بالرغم من الأعداد الكبيرة للروايات والدواوين الشعرية و النتاجات الأدبية التي قدّمتها ومازالت إلى اليوم تقدّمها الأقلام المبدعة في محافظة "طرطوس"، فقد كان حدث توقيع ديوان "أبجدية الجسد" الشعري للشاعر"محمد توفيق يونس" حدثاً نادراً من نوعه في المحافظة، حيث حظي بشرف "المرة الثانية" التي يتمُّ فيها توقيع ديوان على صالة المركز الثقافي العربي ب"طرطوس" وبحضور متميز .
eTartus حضر الحفل الذي أقيم مساء الأربعاء "29/7/2009" وسأل الشاعر"محمد توفيق يونس" عن سبب احتفائه ب"أبجدية الجسد" خلافاً عن إصداراته الخمسة السابقة فقال: «توقيع الديوان جاء ضمن سياق الاحتفاء بالكتاب، وليس تفضيلاً لمجموعة شعرية على أخرى وكي يحظى الكتاب الجديد بمكانةٍ عند المتلقي ».
توقيع الديوان جاء ضمن سياق الاحتفاء بالكتاب، وليس تفضيلاً لمجموعة شعرية على أخرى وكي يحظى الكتاب الجديد بمكانةٍ عند المتلقي
وأضاف: «ما رأيتموه اليوم من خلال النقد والدراسات التي تمت حول الكتاب الذي قدّم رؤية وانطباعات وأفكار خلاقة في فهمه وتأويله، لأن قصيدة النثر التي احتواها مفتوحة على كل التأويلات.
وبالتالي جاءت الآراء النقدية من خلال الندوة التي رافقت حفل التوقيع لتقرع باب الثقافة ونسمع كلمة نعم أو لا، موافق وغير موافق، مدهش وغير مدهش».
كما سألنا الشاعر إذا كان لانشغال السيدة "إنعام عباس" عضو مجلس الشعب السابق وزوجته دور في التحضير للحفل، وهل كان لانشغالها في عملها في السابق سبب في عدم الاحتفاء بالإصدارات السابقة فأجاب: «موضوع التوقيع لم يكن وارداً في الذهن سابقاً، هي قضية أتت من خلال ما رأيت ورغبت تحقيقه في هذه الأيام، أما "إنعام" فلها الدور الكبير في حياتنا في فرحنا وحزننا وألمنا وسعادتنا؛ هي الحياة بكل مساريها نمشيها معاً بوعورتها وجمالها».
وعن كتابه "أبجدية الجسد" يقول: «الجسد بغض النظر عن الجسد ذكراً كان أم أنثى، والذي أعتبره هذا الحيز في المكان وهذه الخطوة في الزمان يحمل وحمل كل العلاقات والتفاعلات التي مرّت على الأرض منذ تشكلها. وأنا كجيولوجي أفهم أن هذا الجسد الصغير هو حامل كل ما مرّ على هذه الأرض منذ بداية الكون ومن حقه أن نحتفي به».
ويتابع: «الجسد هو حامل المعرفة وقد جاء في الإهداء "إلى الجسد ..أبجدية التفكر". فالجسد يستحضر حواس الأرض كالحب والحرية، وهو الذي يقدم كل سعادة ويطلع كالصباح من أمواج البحر ويشهد عناق الحس بالوجود».
وتقول الشاعرة "انتصار سليمان" أحد الحضور في قراءتها للديوان: «"أبجدية الجسد" مجموعة يجيب الشاعر فيها عن رؤيته في موضوع طرح منذ القدم ألا وهو الجسد واكتماله بالآخر، فحاول أن يقدم لنا الإجابات عن أسئلة مازالت تضج في وجدان كل إنسان أيضاً ولكن الشاعر ظل متمسكاً بموضوعه الأساسي وهو تلك اللغة التي يبتكرها الإبداع الجسدي، مكوناً لغة من ضوء وماء وسماء ..ولا يحق لنا الاعتراض هو شاعر ويقدم رؤيته بكل سلاسة».
ويقول الشاعر"صالح سلمان": «الشاعر يرى في مجموعته أن للجسد أبجدية كما أن للغة أبجدية، ومن هنا للجسد تجليات عدة فهو يتجلّى في البحر والعطر والضياء والأرض، وله قدرة على الخلق والإبداع فهو بذلك ليس مجرد جسد من طين بل يكاد يكون روحاً بحدّ ذاتها».
وعن الفائدة التي يمكن تحقيقها من خلال إقامة مثل هذه النشاطات الثقافية في المحافظة يقول الكاتب"علي ديبة": «يساهم هذا النشاط في إقامة جملة من العلاقات الثقافية وهو دعوة للاهتمام بالكتاب بعيداً عن أوساط الإعلام الاستهلاكية. تدفع لزيادة الاهتمام بالكتاب من جديد حتى لا يغيب هذا الوسيط الثقافي عن الساحة الشعبية».