من مكتبة والده التي ضمت الكثير من الكتب الأدبية ومن جو العائلة الذي تميز بحب الثقافة والاطلاع بدأت الموهبة الأدبية التي أثمرت الشاعر "منذر عيسى" الذي قدم العديد من النتاجات الأدبية التي لم يتمكن بموجبها حتى اليوم من أن يصبح عضواً في اتحاد الكتاب بالرغم من وفرتها وبالرغم من أن أول إصدار له صدر عن الاتحاد في العام "2004" بعنوان "رايات سوداء لها شكل الفرح".
وخلال اللقاء الذي أجراه eTartus بتاريخ "25/5/2009" مع السيد "منذر عيسى" في مكتبه مكان عمله في الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش في "طرطوس" حيث يعمل مفتشاً منذ العام "1998" وحتى اليوم تحدث عن بداياته الشعرية حيث قال: «معظم دراساتي ومطالعاتي في علم النفس والتربية وقد عملت في التدريس مدة "20" عاماً أما بداياتي الشعرية فهي ليست قريبة بل منذ أن كنت صغيراً لفت انتباهي الاهتمام الذي يلقاه الأدب من جانب والدي "المرحوم" الذي كان شاعراً وله مجموعة شعرية اسمها "بوح الوفاء" وقد خسرت بوفاته صديقاً عزيزاً ورثيته من خلال مجموعتي التي حملت اسم "تحولات القلب" التي كتبت في الثمانينيات وبدأت بتحولات القلب "1" ثم تحولات القلب "2"».
أكثر من يستهويني وأتابع أعماله الكاملة "فايز خضور" بالرغم من أنه يكتب قصيدة التفعيلة ومن الشعراء المميزين في سورية "عبد القادر الحصني" و"عصام خليل" و"فيصل خليل"
وعن منشوراته يقول: «أول مرة نشرت فيها كانت في العام "1990" في جريدة "الوحدة" المحلية وقد صدرت أول مجموعاتي في العام "2004" بعنوان "رايات سوداء لها شكل الفرح" والثانية عام 2005 بعنوان "دخول في مدار الياسمين" والثالثة والأخيرة "تحولات القلب" في العام "2008"».
أما النمط الشعري الذي يكتبه الشاعر فهو الشعر الذي يسمونه النثر ويلجأ إليه لأن إمكانات التعبير فيه غير محدودة وفضاءاته أوسع وإمكانية خلق صور جديدة أكثر إضافة إلى أن الشعر يمكن أن يخلق الدهشة عند المتلقي على عكس النص التقليدي الذي يمكن للمتلقي من خلاله أن يتوقع نهايات الأبيات وليس لدى الشاعر وقت محدد للكتابة ولا طقس خاص، بها فمن الممكن أن تكون فكرة خلال جلسة معينة أو في الطريق أو في المكتب».
وعن الشعراء الذين يقرأ لهم يقول: «أكثر من يستهويني وأتابع أعماله الكاملة "فايز خضور" بالرغم من أنه يكتب قصيدة التفعيلة ومن الشعراء المميزين في سورية "عبد القادر الحصني" و"عصام خليل" و"فيصل خليل"».
ويتابع السيد "منذر": «أكتب قصيدة الومضة على طريقة القصة القصيرة جداً إضافة إلى تعليقات على أقوال وأمثال شعبية ورؤيتي فيها ومن خلال قراءة كتاباتي تستطيع أن تلاحظ أن المرأة هي المحور الأساسي في مجموعاتي الشعرية ولا يمكن أن أرى الحياة بدونها، المرأة بكل أبعادها الأم الأساس والأخت والأرض والزوجة وقد أهديت في كل مجموعة من مجموعاتي الشعرية قصيدة لزوجتي كما حاز البحر على مساحات كبيرة جداً في كتاباتي ونادراً ما تخلو قصيدة من ذكر للبحر فيها أما الريف الجميل الذي أمضيت فيه طفولتي حتى عمر "15" عاماً في قريتي "دير حباش" فهي تمثل في معظم الأحيان مصدراً لكتاباتي وكثيراً ما أعود إليها لأستلهم منها ومن لا يستطيع أن يبقى طفلاً لا يستطيع أن يبقى شاعراً لأن الشاعرية تتطلب البراءة والعفوية وعدم وجود قيود على أي تصرف أو كلام».
وفي ختام حديثه عن تجربة دامت "55" عاماً مع الحياة بكل جوانبها يقول: «بعد تجربة "55" عاماً أعي منها "51" عاماً أقول إن الحياة جميلة وجميل أن تعاش وأجمل ما فيها أن يكون للفرد دور نافع ويقدم ما يستطيع من خدمات لمن يحيط به وبحكم عملي في موقعي كمفتش فإن إنصافي لأي شخص مظلوم أو له حق هو عطاء أعتز به لأن متعة العطاء كبيرة جداً، وقد مارست هذه المتعة سابقاً من خلال عملي مع الحزب فقد شغلت مناصب حزبية عدة مثل عضو قيادة فرقة وعضو قيادة شعبة وعضو قيادة فرع الحزب بـ"طرطوس" رئيساً للمكتب الاقتصادي الفرعي».
يشار إلى أن الشاعر يستعد لإنجاز مجموعة قادمة قريباً بعنوان "عابر إلى الضفة الأخرى" تأخذ في معظمها جانباً فلسفياً من الحياة.