ما بين شعر ونثر وخاطرة قصيرة تفجرت مشاعر الإلهام التي ولدت بعد كل لحظة معاناة، وبعد كل موقف مؤثر عاشه ويعيشه إلى اليوم الشاعر الشاب "سالم سلوم" الذي لم تسعفه ظروف الحياة ليدرس في جامعاتها ويصقل موهبته الشعرية المتميزة بشهادة جامعية تكمل حلمه، وبقي على مفارق طرق الحياة يبحث عن الطريق الذي سيوصله لحلم نشر ديوان صغير خاص به.
وفي لقاء أجراه eTartus بتاريخ "15/4/2009" مع الشاب "سالم" من أهالي قرية "سريجس" إحدى القرى البعيدة في ريف مدينة "بانياس" تحدث عن رحلة حياة ظروفها صعبة وقاسية بدأت منذ الصغر حيث قال: «ولدت لأسرة فقيرة وتعلمت مبادئ القراءة والكتابة عند خطيب القرية السيد "أحمد السلوم أبو معن" وعلى يده حفظت الكثير من قصص الأنبياء، كان العام الذي درست فيه عند خطيب القرية هو العام الأخير لمثل هذه الدراسة في قريتنا الصغيرة، حيث جاء بعدها ما يسمى اليوم برياض الأطفال، وفي القرية بدأت تعليمي الأساسي ثم انتقلنا إلى "مدينة طرطوس" بحكم عمل والدي في المدينة وأذكر أنه كان يحضر لنا الكثير من الكتب لنقرأها ونطالع فيها من عند أصدقائه ورفاقه، حتى أنه كان في بعض الأحيان يطلب جريدة أو مجلة من يد شخص يصادفه في الطريق ليأتي بها إلينا، كما أذكر أنه وأثناء سكننا في "مدينة طرطوس" كنا نذهب معه إلى مكتبة "دار طلاس" ويقول لنا اختاروا كل ما يحلو لكم واقرؤوه».
أول أشعاري نسجتها في سن العشرين بعد قصة حب كبيرة جمعتني مع صديقة أختي وقد تأثرت كثيراً بالشعر الذي أرسلته لها
وعن بداياته مع الشعر يقول: «أول أشعاري نسجتها في سن العشرين بعد قصة حب كبيرة جمعتني مع صديقة أختي وقد تأثرت كثيراً بالشعر الذي أرسلته لها»
وعن أفضل ما قرأه يقول: «أقرأ لأي كاتب دون استثناء لكن يحدد ما إذا كنت سأتابعه فيما بعد مضمون ما قرأته في المرة الأولى ولكن الأفضل الذي تأثرت به مطلقاً هو الشاعر الكبير "نزار قباني" فأنا أعشقه منذ الصغر وأرى في أشعاره عطر "دمشق" وياسمينها وأحس عندما أزور "دمشق" بأني أسمع خطوات شاعرها "نزار قباني" في كل أزقتها وفي سكون ليلها وهو يتغزل بها».
وعن سبب عدم نشر أي من كتاباته حتى اليوم بالرغم من وجود مجموعة قصصية بعنوان "صراخ في آخر الليل" جاهزة للطباعة والنشر يقول: «لا تتوافر لدي الإمكانيات المادية اللازمة ولم أجد حتى الآن أي جهة أو شخص يمكنه احتضان موهبتي ودعمها مادياً، وقد رفضت الكثير من العروض المادية المغرية لبيع أفكاري وإبداعاتي فهي بالنسبة لي كالطفل الذي لا يمكن لأي شخص أن يساوم أمه على ثمنه».
وسألنا السيد "سالم" هل ستبقى أفكارك سجينة أوراقك ودفاترك فأجاب: «الأدب بحر ولكل شخص فرصة لابد أن تأتي ولكن كتاباتي ليست سجينة فأنا أرسلها عبر البريد العادي إلى جرائد كثيرة مثل جريدة "الثورة" و"البعث" و"تشرين" و"دبي الثقافية" و"جيش الشعب" و"الجندي العربي" وتنشر في كل الجرائد والمجلات السابقة ودون مقابل».
بقي أن نشير إلى أن لقاءنا هذا هو اللقاء الأول لشاعرنا الموهوب مع أي وسيلة إعلامية وهو يتمنى من خلال لقائنا أن يحظى بفرصة ليجد من خلالها من يتبنى موهبته ويساعده على نشر إبداعاته.