أقام أهالي قريتي "الدي" و"كعبية عمار" بالتزامن مع اختتام فعاليات اليومين الأخيرين من المخيم الخدمي الاجتماعي احتفالاً شعبياً غنائياً يمثل تراث المنطقة بدبكتها الأصلية وكلماتها الشعبية وألحانها التراثية، لتعريف متطوعي المخيم بهذا التراث الذي تشرف على إحيائه فرقة "البيادر لإحياء التراث"..
موقع eSyria شارك في الحفلة، والتقى الفنان "حسن اسماعيل" الذي حدثنا عن سبب مشاركة الفرقة في هذا الحفل، فقال: «أراد الأهالي التعبير من خلال العرض الذي قدمته فرقة "البيادر لإحياء التراث" تعريف المتطوعين بعادات وتقاليد الفرح الشعبي الريفي، الذي تميز بالبساطة ومشاركة جميع الأهالي فيه».
أراد الأهالي التعبير من خلال العرض الذي قدمته فرقة "البيادر لإحياء التراث" تعريف المتطوعين بعادات وتقاليد الفرح الشعبي الريفي، الذي تميز بالبساطة ومشاركة جميع الأهالي فيه
وعن فقرات الحفل قال: «قدمت بصوتي مع العزف على آلة الأورغ عدداً من الأغاني التراثية التي اشتهرت في زمن المنطقة القديم، بطريقتها الأصلية من ناحية اللحن وطريقة الأداء والمشاركة في الدبكة التي قدمتها الفرقة، وحاولت من خلالها تعريف المتطوعين بأنواع الدبكات الشعبية، حيث أدى أعضاء الفرقة دبكة "النخة" أطول وأقدم أنواع الدبكات في ريف الساحل السوري، والتي تتميز ببطء حركاتها، لذلك يؤديها كبار السن، ويستمتعون بالتمايل على النغمات البطيئة التي ترافقها، لأنها أبطأ من الدبكات السريعة، ويقولون عنها إنها إيقاع بلدي، أما دبكة "الكرجة" فهي لعمر الثلاثينيات وإيقاعها متوسط بلدي، إضافة إلى دبكة "الشبة" التي جاءت تسميتها من كلمة "شباب"، وإيقاعها سريع ويتناسب مع عمر الشباب"».
وهناك جانب آخر من جوانب الحياة في الريف الساحلي أراد الأهالي إبرازه في هذا الحفل من خلال صناعة نوع معين من المأكولات التي كانت تقدم في المناسبات السعيدة وفي نهاية مواسم الحصاد، وهي "السيالات" الأكلة الشعبية التي قامت إحدى نساء القرية بطبخها وتعليم إحدى المتطوعات طريقة صنعها.
وللتعرف على هذه الأكلة التقينا السيدة "دليلة محمد" التي حدثتنا عنها وعن طريقة صنعها فقالت: «السيالات أكلة شعبية قديمة توارثناها عن أمهاتنا، وهي عبارة عن عجينة رخوة قوامها الطحين والماء، ولابد من بقاء العجينة رخوة حتى تتمكن السيدة من سكبها بوعاء خاص على الصاج، ثم تدهن بالزيت بعد استوائها، بزيت "الخريج" وهو أحد أنواع الزيت الذي يتم صنعه في الريف والذي يتم أيضاً بسلق حبات الزيتون ثم عصرها».
في حين أعجبت المتطوعة "صفاء زيدان" بطريقة طبخ وتقديم هذه الأكلة الشعبية، واستساغت مذاقها الشهي، وأرادت تعلمها لتقوم بطبخها حين عودتها إلى منزلها، وذلك مساهمة ورغبة منها في استمرار الحياة لهذا النوع من التراث الذي يعبر عن بساطة الحياة الريفية وخلوها من صخب الحياة الحضرية، حتى في أبسط الأشياء ومنها طريقة تحضير الطعام.
المتطوعون بدورهم شاركوا في الدبكة والرقص على أنغام الأغاني التراثية والشعبية، ومنهم من أراد توثيق هذه اللحظات بالصور، وهو المتطوع "سليمان الخليل" الذي قال: «أعجبت كثيراً بالعرض الذي قدمته الفرقة، وأردت أن تحمل ذاكرتي والكاميرا التي أحملها لقطات أيام الفرح البسيط الذي عاشه أجدادنا، والذي عشناه اليوم في هذا الحفل وطوال أيام المخيم من خلال تعاملنا اليومي مع أبناء هذه المنطقة الكرام».