من قرية "السموقية" التابعة لمدينة "صافيتا" خرج الدكتور "علي محمد علي" ليرفع علم بلاده عالياً في سماء الوطن العربي، بحصوله على المركز الأول ضمن المسابقة العربية الأولى لرواد أعمال المشروعات الصناعية والمتوسطة، التي نظمتها الهيئة العامة للتشغيل وتنمية المشروعات كشريك محلي في سورية.
eTartus زار الدكتور "علي محمد علي" رئيس قسم تقانة الأغذية في مكتبه بكلية الهندسة التقنية في "طرطوس" وتحدث معه بدايةً عن نشأته ومراحل تفوقه التعليمي حيث قال الدكتور "علي": «لقد كانت البداية حين تفوقت في الثانوية العامة التي حصلت عليها من مدرسة "سبة" التابعة لمنطقة "مشتى الحلو" ودخلت كلية العلوم قسم "الرياضيات والفيزياء والكيمياء" في عام "1986" وتخرجت من الكلية عام "1990" وحصلت على المرتبة الأولى على مستوى سورية، وبعدها طُلبت من قبل مركز الدراسات والبحوث العلمية في "دمشق" لأن المركز يجذب ويهتم بالمتفوقين، وبقيت حوالي ثلاث سنوات حيث تلقيت تدريباً راقياً ومتميزاً، ثم التحقت بدبلوم هندسة الطاقة لمتابعة التحصيل العلمي، وفي عام "1993" تقدمت إلى مسابقة المعيدين وتم تعييني معيداً في جامعة "تشرين" للحصول على درجة الدكتوراه في مجال اللدائن».
لدي مشروعان جاهزان وأنتظر أية مسابقة طموحة وتنافسية لإظهارهما والاستفادة من فكرتهما
ويتابع: «في عام "1994" تم إيفادي إلى جمهورية "مصر" ضمن بعثة دراسية للحصول على الدكتوراه وهي على مرحلتين "ماجستير" و"دكتوراه" حيث حصلت على الماجستير عام "1997" والدكتوراه عام "2001" وخلال مدة الإيفاد تم إنجاز البحث الخاص بالماجستير والدكتوراه في هيئة الطاقة الذرية "المصرية" بالمركز القومي للبحوث وتكنولوجيا الإشعاع».
لقد كان وجود الدكتور "علي" في المركز القومي للبحوث وتكنولوجيا الإشعاع بمثابة فتح آفاق جديدة له يوضح ذلك بقوله: «إن المركز القومي للبحوث والتكنولوجيا من المراكز المتخصصة في مجال اللدائن، حيث يتم الحصول على تصنيع وتحرير المواد اللدنة باستخدام التقانة الطاقية النظيفة، وهي أشعة "غاما" أو الإلكترونات المسرعة من المعجل أو المسرع الإلكتروني، حيث كان وجودي في المركز بمثابة فتح آفاق واسعة لاستخدام وتطبيق هذه التقانة في شتى مجالات الحياة، ولا سيما في المجال الطبي والصيدلاني والهندسي».
وخلال هذه الفترة شارك الدكتور "علي" بالكثير من المؤتمرات والندوات العلمية وورشات العمل مثل المشاركة في المؤتمر الدولي للنفايات الضارة والمشاركة في ورشة العمل "الروسية" "المصرية" للسايكوترونات والمشاركة في ورشة عمل "ألمانية" "مصرية" حول البرملات، والمشاركة في المؤتمر السابع للعلوم النووية وتطبيقاتها إضافة إلى دورات تدريبية في البرنامج التخصصي للاستخدامات السلمية للطاقة الذرية وتطبيقات النظائر المشعة، وكان لهذه المشاركات الفائدة المرجوة التي حدثنا عنها قائلاً: «من خلال ورشات العمل والندوات التي شاركت فيها كنت على احتكاك مباشر مع الآخرين وتجاربهم وأعمالهم وأفكارهم، حيث يعتبر كل شخص بمثابة مدرسة بحد ذاته، ومن خلال ذلك حصلت على محاكاة للمشاكل والطروحات بشكل مباشر وكونت فكراً متطوراً ورؤى متجددة، وأصبح بإمكاني إسقاطها على أرض صلبة لأحصل بعدها على فكرة أو مجموعة أفكار جديدة قادر على طرحها بقوة وتطويرها وتنميتها وتحويلها إلى منتج صناعي».
وبعد العودة إلى الوطن تم تعيين السيد "علي" دكتوراً متمرناً متفرغاً في جامعة "تشرين" وذلك في عام "2001" يوضح ذلك بقوله: «خلال الفترة ما بين "2001" و"2006" قمت بتدريس العديد من المواد في كلية "الصيدلة" في جامعة "تشرين" وكلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية في جامعة "دمشق"، كما أشرفت على العديد من مشاريع التخرج في كليتي الهندسة الميكانيكية والكهربائية في جامعة "دمشق" وكلية الهندسة الكيميائية والبترولية في جامعة "البعث"».
