنوان "زلزال" للمخرج "محمد الشيخ نجيب" يتحدث عن محافظة "اللاذقية" في الثمانينيات وشخصيتي هي "كيندا" لها ثلاث مراحل تتحول خلالها من فتاة مرحة إلى فتاة غدرها الزمان، إضافة إلى مسلسل ضمن حلقات منفصلة متصلة من القصص الشامية وأعتبره تحديا لي، وأيضاً برنامج خاص بالمرأة سيتم تصويره في جميع أنحاء "سورية" يتحدث عن كيفية وصول المرأة إلى مرحلة تكون فيها "واو" أي رائعة من خلال الرياضة والتغذية والماكياج والصحة وغيرها من الأمور التي تهم السيدات بشكل خاص».
** «أحب المشاركة في الأعمال الخيرية، كمشاركتي في جمعية بسمة، وأنا عضو فيها، حيث أحب زرع بسمة على وجوه هؤلاء الأطفال، وأنا حريصة على المشاركة في جميع الفعاليات الخيرية للمعاقين والمصابين والعجزة وتقدمة ما استطيع وهذا بعيداً عن وسائل الإعلام لأحافظ على هذا العمل الخيري».
بقي أن نذكر أن "جيني أسبر" من أب سوري من محافظة "اللاذقية" وأم "أوكرانية" وتعيش في محافظة "دمشق".