حركات إيحائية ورقصات إيمائية يخرجها اعتلاء المسرح من إحساس الراقص "محمود رسلان" لتكون الحياة الثانية التي يعيش من أجلها.
فالمسرح الراقص وخاصة الفنون الشعبية التراثية هو احد الفنون المسرحية التي أتقنها "محمود رسلان" منذ حوالي /20/ عاماً خلت، فكانت له الإحساس لحين انتسب إلى فرقة الفنون الشعبية الشبيبية فأصبحت الحياة التي يعيش من أجلها، وهنا يقول الراقص "محمود رسلان" الذي التقاه موقع eSyria بتاريخ "29/9/2011":
لم يحصل بعد الراقص "محمود" على حقه في دنيا الرقص، وهذا أساس في العمل ليخلق لديه حافز الإبداع وإطلاق الإمكانات
«أحببت الرقص الشعبي التراثي بخطوطه العريضة وتميزه الفكري الذي ينبثق منه الإحساس باللا إرادية المطلقة للوجدان بما يقدمه من صدق وعفوية تأخذ مني الروح وتمنحني الحياة، وقد لا يتجاوز هذا /30/ دقيقة ولكنه مخاض ولادة لتكوين جديد أعيش من أجله».
ويتابع: «على المسرح تنتابني حالة لا يمكنني تقديرها عليه، أو إدراكها بعيداً عنه، فالعفوية والتركيز العالي مسعفي على هذه الخشبة، لأن حالة اللا إرادية تجعلني أبتكر حركات راقصة خلال تقديم العرض المباشر، والتركيز العالي هو منسق هذه الحركات مع كلمات الأغاني وبقية أعضاء الفرقة، وهذا ما اعتبره خلجات نفسية مرتبطة بالمسرح».
بما أن المسرح يشعرك براحة كبيرة ومعنويات عالية فهذا يعني أنه يوجد توافق بين مقومات المسرح الراقص وما تتمتع به من موهبة، فبرأيك ما هي مقومات الراقص المسرحي ليكون موهوباً؟: «يحتاج الراقص المسرحي ليشكل أساساً له في الرقص الشعبي الإبداعي إلى إتقان فن الاستماع وبطريقة معرفية، ليتمكن من ابتكار حركات الرقص وفقاً لكل ما تطرب له أذنيه، وخاصة إن كان ما يسمعه غير مألوف أو جديد بالمطلق كتجسيد للرقص.
وبالنسبة لي كمدرب رقص، قبل التفكير بالحركات الراقصة أستمع إلى المقطوعة الموسيقية وأتأمل ذهنياً إمكاناتها، فأجد ذاتي بعد ذلك ملأى بالطاقة والأفكار والقدرة على تصميم الحركات الجديدة بالكامل والمناسبة لها، إضافة إلى أني أستطيع تقدير الراقص أو الراقصة المناسب لتقديمها وبكل إتقان، وهنا يبدأ العمل على طرح هذه الأفكار وإلباسها ثوب الواقعية على جسد الراقص، ليتم مطابقتها مع بعض الأفكار والرؤى التي قد تظهر على جسد الراقص خلال التدريب وتكون أكثر مواءمة للموسيقا على المسرح».
بما أننا نتحدث عن فن الرقص الشعبي التراثي فهذا يعني أنه قد يكون بعيداً عن الأسس العلمية والأكاديمية، فكيف ترى هذا الجانب من وجهة نظرك كراقص موهوب؟: «الموهبة أساس الرقص على خشبة المسرح، إضافة إلى محبة الرقص والشعور به ضمن خلجات الذات الداخلية التي هي أساس الحركات الراقصة على المسرح، ولكن هذا لا يعني أن يتمتع الراقص بالأكاديمية العلمية لإتقان الكثير من أسس الحركات الراقصة بشكل موضوعي وممنهج لتنسجم مع الأسس الفنية الموسيقية وما يناسبها من حركات».
من المعروف أن الفرقة الراقصة قد تحوي على الأقل حوالي /20/ عضواً راقصاً، كيف وظفت قدراتك واحتويت الجميع حتى تشكل فريق رقص واحد يؤدي حركة واحدة متناسقة ومنسجمة؟: «أكون سعيداً عندما أرى بعض الطلاب يحبون تعلم الرقص، فأشعر بقدراتهم ومواهبهم من الدرس الأول، وهذا بالنسبة لي حافز لإخراج طاقاتي وملكاتي الداخلية لتمتين العلاقة فيما بيننا كعائلة واحدة ومن ثم لنصبح فريق عمل راقص، وهذا ما يخلق حالة من الهدوء والانسجام والقابلية للاستفادة وإدراك جميع ما يطرح من ملاحظات وحركات مهما كانت صعبة وجريئة، إضافة إلى الذهن المنفتح والمستقر لتكوين حالة من التركيز التام».
ما هو حلم الراقص "محمود رسلان"؟: «قد يكون ما أتمناه في المسرح الراقص غير محدود، ولكني أرغب في معايشة جميع الأفكار المسرحية الراقصة لمختلف المواهب والإمكانات والخبرات والثقافات التي أساس العمل لدينا في فرقة الفنون الشعبية، لأستقي منها ما أرى أنه يخدمني ويضيف إلى مخزوني ما يرضيني، فأستطيع حينها إنشاء مسرح استعراضي راقص».
وفي لقاء مع مدربة الرقص "ميرنا النجار" أكدت أن الراقص "محمود" موهوب ولديه خياله الواسع والخاص به، والذي يمكنه من رسم كل ما يجول في خاطره مكوناً تصوراً أولياً ليخرجه به إلى الواقع، مضيفة: «لم يحصل بعد الراقص "محمود" على حقه في دنيا الرقص، وهذا أساس في العمل ليخلق لديه حافز الإبداع وإطلاق الإمكانات».
يشار إلى أن الراقص "محمود رسلان" هو مدرب الرقص لفرقة الفنون الشعبية الشبيبية الفرعية في "طرطوس"، وكانت له العديد من المشاركات منها، المشاركة بمهرجان الشبيبة ومهرجان السياحة ومهرجان "بصرى الشام" ومهرجان "ادلب الخضراء".