سنديانة شامخة من ساحلنا السوري، شاعر وباحث مشى الدرب الصعب ومهده للذين جاؤوا بعده. الشاعر "أحمد علي حسن" ولد عام /1917/ في قرية "الملاجة"
وفي مكتبته في "طرطوس" التقاه etartus بتاريخ 20/5/2009 وكان الحوار التالي:
** استقريت مع أسرتي في قرية "الملاجة" التي كانت كباقي مناطق سورية ترزح تحت نير الاحتلال العثماني، ثم تلاه الاحتلال الفرنسي، ثم الاقطاع. وعشت وشاركت في الإرهاصات الاولى للنهضة ومقاومة المستعمر. وتفتح الوعي لدي على أحاديث أبي وأخي وأعمامي الذين كانت تشغلهم القضايا الفكرية والأدبية، ومن هذه الأحاديث تعلمت تذوق الكلمة الشعرية، وتفتح لدي الوعي القومي والوطني والطبقي.
* كيف بدأت تعليمك؟
** لم أدخل أي مدرسة، لعدم وجود مدارس أصلاً في البيئة التي ولدت وعشت فيها، فعلمت نفسي وحملت مشعل العلم والمعرفة وحاربت الجهل والشعوذة ورفضت التعصب، وتعبيراً عن قناعاتي كتبت مقالاً في عام /1934/ وكنت حينها في السابعة عشرة من عمري بعنوان "تنبه أيها المسلم" نشرته مجلة هدى الإسلام المصرية.
** كان عمري /18/ سنة عندما تزوجت، ولم أعرف عن المرأة أي شيء، تزوجت وجاءت الحرب العالمية عام /1939/ لكن باختصار أقول إن المرأة هي كل شيء في الوجود. وقد خصصت المرأة السمراء في أحد الدواوين لأنها ترمز للعروبة.
الحب لا يشترط أن يستجلب بمصلحة، بل يعني أن يشعر الإنسان ان من يصادفه يصلح معه، ومن يقدر معاناتي يصبح جزءاً مني فأنا أعيش لحظات الحب دائماً بكل مذكراتي، ليت تواريخ الماضي تعود الآن.
** أصدرت ديواني الشعري الأول عام /1939/ عندما كنت في الثانية والعشرين من عمري وكان بعنوان "الزفرات" طبعته في مدينة "اللاذقية" ثم تتالت بعدها إصداراتي الاخرى.
** كل ما في ساحلنا وريفنا موحي وملهم، لذلك نرى أكثر أصحاب المواهب يميلون إلى الشعر، ذلك أن الشعر مرآة الشعور وهو القادر على إيصال الصورة الحقيقية إلى المتلقي دون عناء أو تكلف. وكأني بالطبيعة الساحرة في هذه الجبال وعلى ملاعب أمواج البحر وزرقة السماء الصافية وكواكبها توحي للشعراء وتحلق بخيالاتهم وهواجسهم فتجعلهم يحسون بجمال الحياة أنغاماً مطربة في قوافيهم.
* أين أنت الآن؟
** أنا مقيم في مكتبتي، استعرض ذكرياتي القديمة وحياتي ورفاقي وأيام الشباب، وأنتقل من كتاب إلى كتاب، ومن ورقة إلى ورقة، ومن خاطرة إلى أختها.
من ديوان "أوحت لي السمراء" يقول الشاعر:
أنا والليل، وطيف حالم يتهاوى ملء عيني جميل
وهوى. لو مر بالنجم هوى وحنين راعف الشوق، طويل
هكذا.. يا حبها اسلمني فيك ممساك على القلب، بخيل
غفر الله لقلبي أنه مثل عينيها.. صحيح وعليل
نشير أخيراً إلى أن للشاعر إصدارات عديدة وهي: / "نهر الشعاع"، "أنداء وظلال"، "قصائد مضيئة"، "على طريق الحرية"، "أوحت لي السمراء"، "على قبور الأحبة"، "أضواء كاشفة"/
بالأضافة إلى أعماله الفكرية /"التصوف جدلية وانتماء"، "رعفات قلم"، "مواقف وعواطف"/ إلى جانب نشاطاته الأدبية والاجتماعية مثل عضويته في اتحاد الكتاب العرب "جمعية الشعر"، ومجمع "نهج البلاغة".