أبحر في البحر لعقدين من الزمن وعمل كقبطان بحري ذاع سيطه ووصلت شهرته كما سفينته إلى بلاد ومدن عدة. الشاعر "مصطفى عثمان" الذي عاد إلى هوايته الأولى وعشقه الأول: نظم الشعر .
دعونا معا نتعرف أكثر إلى رحلة حياة الشاعر "عثمان" الذي بدأ حديثه يخبرنا عن بداياته الأولى مع الشعر قائلا: «البداية كانت منذ المرحلة الابتدائية حيث كنت أستمتع بحصة القراءة والنشيد وكنت دائما الأول في هذه المادة والسبب هو عشقي للشعر وهوسي به إن جاز التعبير، وهكذا ومع التقدم في الدراسة زاد شغفي بالشعر أكثر فأكثر وأصبحت أكثر نضجا فالطفل قد كبر وبات يستطيع التمييز بين الشعراء وطرق إبداعهم للشعر».
أنا عشت خارج سورية لعقدين من الزمن وتنقلت بين العديد من الدول فاكتسبت خبرة في الحياة أثرت بشكل كبير على أسلوبي الشعري فالتعامل مع أناس مختلفين في العادات والأنماط يزيد من فهمنا للحياة
*لمن كنت تقرأ في تلك الفترة؟
**«قرأت لـ"نزار قباني" وأدمنت قصائده السياسية وشعره الوطني وحاولت أن أحاكي "نزار قباني" و"سميح القاسم" في كتابة ونظم الشعر الوطني خصوصا وأن تلك الفترة كانت مليئة بالأحداث الوطنية والسياسية كحرب تشرين، ومرحلة الوحدة السورية المصرية الليبية حيث كنت أتابع الأحداث وأتفاعل معها، فنحن كما تعلمين تربينا على ثقافة الفكر المقاوم الفكر الثوري، الفكر الوحدوي، ومن دون تفكير تريننا نتفاعل مع كل الأحداث الوطنية القومية فنحن وبكل فخر ننتمي إلى هذا الفكر فالعروبة بالنسبة لنا ثقافة وحليب رضعناه منذ الولادة».
وتابع الشاعر "عثمان" يروي لنا تفاصيل مسيرته في الحياة والشعر قائلا: «بعد انتهاء المرحلة الثانوية اخترت الأكاديمية البحرية فأنا "أروادي" وأعشق البحر والسفر، وبعد أن تخرجت من الأكاديمية عملت ضابطا بحريا على السفن التجارية إلى أن أصبحت قبطانا، ولكن ذلك لم يلغي هوايتي الوحيدة وهي كتابة الشعر فكنت أثناء جولاتي دائم القراءة والمطالعة والتعرف إلى الجديد في المجال الشعري، وآخر الإصدارات الشعرية فكنت في أول زيارة لي في أحد المرافئ أزور المكتبات وأشتري الكتب ومع الوقت كنت أشعر أن كتاباتي أصبحت أكثر وعيا ونضجا وإدراكا بالحياة ولكني لم أكن أجرأ على أن أعرض شعري لأحد ما فثقتي بنفسي لم تكن قد نضجت بعد خصوصا في المجال الشعري حيث كنت أفضل أن أكتب لنفسي وأترجم مشاعري والحالات التي أعيشها فقط لمجرد الغربة والتأثر وحب الشعر».
ويكمل حديثه ليصل إلى المرحلة الأهم في حياته كما يقول ويتابع: «أنا عشت خارج سورية لعقدين من الزمن وتنقلت بين العديد من الدول فاكتسبت خبرة في الحياة أثرت بشكل كبير على أسلوبي الشعري فالتعامل مع أناس مختلفين في العادات والأنماط يزيد من فهمنا للحياة».
وكانت العودة ضرورية لأرض الوطن "سورية" فمهما تغربنا في الحياة والبلاد لابد من ذلك لأن العودة واجب حتمي يفرضه علينا انتماؤنا للعروبة وعشقنا لتراب أرضنا الكريمة.
تلك الكلمات هي ما حاول الشاعر "عثمان" أن يعبر بها عن تلك المرحلة ولكن هوايته الشعرية خانته أمام دمعة التأثر بذكرى العودة إلى الوطن والأهل ويتابع: «حين عدت إلى "سورية" كنت قد كتبت مجموعة شعرية كبيرة كانت مزيجا من الحب والحنين والشعر الوطني ولكني لم أفكر أبدا في ذلك الوقت نشرها أو عرضها على أحد إلى أن التقيت وعن طريق المصادفة مع الوسط الثقافي في "طرطوس" من خلال حضوري لإحدى الأمسيات الشعرية وهناك كانت البداية الفعلية حين تعرفت على الشاعر الكبير وصديقي العزيز الآن الشاعر "احمد علي حسن" حيث وثقت به وجعلته يقرأ كتاباتي فأعجب بها وشجعني وطلب مني الاستمرار بالكتابة إلى جانب النشر وفعلا أصدرت مجموعتي الأولى بعنوان "أعلنت هواك" وتضمنت مجموع ما كتبت أثناء إبحاري وشاركت بالأمسيات الشعرية في "طرطوس" وخارجها من المحافظات السورية وهكذا أصبحت الشاعر "مصطفى عثمان"».
للشاعر "عثمان أربعة دواوين هي "أعلنت هواك" و"لن يغفر الله" "رقص السحاب" و"قصائد مبحرة" وأهم أعماله بالنسبة له قصيدة بعنوان "الوعد الصادق" وهي ماكتبها أثناء حرب تموز في لبنان الشقيق وأهداها للمقاومة، وقد اختار منها الموسيقي "صفوان بهلوان" عشرة أبيات لحنها وأهديناها لتلفزيون المنار لبثها في ذكرى حرب تموز اللبنانية».