وبهذا كان للدكتور "علي" دور أساسي في منحتين دراسيتين لاثنين من طلابه يخبرنا عنه قائلاً: «حاولت تقديم الأسلوب الذي تعلمته والخبرات التي حصلت عليها إلى طلابي خلال إشرافي على مشاريع تخرجهم، وتمكنت من ذلك حيث حصل أحد الطلاب من خلال الفكرة التي قدمتها له ضمن مشروع تخرجه على منحة دراسية إلى "فرنسا" وطالب آخر إلى "بريطانيا"».
وفي عام "2004" تم تعيين الدكتور "علي" نائب عميد كلية الهندسة التقنية في "طرطوس" للشؤون العلمية ثم رئيس قسم العلوم الأساسية في عام "2002" ثم رئيس قسم هندسة تقانة الأغذية في عام "2006"، يقول: «تم وضع العديد من الشروط الفنية لقسم كبير من مخابر الكلية العالية التقنية والأداء، كما تم نشر بعض البحوث العلمية الأصلية في مجلات عالمية محكمة دولياً، وتم منحي في الشهر الحادي عشر من عام "2008" جائزة "سكوبس" من الناشر العلمي "السيفير"».
وفي تشرين الثاني من عام "2009" شارك الدكتور "علي" بالتصفيات المحلية النهائية
للمسابقة العربية الأولى لرواد أعمال المشروعات الصناعية والمتوسطة، التي تنظمها الهيئة العامة للتشغيل وتنمية المشروعات كشريك محلي في سورية، وعن هذه المشاركة يحدثنا قائلاً: «خضعت مع الزملاء المتسابقين الذي بلغ عددهم "127" متسابقاً لدورات تدريبية مكثفة قدمنا خلالها أفكاراً لمشاريع أغلبها صناعي تعطي منتجاً غير موجود في السوق المحلي أو موجود ومحسن، حيث تناول مشروعي مسألة هامة؛ وهي البيئة وكيف يمكننا المحافظة على المياه وتغذية المزروعات المروية وغير المروية بطريقة مختلفة، وفزت بهذا المشروع بالمركز الأول على مستوى سورية».
ثم انتقل للمشاركة بالتصفيات النهائية لهذه المسابقة والتي أقيمت في "مصر" بالتعاون مع الاتحاد العربي للمنشآت الصغيرة والمؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا في السادس عشر من شهر تشرين ثاني لعام "2009" لاختيار المشاريع الثلاثة الفائزة على مستوى الوطن العربي حيث أوضح الدكتور "علي" فكرة مشروعه قائلاً: «إن فكرة المشروع جاءت من كون سورية بلداً زراعياً، وهذا الأمر يعتمد بالدرجة الأولى على المياه والحفاظ عليها وعدم هدرها للحفاظ على المنتجات الزراعية، لذلك لا بد من إيجاد حل لهذا الأمر فكانت فكرة المشروع، والتي ترتكز على استخدام بقايا منتجات التصنيع الغذائي وتحويرها إلى مواد صديقة للبيئة، وإمكانية استخدامها في تخزين المياه، وخفض نسبة السقاية أو الري للمزروعات بنسبة تصل إلى خمسين بالمئة، إلى جانب تقوية النبات وتسميده في التربة خلال فترة زمنية تقدر بثلاث سنوات من بعد استعمال المنتج لأول مرة لكونه يحتوي على مواد مخصبة تساهم في الاحتفاظ بالماء للمزروعات والاستغناء عن الأسمدة إلى جانب استخدام المنتج في استصلاح الأراضي وتثبيت النبات في التربة الرملية».
وبفكرة هذا المشروع حقق الدكتور "علي" المركز الأول على مستوى الوطن العربي في المسابقة حيث كان لهذا الفوز الأثر والدافع الذي يوضحه لنا بقوله: «إن الفوز بالمركز الأول هو أمر هام جداً، لأنه سيدفعني في المستقبل للمزيد من العمل وبذل الجهد لتحقيق النجاح والمحافظة على هذا المستوى وتقديم كل جديد في كل عام، حيث من السهل الحصول على الجائزة ولكن المحافظة على الفوز والمتابعة لتطوير الفكر وتنميته بشكل دائم هو الأصعب».
ويضيف: «أشجع كثيراً أصحاب الأفكار المبدعة لإقامة مشاريعهم بمساعدة الجهات المعنية والمختصة، وجعلها قابلة للتحقيق على أرض الواقع لأن صعوبات تطبيق المشاريع كثيرة وتحتاج إلى الدعم من حيث الأجهزة والمواد، فصياغة الأفكار على الأوراق سهلة جداً وبسيطة، ولكن التطبيق العملي تتخلله صعوبات من حيث الأجهزة وتوافر المواد وعملية المتابعة، وأيضاً الزمن فأحياناً يصاب الإنسان بالفشل، ولكن هذا الفشل يجب أن يكون بمثابة حافز للمتابعة وإيجاد حلول مختلفة وبديلة للوصول إلى النجاح والهدف المرجو».
وعن المشاريع المستقبلية يقول: «لدي مشروعان جاهزان وأنتظر أية مسابقة طموحة وتنافسية لإظهارهما والاستفادة من فكرتهما».